مدير البرامج بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يكشف تفاصيل الحدث المرتقب

أنطوان خليفة لـ"الرؤية": السينما الخليجية تمر بمراحل تطوُّر.. ولم نستقبل أي عمل من سلطنة عُمان

...
...
...
...
...
...
...

◄ مصر والسعودية تستحوذان على النصيب الأكبر من الأفلام المشاركة

◄ مجالات عديدة للتعاون مع المهرجانات العربية والأفريقية

◄ السينما السعودية تتطور بثقة بفضل الدعم الواضح من المؤسسات

◄ حسين فهمي ومنى زكي وكندا علوش والمخرج أوليفر ستون ضيوف المهرجان في دورته الثانية

الرؤية- مدرين المكتومية

ارتبط اسم أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بالمهرجانات العربية والأوروبية والعالمية، فلطالما كان تواجده ضرورة في المشاركات الخاصة بالأفلام الأوروبية والعربية في المهرجانات السينمائية الدولية المختلفة مثل مهرجان كان وتورنتو وروتردام والقاهرة والجونة، ليسجل حضوره اللافت في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. وقد شارك أنطوان في العديد من المشاريع السينمائية واستطاع أن يجمع عددا من صناع الأفلام العرب مع شركات إنتاج أوروبية وعربية أيضًا.

ومن المقرر أن تقام الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في في جدة خلال الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر 2022، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الافتتاحية؛ حيث شهدت عرض 138 فيلماً، واستقطبت أكثر من 30 ألف مشاهد من عشاق السينما، كما شارك فيها 3115 شخصًا من محترفي صناعة السينما والإعلاميين والطلبة الذين توافدوا لحضورها.

 

لجنة متخصصة

"الرؤية" التقت بأنطوان خليفة في جدة، للحديث عن الاستعدادات الخاصة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ حيث أكد أن هناك لجنة خاصة باختيار الأفلام المشاركة، والتي تنقسم إلى شقين، شق خاص بالأفلام العالمية غير العربية، وشق آخر خاص بالأفلام العربية، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للأفلام العربية فتتكون اللجنة منه باعتباره مدير البرنامج العربي وشخصين من السعودية واثنين آخرين من خارج السعودية. وأضاف: "هناك اهتمام كبير منَّا بكل الأفلام العربية التي تتقدم للجنة، لاختيار وتقديم الأفضل، ولا يقتصر عملنا فقط على انتظار الأعمال التي تتقدم لنا؛ بل نقوم نحن أيضا بالتفتيش عن الأفلام، وذلك من خلال إجراء اتصالات مع المنتجين والموزعين للبحث عن كل ما هو جديد وكل ما يتم التحضير له، للحصول على روابط الأفلام ليتسنى لنا مشاهدتها ومن ثم نتابعها كلجنة معًا ونقرر بعد نقاش مستفيض، كما إن معظم الأفلام التي تقدمت لنا هي أفلام قصيرة؛ حيث كان النصيب الأكبر منها من مصر والسعودية، حيث تقدم لنا من الأفلام السعودية 120 طلبًا أما من مصر فقد تقدم لنا ما يقارب الـ100 طلب".

تعاون وثيق

وبيّن أنطوان أن هناك تعاوناً مع عدد من المهرجانات، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؛ حيث يتم الترتيب لتقديم أفلام في هذا المهرجان الكبير لعرضها هذا العام، إضافة إلى التعاون مع مهرجان فينيس بالبندقية، وأيضا مع مهرجان كان، بجانب محاولات التعاون والعمل مع مهرجان قرطاج هذا العام، ليكون هناك تعاون كبير مع كل المهرجانات العربية بالإضافة إلى التعاون مع المهرجانات الأفريقية.

وحول رسالة المهرجان ومدى تحققها قال: "في العام الماضي كنت قلقا جدا في اليومين الأولين كونها كانت أول سنة وأول دورة للمهرجان، خاصة وأن هناك صالات خاصة بعرض الأفلام لم يحضر فيها جمهور كبير، وهناك أفلام أخرى في الجانب الآخر كان عدد الجمهور فيها كبيرا جدا، فدائما ما يراودك القلق في أول دورة لأي مهرجان عندما تستعين بمخرجين من الخارج وتقوم بإنتاج أفلام ليتم عرضها كأول عرض عربي، أو أول عرض عالمي، فكنا قلقين فعلا، وبعد ثالث يوم من أيام المهرجان، عندما شاهدنا الكم الهائل من الجمهور السعودي وخاصة بجدة كيف أنهم تواجدوا بالصالات ومشاركتهم في النقاشات، ومن بينهم نسبة كبيرة من النساء السعوديات في الصالات ويوجهون أسئلة للمخرجين والممثلين، زال هذا القلق لأن الهدف تحقق وأعتبر أن هذا العدد الكبير من الجمهور هو مكافأتي".

