اهتمام سامٍ بالنهوض بالقطاع.. وبناء إطار وطني لتجويد التعليم المدرسي

التعليم على سلم الأولويات الوطنية من أجل بناء عُمان الحاضر والمستقبل وتلبية متطلبات "رؤية 2040 "

 

◄ استكمال إنشاء 76 مبنى مدرسيًا ضمن الخطة الخمسية العاشرة

◄ أوامر سامية بترميم وصيانة 105 مبانٍ مدرسية بتكلفة 7.073 مليون ريال

◄ تطبيق مسارات التعليم التقني والمهني في التعليم ما بعد الأساسي للصفين 11 و12

◄ خطة لإحلال 43917 ألف جهاز حاسوب بتكلفة 11.85 مليون ريال

◄ إحلال 92000 جهاز تكييف على مدار 4 سنوات

◄ تشييد 251 مبنى مدرسيًا متكاملًا وتوسعة 300 مبنى قائم في "الخمسية العاشرة"

◄ عُمان السادس عربيًا في المؤشرات التربوية بتقرير التنافسية العالمي

◄ 58347 معلمًا ومعلمة.. و10612 إداريًا وفنيًا

◄ تعيين 3207 خريجين وخريجات خلال العام الدراسي الحالي

 

مسقط- محمد الرواحي

تصوير/ إبراهيم القاسمي

أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد قطاع التعليم اهتمامًا بالغًا؛ إذ أكد جلالته- أعزه الله- في خطابه السامي في الثالث والعشرين من فبراير 2020، أن التعليم على سلم الأولويات الوطنية؛ باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن الأبناء من الإسهام في بناء عُمان الحاضر والمستقبل، والوفاء بمتطلبات المرحلة المقبلة.

وتجلى ذلك الاهتمام السامي من خلال التوجيهات والأوامر الكريمة التي أسداها جلالته- أبقاه الله- وخصَّ بها قطاع التعليم للدفع بمسيرته  قدمًا إلى الأمام وفق أعلى المعايير اتساقًا مع رؤية "عُمان 2040"؛ إذ تفضل جلالته وأمر باستكمال إجراءات إنشاء (76) مبنى مدرسيًا كمشاريع تنموية مضافة إلى مشاريع الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025) في مختلف محافظات سلطنة عُمان، وستسهم هذه المشاريع في تقليل الكثافة الطلابية في الصفوف الدراسية وخفض عدد المدارس المسائية، وإحلال المباني المتهالكة.

كما تفضل جلالته وأصدر أوامره السامية المُطاعة بترميم وصيانة (105) مبان مدرسية بكلفة مالية قدرها (7,073,500) سبعة ملايين وثلاثة وسبعين ألفا وخمسمائة ريالا عُمانيا في كافة المديريات العامة للتربية والتعليم بالمحافظات.

وفي إطار اهتمام جلالته- حفظه الله ورعاه- بجودة التعليم وربطه بسوق العمل فقد تفضل وأسدى توجيهاته السامية بالمضي قدما في تطبيق مسارات التعليم التقني والمهني في التعليم ما بعد الأساسي للصفين الحادي عشر والثاني عشر، ووجه بقيام الوزارة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحليل الاحتياجات والمتطلبات الضرورية، ووضع خطة متكاملة لآلية تطبيق ذلك بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته المستقبلية والمهارات الأساسية المطلوبة في الوظائف والمهن المُختلفة.

تطوير وتحديث

ومن منطلق حرص جلالته- أعزه الله- على تعزيز قدرات أبنائه الطلبة في مجال تقنية المعلومات والتواصل الرقمي لمواكبة أساليب وسائل التعليم الحديثة فقد أسدى توجيهاته السامية بتوفير عدد (60) ألف جهاز حاسوب لوحي لطلبة المدارس من فئة الضمان الاجتماعي خلال العام الدراسي 2020/2021. واتساقًا مع خطة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" المتعلقة بقطاع التعليم وتطويره فقد وجه جلالته- حفظه الله ورعاه- بوضع سياسة واضحة لتشجيع الاستثمار في قطاع التعليم بسلطنة عُمان وتشخيص التحديات التي تواجه تحقيق ذلك، ووضع الخطط والبرامج اللازمة للتغلب عليها. كما تفضل جلالته وأسدى أوامره السامية بالعمل على جدولة مراحل إحلال أجهزة الحواسيب والمكيفات بالمدارس الحكومية؛ إذ تم وضع خطة لإحلال عدد 43917 جهازا على مدار سنتين وفق ما تمليه مقتضيات مصلحة العمل بالمدارس بتكلفة إجمالية قدرها (11,857,590) مليون ريال عُماني، واعتماد مبلغ (23,003,750) ثلاثة وعشرون مليونا، وثلاثة آلاف، وسبعمائة وخمسون ريالا عُمانيا لخطة إحلال عدد (92000) جهاز تكييف على مدار (4) سنوات تبدأ من العام الجاري 2022.

