الشاعر الكويتي حامد زيد لـ"الرؤية": لا وجود لـ"الكمال" في الشعر.. ونعيش "أضعف" الأزمنة الأدبية

 

◄ طرحتُ 4 دواوين مكتوبة.. والخامس في معرض الكويت للكتاب المقبل

◄ على الشعراء الخليجيين الاستفادة من التجارب الشعرية

◄ أسعدني الحضور والتفاعل الجماهيري في "مهرجان صحار"

 

الرؤية- سعيد الهنداسي

 

عبّر الشاعر الكويتي حامد زيد العازمي عن سعادته الغامرة باستضافته ضمن فعاليات مهرجان صحار؛ حيث شارك في أمسية شعرية شهدت حضورًا جماهيريًا كبيرًا من عشاق الشعر والكلمة والإحساس؛ ليتفاعل الجميع في ليلة شاعرية من ليالي المهرجان. وأكد العازمي- في حوار مع "الرؤية"-  أن قرض الشعر ليس بالأمر السهل، لكنه في الوقت نفسه يرى أنه لا شاعر وصل إلى مرحلة "الكمال في الشعر"، مشيرًا إلى ما تشهده الساحة الشعرية من تحديات في مقدمتها تأثير منصات الإنترنت المفتوحة دون رقيب على تطور حركة الشعر الخليجي والعربي بشكل عام.

وتحدث الشاعر عن البدايات الشعرية من خلال ديوانية شعراء النبط، والتي أصبح بعد ذلك عضوًا مؤثرًا فيها منذ عام 1995 مع الشاعر حمد العزب. وتطرق الشاعر حامد زيد الى موضوع الأمسيات الشعرية وتواجد الشاعر فيها وما تمثله من تفاعل كبير مع جمهوره المحب لأشعاره والذي ينتظر كل جديد منه؛ حيث قال: "كانت لي مجموعة من الأمسيات في الكويت من خلال أمسيات مهرجان "هلا فبراير" منذ عام 2002 بمشاركة الشاعرة بشاير الشيباني والشاعر حمد السعيد، وفي عام 2004 في أمسية أخرى من أمسيات "هلا فبراير" مع الشاعر خالد المريخي، إضافة إلى عدد من الأمسيات الخليجية المشتركة في مختلف الفعاليات الوطنية".

ولم تغب الدواوين الشعرية والإنتاج الشعري المكتوب عن لقاء الشاعر حامد زيد؛ حيث قال: "أصدرت حتى الآن 4 دواوين شعرية، وكانت البداية في عام 2000 ديوان "أربع خناجر" وفيها كل قصائد البدايات العاطفية تحديدًا، تلى ذلك في 2005 ديوان "يقولون ما لا يفعلون"، وفي 2010 ديوان "عشق بدوية" والديوان الأخير في 2015 "اللعب بالنار". وأضاف أنه كان من المخطط إصدار ديوان شعري في عام 2020، لكن أحداث جائحة كورونا حالت دون ذلك، لكنه أوضح أن العمل متواصل من أجل إصدار الديوان خلال الأيام المقبلة تزامنًا مع معرض الكويت الدولي للكتاب. ويؤكد زيد أن حضور الشاعر في الأمسيات الشعرية يجعله قريبًا من جمهوره، مضيفًا أنه لا يتوقف عن طلب استشارة من المتخصصين عند كتابة الشعر، حيث لم يصل أي شاعر إلى "الكمال الشعري"، على حد قوله.

وعن تجربته في الدواوين المسموعة، تحدث حامد زيد قائلًا: "إنها تجربة ثرية، حيث استفدتُ كثيرًا من الألبومات الشعرية المسموعة؛ منها على سبيل المثال: السفينة والبوم، وصلك ذهب، والجمهرة، إضافة إلى سوالِف، وقصيد من الماضي، فضلًا عن الألبومات الخاصة بالأمسيات الشعرية التي أشارك فيها داخل الكويت وخارجها".

ويتطرق الشاعر حامد زيد الى قضية تقديم الشعر وكيفية وصوله لمتذوقي القريض، وقال: "تطوُّر الشعر معنا في منطقة الخليج العربي تحديدًا لا يمكن تجاهله، لكنه مخلتف في طريقة إيصاله للجمهور، فقبل سنوات ليست بالقليلة كان الشعر يصل لمتذوقيه عن طريق المجلات الشعرية المتخصصة في الشعر، والشاعر الذي لا ينشر اشعاره يكون غائبًا عن الساحة، ظهرت جاءت القنوات الفضائية والمسابقات الشعرية عن طريق هذه القنوات والتغطية الإعلامية المصاحبة لها، ثم تطور الأمر حتى وصلنا إلى مرحلة "السوشيل ميديا". ويرى حامد زيد أن الشعر العربي يعيش "أضعف الأزمنة"؛ حيث يقدم الشاعر ما يحلو له دون رقابة وعبر منصته الرقمية، وينشر لمتابعيه ما يحلو له حتى ولو لم يكن شعرًا بالمفهوم العلمي الصحيح، غير أنه يعبر أمله في تطور الشعر بأسلوب ووسائل علمية قائلًا: " في النهاية لا يصح إلا الصحيح".

وقدم الشاعر حامد زيد إهداءً لجمهوره في سلطنة عمان، قصيدة "صوت وصدى" والتي يقول فيها:

حكايتي مع هالبلاد الغالية صوت وصدى

بيني وبين السلطنة والسلطنة عنوانها

عمان نادتني وأنا لبت لعمان النداء

يا حي لدار شرعت لقلوبنا بيبانها

الديره إلي ما يجي من طيب أهاليها ردى

وشلون أجنب عن محبتها وعن سكانها

ما أقول أنا غير إني وما تملك يديني

فدا للديره إلي قدر أهلها من قدر سلطانها.

كما قدم الشاعر حامد زيد قصيدة من الشعر العاطفي تتغزل في المرأة ذات الشعر القصير حين قال:

إنتي إلي كل حاجة في تفاصيلك تحير

كل يوم يشد لي بك غير اليوم الأولاني

والبلا كل ما حنيت لك جيتك مسير

وكل ما سير عليك أشوف شكلك شكل ثاني

الجمال إلي ما طغى في صاحبه ملعون خير

وأنت طاغي للحدود إلي تزلزل بي كياني

ما هقيت أن القصيد تقال للشعر القصير

لين ما شفته عليك وقلت صح الله الساني

واختتم الشاعر حامد زيد حديثه بتوجيه كلمة شكر إلى الجنة المنظمة لمهرجان صحار على دعوتهم الكريمة لتقديم أمسيته، كما عبر خالص امتنانه لجمهور صحار وسلطنة عمان الذي تفاعل مع قصائده.

تعليق عبر الفيس بوك