راشد بن حميد الراشدي **
الأسواق العُمانية بشهرتها المُميزة كانت ولا زالت إحدى الركائز التاريخية الحاضرة في المشهد العُماني قديمًا وحديثًا، ومع النهضة العمانية الفتية برزت العديد من الأسواق العمانية ونشطت بسبب شهرتها التجارية وحركتها النشطة والتي أصبحت مقصدا للقاصي والداني يجتمع فيها الناس من كل الولايات ويزورها الزوار من داخل وخارج السلطنة وتزدهر حركتها مع الأعياد والمناسبات العامة.
وسوق سناو التجاري عبر سنوات النهضة المباركة حقق شهرة كبيرة أسوة بأسواق سلطنة عُمان الأخرى، وذلك لوجود ولاية سناو على مفترق طرق العديد من الولايات والمحافظات وهي على مقربة من الأماكن الرعوية وأماكن الصيد البحري في محافظة الوسطى ذات الثروة الحيوانية والسمكية؛ حيث اشتهر السوق بتوافرها وجودتها ورخص أسعارها، إضافة إلى وجود حركة تجارية نشطة في السوق تتوافر من خلالها مختلف البضائع التي يحتاجها المتسوق وبأسعار تنافسية ساهمت في إقبال المتسوقين على السوق وولاية سناو عمومًا والتي تتميز كذلك بمحلاتها الكبيرة وأماكن التسوق.
وسوق سناو التجاري بحركته التجارية النشطة طوال العام، بُني بجهود أهالي سناو وتم تطويره جزئيًا منذ سنوات عديدة، وهو اليوم يحتاج إلى وقفة متكاملة لتطويره في مختلف الجوانب التي تحتاج لها الأسواق الحديثة. فمع تطور البناء وهندسته وضرورة وجود مرافق تخدم السوق وإدارة لإدارته، كان لزاماً علينا جميعًا أن نقف لنعرف احتياجات سوق سناو وأهمية تطويره وتهيئته من أجل زيادة الإقبال وليظل منجزًا متميزًا في هذه الولاية العريقة ورمزًا لنشاطها التجاري ومن أهم النقاط الواجب ذكرها: ضرورة سقف السوق بأسقف خشبية جميلة تساهم في جماليته والتخفيف من حرارة المكان، وتوفير دورات مياه نظيفة لخدمة زوار السوق ومرتاديه، وتنظيم "كبرة السوق" ونشاط بيع الأسماك والثروة الحيوانية، ورصف المواقع المحيطة بالسوق، خاصةً الساحة التي تقع جنوب السوق. كما يجب العمل على إيجاد تصريف جيد للمياه ومخلفات الأسماك للقضاء على الروائح الصادرة عنها. إلى جانب تنفيذ ديكور جمالي خاص للسوق، ليكون ذا هوية خاصة باعتباره أحد معالم الولاية، وأخيرًا تنفيذ أبواب خشبية جميلة لبوابات السوق جميعها.
إنَّ تهيئة السوق وتطويره سيجعل منه سوقًا ذا جذب تجاري وسياحي، وسيساهم في ازدياد وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية في ولاية سناو، وإيجاد دخل للمواطن من خلال نشاطه التجاري، كما إنه سيكون متنفسًا للعديد من أصحاب المهن لبيع منتجاتهم وثرواتهم الزراعية والسمكية والحيوانية وتسويقها بكل سهولة ويسر.
هذه الوقفة من أجل تطوير سناو يجب أن تشترك فيها جميع الجهات الحكومية والمواطنون والقطاع الخاص لدعم تطويره وتعجيل ذلك لأجل نجاح السوق والقيام بأدواره الريادية لخدمة الولاية وجميع الولايات القريبة منه.
ختامًا.. يحدونا الأمل في تطوير سوق سناو، وأن تُعقد الهمم لذلك من أجل خدمة الوطن والمواطنين وإيجاد متنفس تقليدي عام لهم، ومكان للتسوق وتسويق منتجاتهم. ومع زيادة أدوار المحافظين فإنَّ التوقعات تُعزز من رفع وتيرة المشاريع التنموية والاهتمام بها؛ سواءً السياحية أو التجارية، فضلًا عن تطوير منظومتها. وإنني لأتمنى دراسة تطوير سوق سناو من الجهات المسؤولة ليرى النور قريبًا بإذن الله.
وفّق الله الجميع نحو خدمة الوطن وبنائه وتعميره، وحفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وهم يرفلون في ثوب العز والفخر.. إنه سميع مجيب الدعاء.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية