د. يوسف فضل حسن: العدالة زاد المؤرخ وإن كنت ظلمتُ أحداً فهو أسرتي

 

الشارقة - خاص

فتح البروفيسور السوداني د يوسف فضل حسن، شخصية العام الثقافية، قلبه في حديث ودي مع جمهور الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك في جلسة حملت عنوان "في حضرة التاريخ"، وأدارها الإعلامي إسماعيل نوفل، حيث تحدث البروفيسور، عن مساره في البحث التاريخي، وأشار إلى انبهاره بالتاريخ الصيني والياباني، معزياً ذلك إلى المشتركات الإنسانية وتشابه الروايات التاريخية، متمنياً وجود الوقت لدراسة جوانب من هذا التاريخ.

وكشف البروفيسور يوسف فضل حسن أشياء ندم عليها، بالإشارة إلى إنه لم يندم في حياته على أي تأصيل علمي، وإن كان ظلم أحداً فهو أسرته، نتيجة للوقت الكثير الذي يتطلبه البحث والتدريس، لافتاً إلى أن الدراسة التاريخية تتطلب العدالة والموضوعية والتأني أمام الروايات التاريخية المتشابكة.

وتحدث عن جهود الشارقة في دعم البحث العلمي، حيث أوضح أنه تعرف على صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سنة 1974، حين زارهم سموه في جامعة الخرطوم، ودعم مجموعة من المشاريع العلمية في الجامعة، وتبع ذلك مؤتمر علمي سنة 1976، حضره 30 عالماً من مختلف أنحاء العالم وانبثق عنه نداء الشارقة، لافتاً إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة لا تزال متواصلة في دعم البحث العلمي والدراسات التاريخية.

الدروس الأولى

بتساؤلات ذكية أشركت الجمهور، مهد مدير الجلسة بتعريف البروفسور فضل، ومساره التاريخي الحافل كمعلم للأجيال، وصاحب مدرسة بحثية خاصة في الدراسات التاريخية العربية والإفريقية، فهو المولود سنة 1931 وتلقى تعليمه الأولي في قريته، ليترك البروفيسور يستحضر الكثير من الصور المرتبطة بالنشأة، حيث كانت قريته لا تبعد كثيراً عن خط السكك الحديدية، التي كان يعمل فيها والده، ومن هناك تعلم الانضباط في الوقت، كما عايش الكثير من صور الماضي، من ضمنها ذهابه مع جدته لسوق قريب لبيع صناعات سعفية، وقد مهدت هذه التحولات بين زمنين لفهمه الأولي للمجتمع السوداني في بدايات التحديث.

تاريخ المجتمع السوداني

التحق لاحقاً بجامعة لندن، حيث اختار تحدي نفسه، في طرق موضوع غير متناول وهو الهجرات العربية إلى السودان، ممهداً بذلك لعشرات الدراسات والكتب عن السودان وتاريخ والهجرات العربية الإفريقية والعربية، وقد علمته هذه التجربة الغوص في عمق الدراسة والتروي والأخذ بقواعد البحث، رغم شح المصادر، وقد سبق التفرغ للبحث تجربة في الإدارة المحلية علمته فهم المجتمع، وهو ما كرس له جل أبحاثه، حيث بدأ في جمع الروايات الشفوية المتعلقة بالهجرات والأنساب وتاريخ القبائل في السودان، مستعينا بالآثار والشواهد المادية والوثائق، وألقى الضوء بشكل جلي على هذه الهجرات سواء من الجزيرة العربية أو من اليمن، وكذلك الهجرات الأولى والقديمة من إفريقيا إلى العالم.

البروفسور يوسف فضل لفت أيضاً إلى أهمية وجود الضوابط في الرواية الشفوية والمقارنة المتأنية، مستكشفا بعض العلامات في التاريخ السوداني مثل الشروخ التي يضع بعض أبناء القبائل على وجوههم، دلالة على المنعة والقوة، وخاصة في القبائل العربية، وأثر هذا الانصهار بين أعراق عديدة مرت بالسودان، وأصل وطبيعة «الشلوخ» في السودان ووادي النيل.

تعليق عبر الفيس بوك