الكاتب مهند العاقوص: "أحلام يرسمها الغبار"‎‎ مسلسل وفيلم في آنٍ واحد.. ويتسم بشمولية الطرح الاجتماعي

الرؤية- خاص

أكد الكاتب السوري مهند العاقوص أن عمله الأخير "أحلام يرسمها الغبار" عبارة عن مسلسل درامي وفيلم سينمائي في آنٍ واحد، ويناقش قضايا اجتماعية ذات بعد شمولي في الطرح.

وقال العاقوص- في حوار خاص- إنه مسلسل درامي اجتماعي وجزء من مجموعة مسلسلات قصيرة جدا من إنتاج شركة فيلم جيت في الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لذوي الهمم في فكرة رائدة أشرك فيها بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة ليكونوا جزء فاعلا في العملية الإنتاجية من تصوير وإخراج وكتابة وصولا إلى عمل إبداعي متكامل، فريد ومتميز.

وأوضح أن هذا العمل عباراة عن مسلسل وفيلم في آنٍ واحدٍ، فهو عبارة عن سلسلة درامية تم تصويرها بتقنية سينمائية عالمية ليكون مجموعها فيلما طويلا ومفردها مسلسل درامي قصير جدا وقد راعينا ذلك عند الكتابة بحيث يكون البناء الدرامي للنص مناسبا لشكلي العرض.

وأشار إلى أن العمل درامي اجتماعي يتسم بالشمولية في الطرح، فنرى قضايا القاع ومشكلاته ورواسبه على الذات الساعية للنجاة، نرى الحب رومنسيا ودافئا كالمطر، ونرى الوفاء والغدر والتضحية في خيوط تفترق وتتلاقى، ونلامس قضايا العنف والمخدرات والتهريب والعديد من المشكلات الإجتماعية في مستويات تتفاوت طبقيا، لافتًا إلى ان وجود ذوي الإعاقة في العمل لم يكن من باب الزخرفة؛ بل تم توظيف كل شخص ضمن تخصصه ووفقا لإمكاناته فحدث التنافس المبدع الذي فجر الطاقات بإدارة واعية من قبل شركة الإنتاج ومؤسسة زايد العليا لذوي الهمم.

وشرح أن قصة العمل تدور حول الشاب يونس الذي عاش في بيئة فقيرة يسودها منطق العنف والخروج عن القانون، لكنه لم ينغمس في تلك البيئة انغماسا كاملا؛ بل ظل متمسكا بحبل نجاة يخرجه من ذلك القاع كلما استدعت الرجولة والشهامة والأخلاق.

ويمضي يقول: "يُتهم يونس بجريمة قتل، فيواجه كما كبيرا من الخسارات (حبيبته، وطنه، ذاته، أصدقاءه) فتبدأ رحلة استعادة الذات التي يتخللها سفر ومغامرة وحب واشتباك مع الذاكرة ومع الخارجين عن القانون، لتنتصر فطرة يونس على كل مكتسباته من بيئة اسمها القاع وفيها أشياء ثمينة لا تطفو على السطح".

وحول سبب اختياره لهذا العنوان، قال العاقوص: "إنه عبث مع الذاكرة، كنا طلابا نرسم أحلامنا على الغبار الذي يغطي زجاج السيارات، ثم كبرنا لندرك أن الحياة سيارة يغطي زجاجها الغبار، وأننا رسامين بقدر ما نحلم! الغبار هو الذاكرة التي نتمنى تغيير بعض أحداثها بحركة إصبع، هو الحاضر الضبابي الذي نحاول عبثا أن نستعيد صفاء بللوره، هو المستقبل الغيبي الملامح المخيف الذي تهب على أجيال اليوم رياحه فتنثرهم نثر الغبار. ةيونس في الفيلم رسم أحلامه فوق الغبار وانتصر على الريح أيضا فاستحق النجاة".

وردًا على سؤال حول الجوائز الذي حصل عليها الفيلم، قال: "شارك فيلم أحلام يرسمها الغبار في مهرجان لندن للأفلام المستقلة فحصد أربعة جوائز وهي: جائزة أفضل قصة درامية، جائزة أفضل إخراج (عبد الباري أبو الخير) ، جائزة أفضل ممثل (مهيار خضور)، جائزة أفضل ممثلة (جفرا يونس) كما شارك في مهرجان لوس أنجلوس السينمائي وحقق جائزتين: جائزة أفضل عمل على المنصات الإلكترونية، وجائزة أفضل برومو، كما إنه مرشح لجوائز عالمية مهمة سنعلن عنها قريبا وبعد ذلك سيعرض العمل على منصة رقمية عالمية شهيرة، إضافة إلى إمكانية عرضه تلفزيونيا وسينمائيا".

وأوضح العاقوص أن العمل من إنتاج شركة "فيلم جيت" بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لذوي الهمم، ومن إخراج عبد الباري أبو الخير، وبطولة: نادين خوري، تيسير إدريس، مهيار خضور، جفرا يونس، يوسف مقبل، نورا العايق، نور أحمد، محمد حسن، مي ابراهيم، محمود خليل، سامر خليل، ماريانا معلولي، يوسف مقبل، أسعد رشدان، طارق السقا، وإشراف عام منضور اليبهوني، إلى جانب طاقم كبير من الفنيين والجنود المجهولين العرب والأجانب الذين أبدعوا خلف الكواليس، منهم المخرجة الإماراتية الدانة الهاشمي.

وجول تجاربه الدرامية الأخرى، ذكر أنه كتب بعض المسلسلات الإذاعية لإذاعة سلطنة عمان (يوميات عائلية، كنوز من بلادي، فرسان من عمان، درهم وقاية) إلى جانب تجارب عديدة في سيناريوهات برامج الأطفال وأفلام الرسوم المتحركة بحكم تخصصي في أدب الطفل.

وكشف العاقوص أنه يفكر في أعمال لا تقل أهمية ونجاحًا عما سبق، قائلًا: "يبقى حلمي وهاجسي الدائم هو إنتاج أفلام عربية في مجال الدراما أو الرسوم المتحركة تنافس وتتفوق على الإنتاجات العالمية فكرًا وتنفيذًا".

تعليق عبر الفيس بوك