ويعد الاهتمام السامي بتوفير التغذية اليومية والمستلزمات المدرسية للطلبة من فئتي الضمان الاجتماعي والدخل المحدود لفتة كريمة من لدن جلالته لأبنائه الطلاب والطالبات وليؤكد حرص جلالته واهتمامه ومتابعته المستمرة للمنظومة التعليمية بكافة جوانبها.

الخطة الخمسية العاشرة

وتأتي تلك التوجيهات والأوامر السامية التي تفضل بها جلالته- أبقاه الله- بالتوازي مع قيام وزارة التربية والتعليم بتنفيذ البرامج والمشاريع المعتمدة لها في الخطة الخمسية العاشرة (2021/ 2025) موزعة على 4 محاور أساسية وهي: محور "جودة التعليم ورفع كفاءة الأداء"، ومحور "حوكمة وتطوير هيكل النظام التعليمي"، ومحور "البنية الأساسية وحماية الأصول المادية"، ومحور "اقتصاديات التعليم والاستدامة المالية".

وتتضمن الخطة الخمسية العاشرة أبرز مشاريع البنية الأساسية التي أقرت ومنها تشييد عدد (251) مبنى مدرسيا متكاملا، وتوسعة (300) مبنى مدرسيا قائما واستكمال مرافقها، وترميم وصيانة ما يقارب (650) مبنى مدرسيا، وإعادة تأهيل (200) مختبر علوم، ومن المخطط له- في حال توفر الاعتمادات المالية- تأهيل (500) ملعب قديم، وتوسعة (400) مقصف مدرسي، وتجهيز (5000) غرفة دراسية بسبورات تفاعلية، وإعادة تأهيل (5000) غرفة دراسية بسبورات تفاعلية، وإعادة تأثيث (1000) غرفة للهيئة التدريسية بالمباني القديمة، وإحلال (100,000) درج وكرسي وطاولة بالمباني القديمة، وتأتي هذه المشاريع في إطار جهود الوزارة للارتقاء بجودة التعليم وحرصها على مقابلة النمو المتزايد في أعداد الطلبة الملتحقين بالنظام التعليمي.

تجويد التعليم

أشارت الدراسات التربوية التي أجرتها وزارة التربية والتعليم مع بيوت الخبرة العالمية أن سلطنة عُمان تواكب خطط التنمية المستدامة وأنها خطت خطوات واسعة نحو تطوير التعليم، مع قدرة النظام التعليمي على الوصول بالطلبة إلى المستوى التنافسي العالمي، إضافة إلى توفر إمكانيات جيدة بالنظام التعليمي يمكنها من تحقيق أهداف المتعلمين بما يتفق ومتطلبات سوق العمل.

وبناء على مخرجات هذه الدراسات، وتقارير المتابعة الميدانية للوزارة، والرجع الميداني المستمر، قامت الوزارة ببناء إطار وطني لتجويد التعليم المدرسي (2016- 2040) ليكون بمثابة خارطة طريق لتطوير التعليم المدرسي في سلطنة عُمان وتجويده، ووضع رؤية "عُمان 2040" موضع التنفيذ خلال السنوات المقبلة. ويتضمن هذا الإطار برامج وإجراءات وخطط واضحة مقرونة بمؤشرات قياس دقيقة ستعطى الأولوية في الخطة الخمسية العاشرة الحالية وقد حددت الوزارة أحد عشر مجالا للتحول؛ لإحداث التغييرات المطلوبة في المخرجات التعليمية، هي: إحداث نقلة نوعية في مهنة التدريس، وتعزيز أداء القيادات التربوية المدرسية والمشرفين، وتطوير المناهج لتجويد التعليم، وتعزيز المساواة والالتحاق، وتحسين مخرجات التعلم، ومراجعة نظام التقويم التربوي، ووضع نظام فعال لإدارة البيانات وتطوير البحث، وتعزيز الحوكمة والإدارة، وتحسين الكفاءة وضمان استدامة الموارد المالية، والتحول الرقمي في التعليم، وتفعيل الشراكة بين الأطراف المعنية.

