الآسيوية "سيباوية"

 

د. خالد حمد الغيلاني

khalidalgailni@gmail.com

@khalidalgailani

 

مرحبًا بكم والأماني عظيمة، ومرحبًا بكم والعطايا جليلة، ثم مرحبًا بكم والعزائم عندما توقد حماسات الرجال، وتظهر صدق الفعال، وتنبئ أن البذل الحق يأتي نتاجه واضحًا، وأكله طيبًا، وعمله كالشمس متقدًا.

والسؤال الذي أطرحه هنا؛ لماذا حقق نادي السيب الآسيوية؟ وكيف بلغها؟

وللإجابة على هذا السؤال؛ يجب أن أذكر الحقيقة التي لا مناص منها، والواضحة أن السيب لم يبلغ ما بلغ صدفة، وإنما بعد عمل مشهود، وتخطيط سليم ورغبة حقيقية.

وأول أسباب نجاح السيب تلك القيادة الحكيمة المتمرسة والواعية، والعالمة بمسارات الأمور، قيادة استمرت تقود النادي بهمة واقتدار، برؤية واضحة، ورغم مشاغل سُّموه، وارتباطاته الوطنية؛ لكنه استمر ذلك الرئيس الطموح الشغوف بالبطولات، والقريب من النادي بكل مكوناته؛ وهذا أول أسباب السبق.

وثانيًا كان مع قيادة السيب الفذة فريق عمل متكامل متجانس؛ وضع أهدافه، وحدد سبل تحقيقها، وسعى إليها بكل عزيمة وبذل، فريق جمع بين الخبرة والحماس، والرغبة والطموح، والعمل والود، والتخطيط والتنفيذ.

فريق عمل ساد بالعطاء، ونجح بالواقعية، واستمر بحكمة القائد، ووعي الأعضاء.

أما السبب الثالث؛ فهو الاستثمار الناجح ماديا وبشريا، وهذا نتاج سنوات من العمل والصبر والمصابرة والمثابرة، ظل النادي خلالها يصنع استثمارا حقيقيا من لا شيء، حتى غدا اليوم باستثماراته قويا صلبا، متمكنا، قادرا على مقارعة الكبار في المنافسات المختلفة وفي شتى الألعاب.

لقد علم السيب أن المال عصب كل شيء، ولا مجال للمنافسة واستدامة البرامج المختلفة، ما لم تكن هناك استدامة مالية وعطاء كبيرا، وأن الاستثمار المالي أساس للاستثمار البشري، وسبيل لتحقيق البطولات المختلفة.

ورابع الأسباب حسن اختيار فرق العمل والأجهزة الفنية والإدارية، فلا مجال للمجاملات والتعصبات؛ إنما القدرات والمهارات والخبرات هي وحدها سبيلك لتكون ضمن الأسرة السيباوية العاملة في أروقة النادي، ومع مختلف الألعاب.

أما تلك الجماهير الوفية العاشقة المحبة، فهي تمثل أسبابا للنجاح لا سببا واحدا؛ لم تتخلَ عن السيب يوما، كانت معه في كل لحظاته، في كل سكناته، في كل إخفاقاته، ومع كل نجاحاته، لا تتذمر ، ولا تبالغ، ولا تشتكي، تردد دائما "لن تمشي وحيدًا" وتردد دائمًا "عمره السيب ما يدمع"، كيف يدمع وعنده رجال، كيف يدمع ووراه جحافل من الأبطال، كيف يدمع ومعه جمهور يرج الأرض رجا محبة وعشقا، حضورا وبذلًا، صبرًا وجسارة. لقد أثبت جمهور السيب وعشاقه أنهم عند كل موعد، ومع كل حدث.

ثم أيضًا من أسباب نجاح السيب حسن اختيار اللاعبين، وطريقة شغل المراكز المختلفة من خلال عناصر باذلة، ولها حضورها ودورها في تحقيق أهداف النجاح وأسباب الفوز.

اليوم عندما حقق السيب الآسيوية حققها باقتدار وبدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، حققها بعطاء في الملعب وتخطيط متقن من مدرب فذ يعرف بواطن الأمور، وأدوات النجاح.

فمن نهنئ اليوم السيب أم عُمان قاطبة التي أفرحها السيب بإنجازه، وأسعدها بحضوره المتألق، حينما كان نقش اسم السيب على كأس البطولة كان نقشا عمانيا بأحرف من نور وتيجان من ذهب، كان نقشا تتوشح به أزقة السيب وأسواقها، كان نقشا تكتسيه جبال عُمان من مسندم إلى ظفار، كان نقشا على أشرعة صواري المجد، وباسقات النخيل، كان نقشا يعانق القلاع والحصون... نقشا يدعو لمستقبل رياضي حافل.

وما زاد جمال الإنجاز ذلك الاستقبال البهي من لدن سيد شباب عُمان والذي نستشرف من حضوره مستقبلا مشرقا لرياضة عمان وشبابها، رأيت ذلك في عيني سُّموه، رأيته وهو يصافح صناع الإنجاز وكأنه يقول معا نحو مجد جديد.

وأنا أقول: بكم وبعزمكم يا صاحب السمو نصنع لعمان مجدًا رياضيًا ثابتًا راسخًا مستمرًا.

وختامًا.. فإنَّ عُمان مصنع الرجال إن مُكّنوا صنعوا من المستحيل إنجازًا ومنه سبقًا سؤددًا.