"طائرة الشواطئ".. للعب مع الكبار مكاسب عدة

سعيد الهنداسي

شهدت الملاعب الرملية في حديقة صحار العامة ختام الجولة العالمية "بروبيش فيوتشر عمان"  التي انطلقت في الأول من نوفمبر الحالي ليكون يوم الجمعة الرابع من الشهر نفسه مسك الختام في تظاهرة عالمية شهدت مشاركة (28) فريقًا يمثلون (15) دولة، وحقق منتخبنا الوطني فيها المركز الثاني بعد وصوله للمباراة النهائية، ويصطدم بالفريق الصيني، ويخسر بصعوبة شوطين مقابل صفر.

لست هنا للحديث عن جوانب فنية وتكتيكية وتفاصيل دقيقة عن كرة الطائرة الشاطئية، هذه اللعبة التي لا يخلو شاطئ من القرى الساحلية في سلطنة عُمان من ملعب طائرة وممارسين لها حتى في شهر رمضان المبارك، وبالإمكان إيجاز هذه المكاسب في النقاط التالية:

أولًا: حقق اللعب مع كبار منتخبات العالم في البطولة العالمية مكاسب كثيرة؛ كون الحدث كان حاضرًا عبر وسائل الإعلام المختلفة محلياً وقاريًا وعالميًا من خلال المنتخبات الموجودة التي تمثل أوطانها، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة للفرق المشاركة، واللاعبين أنفسهم الذين نقلوا أدق التفاصيل عبر حساباتهم الشخصية.

ثانيًا: نجاح تنظيمي باهر حققه اتحاد كرة الطائرة في الاستضافة برئاسة المهندس إبراهيم المقبالي الذي أخذ على عاتقه تحويل الحلم الذي راودهم إلى واقع ملموس، ويكون محل إشادة من الجميع، فليس من السهل أن تنظم بطولة بهذا الكم الهائل من الفرق المشاركة بمنتخبات دول لها حضورها الدائم في مثل هذه المناسبات، فكان النجاح التنظيمي وبشهادة الجميع وأولهم الاتحاد الدولي لكرة الطائرة، وبحضور المراقب الفني للاتحاد الدولي للكرة الطائرة التركي (أوز ديجرمنسي)، واتحاد غرب آسيا الذي مثلهم في البطولة سعادة علي بن غانم الكواري رئيس الاتحادين القطري وغرب آسيا لكرة الطائرة الذين أشادوا بالنجاح الأكثر من الرائع في تنظيم الجولة العالمية في سلطنة عمان.

ثالثًا: كان للحضور الجماهيري الكبير دور في إعطاء المناسبة زخما وتفاعلا أكبر طوال أيام البطولة. وكان لوصول منتخبنا الوطني للمباراة النهائية الدور الكبير في التفاعل ليشهد الجميع كرنفالًا رياضيًا رائعًا.

رابعًا: التنافس القوي بين منتخبات عالمية لها حضورها من خلال مشاهدة لقاءات قوية ضمت فرقًا عالمية بمثابة اللعب مع الكبار الذين لهم حضورهم الدائم في مثل هذه المنافسات، فهناك منتخبات قدمت نفسها بشكل رائع مثل منتخبات الدنمارك، وليتوانيا، وجامبيا، وأستراليا واليابان وتركيا الذي قدم مستويات رائعة، والتشيك الذي استطاع منتخبنا الوطني التفوق عليه في الدور نصف النهائي، والصيني الذي توج بلقب البطولة، بالإضافة لمشاركة المنتخب القطري الشقيق الذي كان ندًا قويًا.

خامسًا: من مكاسب الجولة العالمية شاهدنا حضوراً إعلامياً لافتاً، وتغطية رائعة من مختلف وسائل الإعلام المختلفة المكتوبة والمرئية والمسموعة ومواقع التواصل المختلفة، كما حظيت  بنقل مباشر طيلة الأيام من خلال نقل القناة الرياضية لأدق التفاصيل في تفاعل كبير ورائع.

سادسًا: لأن النجاح والتميز لا يقتصر على أرضية ملعب المباريات، حيث كان للفكر الرائع من قبل اتحاد كرة الطائرة في مشاركة مختلف فئات المجتمع في هذه التظاهرة العالمية من خلال تنظيم معرضِ استهلاكيِ للأسر المنتجة، وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي وجد تفاعلًا كبيراً وسوقًا تجارياً رائجًا لمختلف المنتجات الاستهلاكية مما أضفى لمسة جمالية رائعة وتفاعلًا مجتمعيًا على الجولة العالمية، فكان الجميع حاضراً بين الاستمتاع بمباريات عالمية وأسواق تجارية محلية في تمازج جميل.

سابعًا: شهدت الجولة العالمية فكرًا تسويقيًا مميزًا من خلال النجاح الكبير في تسويق البطولة عن طريق الشركات الراعية، وأثبت اتحاد الطائرة أنه بالإمكان استضافة مختلف البطولات العالمية متى ما وجد الفكر التسويقي الواعي، وكان لتعاون الجهات الحكومية والخاصة الدور الكبير في هذا النجاح، فقد كان لمكتب محافظ شمال الباطنة حضوره المميز، ومنذ الوهلة الأولى من خلال التنسيق الأكثر من رائع من قبل اتحاد كرة الطائرة ممثلًا في رئاسه المهندس إبراهيم المقبالي مع سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة؛ ليكون نتاج ذلك توأمة جميلة وتعاونًا مثمرًا، مما جعل الجولة مطلبًا للكثير من الرعاة والمساهمين لما وجدوه من نجاح يحسب للجميع في هذه الاستضافة.

ثامنًا: من المكاسب الأخرى للجولة العالمية اكتشاف المواهب الشابة من خلال مشاركة لاعبين صغار في بداية مشوارهم في بطولة عالمية من أجل اكتساب المزيد من الخبرات، والاحتكاك بمُنتخبات لها حضورها الدائم في مثل هذه البطولات العالمية، وهذا ما تحقق من خلال مشاركة (5) فرق قدمت مستويات جيدة، وسيكون لها حضورها القادم في المشاركات القادمة محليًا وقاريًا ودوليًا.

تعليق عبر الفيس بوك