د. خالد بن علي الخوالدي
الشبابُ ثروة الوطن وعموده الأساسي، والمُحرك الفاعل في التنمية، ولا تقام الأوطان إلا بسواعد الشباب وهمتهم ورغبتهم الصادقة في التغيير، وعُمان تفخر بشبابها وتعتز بما قدموه خلال السنوات الماضية، وتنتظر منهم المزيد من العطاء والبذل؛ فالمسيرة مستمرة وتحتاج إلى وقفات شبابية محبة لعمان وسلطانها وشعبها، فالشباب ثروة الوطن ومعدنه الأغلى، بهم ترتقي الأمم وتسمو الأوطان، وهم الركن الثابت والقوي لأي أمة.
ومنذ الوهلة الأولى لقيام النهضة العمانية المجيدة كان الاعتماد على طاقات الشباب، ونظير جهودهم الملموسة خصص السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- يوم 26 أكتوبر من كل عام يومًا للشباب العُماني، وقال في إحدى المناسبات : "دوركم الآن أيها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليمياً وتثقيفياً وسلوكياً واسترشاداً لتحمل مسؤوليات المستقبل". فقد كان- رحمه الله- يرى في الشباب المستقبل المشرق والأمل الجميل، وكانت نظرته ثاقبة وفكره سديد وثقته عالية في شباب الوطن الذين لم يخذلوه بل قدموا ملاحم وطنية يسجلها التاريخ ويفخر بها الحاضر.
واستمر النهج السلطاني لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في دعم الشباب وتسليحهم بالعلم والمعرفة وما وصلت إليه التكنولوجيا من تطور وتقدم ليكملوا المسيرة، فقال في أحد خطاباته "لقد جَعَلْنَا الشبابَ في صميمِ اهتمامِنَا واهتمامِ حكومتِنَا، مُتابِعِين الجهودَ المبذولةَ؛ لإشراكِهِم في بناءِ الوطن، وسنَحْرِصُ على أن تكونَ هذه الشـراكةُ أكثرَ شموليةً، وأعمقَ أثـراً، حيثُ تعملُ مختلفُ مؤسساتِ الدولةِ ومَسْؤُوْلُوْهَا، على اعتمادِ منهجياتِ عملٍ مستدامةٍ؛ تُركزُ على إبرازِ إسهاماتِ الشبابِ الفاعلةِ، في هذه المسيرةِ المُباركةِ- بإذنِ الله- وتُنَظِّمُ أدوارَهُم في خدمةِ المجتمع". ومنذ الوهلة الأولى كان الشباب في مقدمة تنفيذ الخطط السلطانية الرامية لمجد عمان والحفاظ على مكانتها العالية بين الأمم في السلام والمحبة والوئام.
في هذا اليوم وفي كل يوم، لن نخذلك مولانا السلطان؛ فأنتم مصدر إلهامٍ لشباب الوطن، ونعدكم بشد الهمة وبذل الجهد وتقديم الغالي والنفيس رفعة لهذا الوطن وسلطانه وشعبه الوفي، وأننا نلمس منكم مولاي السلطان الاهتمام الواضح بالشباب؛ حيث أوليتم لهم جل اهتمامكم ورفعتم من شأنهم ووثقتم بقدراتهم في الكثير من القطاعات، وشباب الوطن يقدرون هذه الثقة ويتحملون المسؤولية لمواصلة البناء والتعمير، أننا وبلسان الشباب العماني الواعد والطموح نعاهد جلالتكم بالمضي على نهجكم وتعليماتكم وسياساتكم الساعية لخير هذا الوطن ورفعة أبنائه، مواصلين الجهد والعطاء والتضحية لتقديم ما يعلو ويسمو بالغالية عُمان، محافظين على ما تم بناؤه خلال اثنين وخمسين عاما من عمر النهضة المباركة.
إننا ماضون سويًا في تعزيز المكانة المرموقة لبلادنا الحبيبة عمان في كافة المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية والتجارية والرياضية والثقافية والأدبية، وقد أثبتت التجارب ذلك في العديد من المواقف الحياتية؛ حيث يستمر شباب الوطن في تتويج عمان بالمنجزات والمراكز المتقدمة، وأثبت الشباب العماني أنه على قدر عالٍ من المسؤولية الوطنية ويمثل المواطنة الصادقة والواعية تجاه وطنه وسلطانه ومجتمعه.
كل عام وشباب عُمان في تقدم وازدهار، كل عام وشباب الوطن مصدر للفخر والاعتزاز، وتحية خالصة وصادقة لكل شباب الوطن على ما قدموه من جهود مشكورة ومقدرة لرفعة هذا الوطن الغالي وننتظر منهم المزيد فالوصول إلى القمة سهل ولكن المحافظة عليها صعبة وتحتاج إلى تكاتف وتعاون، عاشت عمان وعاش سلطانها وعاش شعبها الوفي.
ودمتم ودامت عُمان بخير.