وعبر مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، عن سعادته بما يحدث في السينما السعودية من ناحية كتابة السيناريو والتعامل مع الممثلين، لكنه أشار إلى عدم رضاه تجاه تطور السينما الخليجية بعدما توقف مهرجان دبي، وعدم وصول أي أعمال فنية من سلطنة عمان بعدما كانت تشارك في العديد من المهرجانات، وكذلك في البحرين التي تقدمت بـ5 أفلام فقط، مضيفا: "هذا يقودنا إلى التأكد من أن هناك خللا كبيرا بالسينما الخليجية، ولكن ما جعلني في الوقت ذاته أشعر بالقليل من الراحة هو وجود فلم كويتي مشارك، وسيتم عرضه خلال أيام المهرجان، وقد أسعدنا ذلك، ولكني كنت أرغب أن يكون هناك تواجدا أكثر للسينما الخليجية".

تحدٍ كبير

ويرى أنطوان أنه "رغم وجود تقنيات حديثة ومتسارعة إلا أن ذلك أفرز تحديا كبيرا يواجهه العاملون بقطاع السينما، وعلى الرغم من فتح فرص لعدد كبير من المخرجين والممثلين ليقوموا بإنتاج أفلام جيدة، لكن ما نوعية تلك الأفلام وما مدى دقتها وجودتها، وهل فعلا تناسب مع العمل السينمائي الحقيقي، إنه تحدٍ يومي نعيشه، وذلك أن النصوص على سبيل المثال أصبحت تُكتب للمنصات وليس للسينما، والأفلام عندما تنتج بدلاً من أن توزع على الصالات أصبحت تذهب للمنصات وهو تحد حقيقي".

المنافسة ودعم الشباب

وأكد أن منافسة مهرجان البحر الأحمر مع بقية المهرجانات ليس الهدف الوحيد الذي يسعى إليه، وإنما يريد تحقيق استثنائيات في عالم المهرجانات لا تقارن بغيرها، وأن يكون لمهرجان البحر الأحمر طابع خاص وصبغة خاصة وتفاصيل مختلفة.

ولفت مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلى أن المهرجان يدعم فئة الشباب ويقوم بالتنسيق مع العديد من الجهات والجامعات وتقديم دورات متخصصة خلال العام وعرض أعمال طلاب السينما، مؤكدا: "هذا الأمر ضمن اهتماماتنا وبدأنا به وما زلنا نقوم بتطويره والعمل عليه، كما أننا نقوم بفتح منصة يمكن للشباب المشاركة من خلالها، وإذا ثبت أن الفيلم يستحق العرض، فإننا نقوم بعرضه رسميا في المهرجان من خلال السينما السعودية الجديدة، وأعتقد أنه لا أجمل من هذه المكافأة، ومن جانب آخر قمنا بالعمل مع السفارة الفرنسية في حدث يطلق عليه 24 فيلمًا مصنوع بـ48 ساعة وتقدم لنا 12 فيلما وقد فاز منهم اثنان مدة كل منهما 5 دقائق، وسوف يعرض في المهرجان، وطلاب هذه الأعمال سوف يسافرون إلى باريس للالتحاق بدورة تدريبية خلال 3 أسابيع".

ضيوف المهرجان

وتحدث أنطوان عن ضيوف المهرجان هذا العام قائلاً: "كل فيلم أحببته كان بالمسابقة أو خارجها لديه ممثليه الذين سيكونون بالتأكيد جزءا من المهرجان وضيوفه، إلى جانب كل من: حسين فهمي، منى زكي، المخرج الكبير أوليفر ستون،  كندا علوش. وعن بلد كضيف شرف المهرجان قال: "أرفض ذلك كوننا في كل عام نتفاجأ بكمية إنتاج بلد عن الآخر، وبذلك فإن كل دولة تفرض نفسها في المهرجان بأعمالها، فعلى سبيل مثال، في العام الماضي كان لدينا أفلام من الأردن في شتى أقسام المهرجان، وفي هذا العام استطاعت المغرب أن تسجل حضورها البارز، بحيث إن لدينا منها فيلم بالمسابقة وفيلم بروائع سينما العربية، ولدينا أيضا 3 أفلام بشق الاختيارات للمهرجانات، كما لدينا فيلمان بالأفلام القصيرة، وبهذا الإنتاج الكثيف والجيد هذا العام فإن المغرب تفرض حضورها اللافت في المهرجان، دون ما أقوم بالتركيزعليها، فما الداعي أن أقوم بالتركيز على بلد بعينه لربما لا يملك أي أفلام جيدة، يضطرنا ذلك لاختيار فيلم قد لا تتناسب جودته مع الأفلام الأخرى المشاركة".

جمهور المهرجان

وأشار أنطوان إلى أن كل من لديه رغبة يمكنه حضور المهرجان، لأن المهرجان بالأساس للجمهور، والأمر لا يحتاج إلا الدخول على الموقع وتحديد الرغبة، للتواجد في هذا الحدث الكبير والتعرف على المخرجين والممثلين وطرح الأسئلة عليهم، مؤكدا أنه لا يرفض النقد البناء على أي عرض لأنه يعطي مؤشرا جيدا للتحسين والوصول إلى الأفضل دائما.

تعليق عبر الفيس بوك