نسخة استثنائية لمنتخبات أفريقيا وآسيا في "المونديال".. والمغرب يدافع عن ألوان العرب

الرؤية- وليد الخفيف

لن ينسى منتخب المغرب مونديال قطر 2022 بعد تصدُّر مجموعته وبلوغ دور الـ16 دون خسارة، فجيل زياش وحكيمي يعد امتدادا لجيل خيري وكريمو. وضرب أسود الأطلس موعدا في الدور الثاني متفوقين على كرواتيا وصيف بطل النسخة الماضية وبلجيكا المصنف الثاني عالميًا مع إخماد طموح كندا المُغادر رفقة بلجيكا لأسوار الدوحة.

وبختام منافسات دور المجموعات لمونديال قطر 2022، سجلت منتخبات قارتي آسيا وأفريقيا نتائج إيجابية وحضورًا بارزًا، فنسخة الدوحة هي الأبرز لهما مقارنة بالنسخ السابقة، فبجانب تأهل 5 منتخبات من القارتين الصفراء والسمراء للمرة الأولى في نسخة واحدة إلى دور الـ16، ترك منتخبا تونس والكاميرون بصمات واضحة باقية في سجل المونديال قبل لحن الوداع.

وشاركت المنتخبات الآسيوية في تلك النسخة بـ6 منتخبات، منها قطر الدولة المستضيفة، وحققت 5 منتخبات انتصارا واحدا على الأقل في دور المجموعات، وبلغ إجمالي انتصارات هذه المنتخبات 7 انتصارات إلى بجانب تعادل واحد. وتأهلت كوريا الجنوبية وأستراليا واليابان والسنغال والمغرب إلى الدور الثاني، وتألقت تونس عندما ألحقت الخسارة بفرنسا حامل اللقب غير أن فوزها لم يكن كافيا لمواصلة السباق، فودعوا البطولة من دورها الأول بتعادل وفوز وخسارة من أستراليا التي كانت السبب المباشر في تبخر أحلامهم.

وأبت أسود الكاميرون أن تترك أسوار الدوحة قبل أن تزأر مُعلنة قدرتها على تحقيق الفوز التاريخي على البرازيل صاحب الرقم القياسي والأكثر حصولا على لقب المونديال بخمسة ألقاب، والمرشح الأوفر حظاً لمعانقة اللقب الحالي، غير أن السيليساو ظل محتفظًا بصدارة المجموعة رغم الخسارة، أما بطاقة التأهل الثانية فقد طلبت ودّ سويسرا، لتذهب نبوءة صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني ببلوغ النهائي أمام المغرب أدراج الرياح.

وبفوز الكاميرون على البرازيل يصبح الأسود أول منتخب أفريقي على الإطلاق يحقق الفوز على البرازيل في تاريخ بطولات كأس العالم، كما أنها الهزيمة الأولى للبرازيل في آخر 18 مباراة خاضها بدور المجموعات للمونديال، وبالتحديد منذ الهزيمة أمام النرويج 1-2 في دور المجموعات لمونديال 1998 .

وحقق المنتخب الياباني نتائج مبهرة عززها بأداء فني عالٍ ودفاع متين وهجوم فاعل خلال منافسات دور المجموعات، فالساموري تفوق بالفوز على بطلين سابقين للمونديال هما ألمانيا وأسبانيا ليتصدر مجموعته نحو دور الـ16. وأعاد منتخب كوريا الجنوبية سيناريو 2002 عندما فاز على البرتغال في ختام دور المجموعات، ليعود سون ورفاقه للفوز على البرتغال، وانتزاع البطاقة الثانية بفارق الأهداف عن أوروجواي، ليضرب الشمشون الكوري الجنوبي نموذجا للإرادة والدفاع عن الحظوظ حتى الرمق الأخير وهو ما شهده اللقاء، إذ أحرزت كوريا هدف الفوز والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

فوز كوريا منح قارة آسيا مقعدا ثالثا في دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخ البطولة بعد تأهل أستراليا واليابان أيضا، ليكون دور المجموعات في المونديال الحالي هو الأنجح على الإطلاق للمنتخبات الآسيوية والأفريقية منذ تمدد حجم دور المجموعات إلى 32 منتخبا في مونديال 1998.

أما القارة السمراء فشاركت بخمسة منتخبات هي غانا والسنغال وتونس والمغرب والكاميرون، إلا أن منتخبين فقط تأهلا للدور الثاني هما المغرب والسنغال، بينما ودعت الكاميرون وتونس وغانا البطولة. وكان بوسع المنتخبات الأفريقية تحقيق نتائج أفضل بتأهل منتخب ثالث على الأقل للمرة الأولى في تاريخ منتخبات القارة في المونديال، إلا أن تونس بددت تلك الفرصة بعد بداية رائعة بالتعادل أمام الدنمارك ثم الخسارة المفاجئة من أستراليا قبل أن يستعيد النسور توازنهم بالفوز على فرنسا حامل اللقب ليكون الفوز الأول له في تاريخ مواجهات الفريقين.

وكان بوسع غانا أيضا التأهل لدور الـ16 إذ خاضت اللقاء الثالث في مجموعتها وكان الفوز أو التعادل كافيا لتأهلها، غير أنها تلقت الخسارة بهدفين من الأوروجواي في مشهد غريب انطفأ فيه بريق النجوم السوداء. وتأخر ظهور أسود الكاميرون بالمستوى الفني المعهود، الأمر الذي كلفهم الخسارة من سويسرا قبل تعادل صعب مع صربيا، ليسجل الفريق حضوره بفوز غير كاف على البرازيل.

واشتركت منتخبات أستراليا واليابان والمغرب والسنغال في تحقيق نجاحها بدور المجموعات من خلال مدربين وطنيين، بينما كانت كوريا الجنوبية تحت قيادة البرتغالي باولو بنتو.

وتبقى بصمة السعودية في المونديال باقية بفوزها التاريخي على الأرجنتين، فالأخضر أول منتخب عربي يفوز على الأرجنتين، وهم من وضعوا حدا لمسيرة الأرجنتين التي استمرت لـ36 مباراة بلا خسارة.

تعليق عبر الفيس بوك