د. خالد بن علي الخوالدي
تُمثِّل زيارة صاحب السُّمو الشيخ مُحمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المُتحدة، إلى سلطنة عُمان، واستقبال حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- لسُّموه، زيارة تاريخية، وهي من الزيارات العالية المقام؛ حيث وُصفت بأنها زيارة دولة، والتي تعد الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي يُجريها قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسمها الخاصة وبرامجها المُميزة.
ترتبط سلطان عُمان مع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات تاريخية وجغرافية واجتماعية ودينية وسياسية واقتصادية وتجارية وسياحية واستثمارية وعلاقات طويلة الأمد، علاقات مترسخة وثابتة وقوية بدأت منذ أكثر من 51 عامًا؛ حيث أسس هذه العلاقات- المغفور لهم بإذن الله- السلطان قابوس بن سعيد والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ثم الشيخ خليفة بن زايد- طيب الله ثراهم جميعًا- واستمرت هذه العلاقات متينة يسودها الود والتفاهم والمحبة في العهد المشرق لجلالة السلطان هيثم بن طارق وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد، وسوف تستمر على مر التاريخ لتشارك الدولتين والشعبين العلاقات الأسرية والقرابة والتواصل المستمر.
لا شك أن هذه العلاقات الثابتة والراسخة بين القيادات والشعوب سوف تكون نتائجها إيجابية لرفعة وتطور وازدهار البلدين في زمن التكتل الاقتصادي والتجاري والتعاون بين البلدان، وتدرك قيادات البلدين هذه النقطة المهمة التي سوف تكون الفارق المهم والواضح مستقبلا، فاستغلال التوافق والترابط والرؤية المشتركة بين البلدين جانب مهم لتحقيق مكاسب مُهمة لكلا البلدين وسعادة شعبيهما.
إنَّ العلاقات العمانية الإماراتية وطيدة وليست وليدة اللحظة، وتعد دولة الإمارات من أكثر الدول استثمارًا في سلطنة عُمان ولها استثمارات مختلفة وفي قطاعات عديدة، وفي المقابل هناك استثمارات عديدة لعمان في دولة الإمارات. والشعب العماني من أكثر الشعوب سياحة بدولة الإمارات، وعمان رافد قوي لتجارة الإمارات، وعزز هذه الجوانب إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان في عام 1991 وما تبعها من إنجازات كبيرة على مستويات عديدة منها الربط الكهربائي والربط الآلي في الحدود وما نتج من هذه اللجان من شراكات تجارية واقتصادية واستثمارية وتوقيع مذكرات تفاهم وتعاون في مجالات مختلفة كان لها الأثر البالغ لازدهار وتطور الدولتين.
إنَّنا كشعوب لا نكتفي بما وصلت له العلاقة بين الدولتين من تطور وتقدم في جميع المجالات؛ بل ننتظر المزيد، وننظر بتفاؤل وأمل لهذه الزيارة الكريمة أن تتحقق من خلالها الكثير من الرؤى والأفكار والطموحات والتطلعات التي يصبو لها قيادتا وشعبا الدولتين، ويحدونا الأمل أن نرى المزيد من التقدم والتطور والازدهار المرجو والمتأمل من قيادتين ملهمتين وفاعلتين على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والعالمي.. قيادتان لهما الحضور اللافت والمهم في مُعالجة وترميم التصدعات القائمة في الدول العربية والإسلامية، ولهما علاقات وطيدة مع القوى العالمية لتخفيف التوتر القائم والمستمر في العديد من الدول على مستوى العالم، قيادات محبة لشعبيهما ولها منظور اقتصادي وتجاري واستثماري سوف يسهم في تطور البلدين.
فأهلًا وسهلًا بسمو الشيخ محمد بن زايد ضيفًا عزيزًا على سلطنة عُمان.. ومرحبًا بك في أرض السلاطين، أرض المحبة والسلام والأمن والأمان.. ودمتم ودامت عُمان بخير.