مريض يحير الأطباء.. 400 يوم من الإصابة بكورونا

لندن - الوكالات

 

اكتشف باحثون بريطانيون رجلًا مصابًا بكوفيد-19 منذ أكثر من 400 يوم؛ حيث كان يحمل السلالات الأولى لفيروس كورونا المستجد؛ فيما قال الباحثون إنهم استخدموا التسلسل الجيني للمساعدة في علاج هذه الحالة؛ وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".

وكان المريض البالغ من العمر 59 عامًا قد ظهر فحصه إيجابيًّا للمرة الأولى في ديسمبر 2020، واستمرت فحوصاته إيجابية؛ حيث يعاني أساسًا من ضعف المناعة بسبب عملية زراعة كلى سابقة.

وبعد مزيد من الاختبارات خلال الفترة ما بين فبراير 2021 ويناير 2022، جاءت جميعها إيجابية، أجرى الفريق البحثي في لندن تحليلًا جينيًّا للفيروس، أظهر أن نفس السلالة المصاب بها المريض كانت موجودة في كل مرحلة مع اختلافات طفيفة فقط؛ مما يعني أن الرجل كان يعاني من عدوى فيروس كورونا مزمنة بدلًا من إصابته بعدوى متعددة.

وقال الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية والباحث بهذه الحالة، لوك بلاجدون سنيل، لصحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة: "في الوقت الحاضر، كل شخص مصاب بالأوميكرون، ولكن عندما نظرنا إلى فيروسه، كان شيئًا موجودًا منذ زمن طويل؛ قبل الأوميكرون، وقبل دلتا، وحتى قبل ألفا".

وأضاف أن المريض يعاني من "متحور قديم منذ بداية الوباء"؛ حيث أظهرت نتائج التسلسل الجيني إصابة الرجل بمتغير فيروس كورونا "B.1.177.18"، الذي كان موجودًا في بريطانيا في أواخر عام 2020؛ بحسب ما نقلته "الحرة".

وكان الفريق قادرًا على إعطاء المريض علاجًا مجمعًا بالأجسام المضادة، أثبت فعاليته ضد تلك السلالة؛ على الرغم من أنه لم يواجه أعراضًا حادة أو مستمرة؛ فيما كانت هذه الحالة من الحالات التي رصدها الفريق البحثي من مؤسسة "غايز آند سانت توماس" التابعة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية وقسم الأمراض المعدية في كينغز لندن كوليدج في مقال ما قبل الطباعة نشر بمجلة "كلينيكال إنفكشس ديسيز"، الخميس.

وعدوى فيروس كورونا المزمنة هي إصابة لمرة واحدة؛ لكنها مستمرة بالفيروس التاجي، وهي حالة تختلف عن "كوفيد طويل الأمد" التي يعاني فيها الأشخاص من أعراض مستمرة وآثار طويلة المدى بعد الإصابة بالفيروس المسبب لكوفيد-19 حتى وإن جاءت فحوصاتهم اللاحقة سلبية.

وعلى الرغم من أن المتحورات الحديثة السائدة الآن في بريطانيا لا تستجيب للأجسام المضادة المستخدمة في هذه الحالة؛ فإن النتائج تُظهر إمكانية العلاجات الفردية للمرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا المزمنة؛ بحسب الصحيفة.

ومن غير الواضح مدى انتشار عدوى فيروس كورونا المزمنة؛ حيث كانت أطول حالة معروفة حتى الآن لمريض أثبتت إصابته بالفيروس لمدة 505 أيام قبل وفاته وهو من كان يتلقى العلاج من قِبَل نفس الفريق.

ويهدف الباحثون من البحث المستقبلي في هذا المجال إلى جمع بيانات كافية عن العدوى المستمرة لتحديد خيارات العلاج الجديدة، وهي قضية أصبحت أكثر أهمية؛ نظرًا لزيادة مقاومة المتغيرات الجديدة للعلاجات المضادة للفيروسات.

تعليق عبر الفيس بوك