مؤشرات ودراسات

وفيما يتعلق بالمؤشرات التربوية لتقرير التنافسية العالمي فقد أوضح المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2019م أن سلطنة عُمان احتلت المرتبة السادسة عربيًا و(53) عالميًا، من أصل (141) دولة شاركت في التقرير، كما حصلت على الترتيب (38) في مؤشر الركيزة السادسة للتقرير والذي يتضمن (5) مؤشرات للتعليم تتمثل في: متوسط سنوات الدراسة، وسنوات الدراسة المرتقبة، والتفكير النقدي في التدريس، ونسبة التلاميذ إلى المدرسين في التعليم الابتدائي (التعليم الأساسي)، ومهارات الخريجين.

وحول عدد الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية تشير الإحصاءات إلى ارتفاع أعدادهم في العام الدراسي (2022/ 2023) بزيادة مقدارها (35810) طلاب وطالبات عن العام الدراسي المنصرم؛ إذ بلغ عددهم (742875) طالبًا وطالبةً، ينتظمون للدراسة في (1241) مدرسة، كما ارتفعت نسبة أعداد المدارس النظامية بزيادة مقدارها (38) مدرسةً عن العام الدراسي المنصرم، ووصل عدد المدارس التي تعمل بالفترة الصباحية إلى (1132) مدرسةً تمثل ما نسبته (91%) من مجمل المدارس، في حين وصل عدد المدارس التي تعمل بالفترة المسائية إلى (109) مدارس تمثل ما نسبته 8.6%، فيما بلغ إجمالي عدد الطلبة في المدارس التي تعمل في الفترة الصباحية 678866 طالبًا وطالبة وبلغ عدد الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في الفترة المسائية 64009 طلاب وطالبات.

وأحرزت الوزارة تقدمًا ملحوظًا في تعيين المعلمين؛ إذ وصل عدد المعلمين في العام الدراسي الحالي (2022/ 2023) إلى 58347 معلمًا ومعلمة، ووصل عدد الإداريين والفنيين بالمدارس إلى (10612) إداريا وفنيا، واستمرت الوزارة في سد احتياجاتها من الخريجين العُمانيين من الجنسين في مختلف التخصصات، فبلغ إجمالي من تم تعيينهم تعيينا دائما أو بعقود 3207 خريجين وخريجات منهم 526 معلمًا، و2681 معلمة، ووصلت نسبة التعمين في بعض التخصصات 100%.

المناهج الدراسية

وانطلاقا من رؤية "عُمان 2040" التي كانت ضمن أولوياتها مناهج تعليمية معززة للقيم، ومراعية لمبادئ الدين الإسلامي، والهوية العُمانية، ومستلهمة من تاريخ عُمان وتراثه، ومواكبة لمتطلبات التنمية المستدامة، ومهارات المستقبل، وتدعم تنوعًا في المسارات التعليمية فقد أدرجت الوزارة ضمن خطتها الخمسية العاشرة هدف تطوير المناهج وتحديث الخطة الدراسية لتتناسب مع الاتجاهات العالمية وتطوير قدرات ومهارات الطالب ليصبح مؤهلا للتنافس إقليميًا وعالميًا وذلك من خلال عدد من البرامج والمشاريع ومن أهمها استكمال السلاسل العالمية في مادتي العلوم والرياضيات وتطبيق السلاسل العالمية في مادتي اللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات واستكمال تكييف مناهج التربية الخاصة.

وتسعى الوزارة إلى تجويد خدماتها التعليمية والتربوية لفئات التربية الخاصة بمدارس وبرامج التربية الخاصة بالمديريات العامة للتربية والتعليم بالمحافظات، إذ فعلت الوزارة التعليم الإلكتروني والمنصات التعليمية في تعليم طلبة التربية الخاصة بمدارس وبرامج التربية الخاصة. وبلغ عدد طلبة ذوي الإعاقة بمدارس التربية الخاصة للعام الدراسي الحالي (2022/ 2023)  (544) طالبًا وطالبة، بواقع (153) طالبًا وطالبة بمدرسة التربية الفكرية و(169) طالبًا وطالبة بمدرسة الأمل للصم، و(222) طالبًا وطالبة بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين.

