"رجل الثقة" .. كتاب جديد يكشف حقائق مثيرة عن دونالد ترامب

واشنطن - الوكالات

صدر حديثا عن الكاتبة الصحفية ماغي هابرمان كتاب "رجل الثقة"، الذي يتناول شخصية الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو المؤلَّف الذي وصفه موقع "إكسيوس" (Axios) بأنه "الكتاب الذي يخشاه ترامب"

ويؤرخ الكتاب على مدى 32 فصلا في 608 صفحات لحياة ترامب، ابتداءً من صعوده في مدينة نيويورك إلى ما بعد رئاسته المثيرة للجدل
وأجرت هابرمان مئات المقابلات مع كبار المسؤولين في إدارة ترامب والعديد من المصادر الأخرى، بالإضافة للعديد من اللقاءات على مدى عدة سنوات مع ترامب نفسه، منها 3 لقاءات خاصة لهذا الكتاب

صوّرت هابرمان ترامب شخصيةً تاريخية معقّدة ومتناقضة في كثير من الأحيان، فهو قادر على أن يكون لطيفا وفي الوقت ذاته يعتمد على القسوة التي تناسب أغراضه. ووصف الكتاب ترامب بأنه مشاكس، ومنعدم الأمن، ووحيد، وحقود، ويشعر أنه مهدد طوال الوقت، لكنه أذكى مما يزعم منتقدوه، وأكثر برودة، وأكثر حسابا مما يعتقد حلفاؤه

ويعرض الكتاب لطموح ترامب الرئاسي الذي يعود إلى 3 عقود ماضية، حشد خلالها الدعم للترشح لأهم منصب في العالم، ليصبح في نهاية المطاف رئيسا دفع الديمقراطية الأميركية إلى حافة الهاوية

بين حياته الشخصية ورئاسته ما هو الخط الفاصل بين حياة ترامب ورئاسته؟ أصبح هذا هو السؤال الأهم لمن يرغب في فك أسبار شخصية ترامب. لذا تغوص الكاتبة بحثا عن تفاصيل العالم والظروف التي أنتجت مثل هذه الشخصية الفريدة

والكاتبة هابرمان، التي نشأت بدورها في منطقة كوينز بنيويورك، وهي المنطقة نفسها التي نشأ فيها ترامب، تُرجع الكثير من صفاته وأساليبه لطبيعة حياته في نيويورك بجانبها الشخصي والمهني

ويرصد الكتاب علاقات ترامب المتنوعة في حياة عالم المال والأعمال في وول ستريت والأخبار والنساء والشهرة والمهنية ومراكز القوة

ويتطرق إلى علاقات ترامب مع صديقاته وأخواته ووالديه وزوجاته وأولاده، وهي علاقات شغلت حيزا كبيرا في الكتاب، الذي ينضم لمئات الكتب الأخرى المؤرخة لحياة ورئاسة ترامب

وصف ترامب الصحفية ماغي هابرمان بأنها "ملتوية ومتقلبة" و"مخترقة غير مهنية"، ومع ذلك منحها العديد من المقابلات الحصرية، بما في ذلك 3 لقاءات لهذا الكتاب

بيد أن ما يميز هذا المؤلّف هو مشاركة ترامب واهتمامه الشخصي بتوفير الكثير من المعلومات والصور والتعليقات على محتواه خلال مراحل إعداده

وتعرض الكاتبة صورا لتعليقات وردود ترامب بخط يده على أسئلتها ضمن الجزء الخاص بالصور وسط الكتاب

622496-109415795.jpg


وعلى الرغم من ذلك، فإن ترامب وصفها بأنها "مراسلة من الدرجة الثالثة.. ولا أحب أن أتحدث إليها". وتصوّر هابرمان ترامب كرجل مركب به جانب جيد؛ فهو ساحر وأنيق ويتعاطف مع الآخرين، في الوقت ذاته هناك ترامب السيئ الذي وصفته بأنه مهووس بالمال والهيمنة والسلطة، وبنفسه أولا وقبل كل شيء

نشأته في نيويورك يكمن جوهر الكتاب في أنه لا يمكّنك حقا من فهم دونالد ترامب ما لم تكن على دراية بالطرق والأساليب التي تربى عليها ومنها نشأته في منطقة كوينز بمدينة نيويورك، وارتباطه بقطاع التشييد والبناء هناك. من هنا ركزت الكاتبة في نصفه الأول على حياته قبل الرئاسة، وترى أن "الديناميكيات التي حددتها مدينة نيويورك في ثمانينيات القرن الماضي" بقيت مع ترامب لعقود من حياته وصولا للبيت الأبيض

ويفصّل الكتاب كيف انتقل ترامب من كونه رجل أعمال إلى عالم المشاهير ليصبح علامة تجارية مميزة. وتحرك بمرونة من عالم البناء والحجارة والحديد، إلى ألعاب القمار وحلقات الملاكمة، وصولا لنادي المؤثرين من خلال ظهوره في برامج تلفزيون الواقع

كما أطلق ترامب النكات والسخرية الشرسة كثيرا، منها قوله "كم من الوقت يمكن أن تعيش القاضية السابقة بالمحكمة العليا روث بادر جينسبرج؟"، وكانت مريضة بالسرطان وعلى شفا الموت. كما عبّر عن عدم سعادته بالجلوس على مقعد مرحاض البيت الأبيض الذي استخدمه الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان ترامب كثير السخرية من صهره جاريد كوشنر

20 مليون دولار مقابل نقل السفارة للقدس لم تتطرق ماغي هابرمان كثيرا إلى قضايا السياسة الخارجية. وفي الوقت ذاته اعتبرت أن أهم دروس نيويورك لترامب ترتبط بقيمة المال

وطبق ترامب الدروس التي اكتسبها من خلال خبرته المهنية والمعيشية خلال رئاسته. وقبل وصوله للبيت الأبيض، قدم تبرعات سخية للحملات الانتخابية للعديد من السياسيين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتقرب من الكثير منهم

وبعد وصوله للبيت الأبيض، كتبت هابرمان أن ترامب قبل مساهمة بقيمة 20 مليون دولار من الملياردير اليهودي المتشدد شيلدون أديلسون لنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس

ويخلص الكتاب إلى نتيجة أن أقوى رجل على وجه الأرض كان طفوليا وعرضة للإطراء الذي لا معنى له، ومشغولا بالهامش، وينفد صبره من التفاصيل، ويرفض النصيحة

ونتيجة لذلك، كما تكتب ماغي هابرمان "كان الفرع التنفيذي لحكومة الولايات المتحدة خاضعا لأهواء الرئيس ومزاجه وأفكاره حول الأصدقاء والأعداء". وتضيف "استطاع ترامب إعادة توجيه دولة كاملة بحجم الولايات المتحدة بناء على مزاجه وعواطفه وأهوائه"

تعليق عبر الفيس بوك