وبلغ عدد الطلبة الملتحقين ببرنامجي الدمج السمعي والعقلي (1744) طالبا وطالبة، بواقع (486) طالبا وطالبة ببرنامج الدمج السمعي، و(1258) طالبا وطالبة ببرنامج الدمج العقلي، وبلغ عدد الطلبة الملتحقين ببرنامج صعوبات التعلم (9990) طالبًا وطالبة، و(412) طالبًا وطالبة ممن التحقوا ببرنامج النطق والتخاطب بمدارس وبرامج التربية الخاصة. وقد تم مؤخرا تنفيذ برنامجين لتدريب عدد (30) متدربا من المختصين في التربية الخاصة على توظيف بعض المقاييس التشخيصية منها مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي، وتدريب (30) مشاركا من الفئة ذاتها على كيفية إعداد برامج الموهوبين وآليات تقييمها.

التعليم الخاص

وشهد التعليم المدرسي الخاص في سلطنة عُمان تطورًا ملحوظًا وتوسعا كميا ونوعيا خلال العقدين الماضيين؛ إذ تشير الإحصاءات التعليمية إلى زيادة أعداد المدارس الخاصة في العام الدراسي الحالي (2022/ 2023) بمقدار 268 مدرسة عن العام الدراسي المنصرم، بنسبة نمو 38%، وقد صاحبت هذه الزيادة ارتفاعا في أعداد الطلبة، فقد بلغ عدد الطلبة في هذه المدارس المسجلين في العام الدراسي الحالي 122942 طالبًا وطالبة، وارتفع عدد الهيئات الإدارية والتدريسية في العام الدراسي الحالي (2022/ 2023) ليصل عدد الهيئة الإدارية 2885 إداريا وإدارية، كما بلغ عدد الهيئة التدريسية 12543 معلما ومعلمة.

وفي مجال محو الأمية أشارت أحدث الإحصاءات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات للعام 2021 إلى ارتفاع نسبة القادرين على القراءة والكتابة من إجمالي عدد سكان سلطنة عُمان من مختلف الفئات العمرية، وانخفاض نسبة الأمية، كما أشارت الإحصاءات إلى تركز النسبة القرائية الأعلى في الفئة العمرية (15 -44) سنة بنسبة 99.54%، وانخفاض نسبة الأمية في الفئة العمرية نفسها إلى 0.46%، وانخفاضها كذلك بالنسبة للفئة العمرية (15 فما فوق) لتكون بنسبة 3.00%، وارتفاع القرائية فيها لتصل 97.00%، كما انخفضت نسبة الأمية في الفئة العمرية (10 سنوات فما فوق) إلى 2.74%، بينما ارتفعت النسبة القرائية في الفئة العمرية نفسها إلى 97.26%.

الرياضة المدرسية

وتولي وزارة التربية والتعليم الأنشطة اللاصفية بمختلف أنواعها اهتماما كبيرا باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية، ومن منطلق أن العقل السليم في الجسم السليم، وأهمية الارتقاء بالرياضة المدرسية وتوسيع نطاقها، واكتشاف المواهب الفردية وصقلها من خلال تظافر الجهود والعمل المتكامل من قبل الجهات ذات العلاقة؛ يبرز الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية كمظلة مهمة لتنفيذ الأنشطة الرياضية.

وفي إطار حرص الوزارة على الارتقاء بأداء المعلمين ومهاراتهم التدريسية، ينفذ المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين عدد من البرامج المتنوعة ومنها: برامج استراتيجية للمعلمين ذوي الخبرة، والبرنامج الاستراتيجي للمعلمين الجدد، وبرامج القيادات المدرسية.

واستقبل المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين في 6 نوفمبر 2022 الدفعة التاسعة من متدربي برنامج المعلمين الجدد ويبلغ عددهم ما يقارب 3200 معلما ومعلمة، يتم تقسيمهم على 140 مجموعة تدريبية، ويتم تدريبهم خلال الستة الأسابيع القادمة على التزود بمهارات القرن الحادي والعشرين ومسارات المعلم المهنية، بجانب مواضيع تتعلق بالتخطيط الجيد، والإدارة الصفية الفاعلة، والتعليم المتمايز والتقويم وطرح الأسئلة والموضوعات المرتبطة بكفاءة المعلم الجديد.

تعليق عبر الفيس بوك