القلق لدى الأطفال وأثره على التحصيل الدراسي

 

ميثاء بنت ناصر الجابرية

مرحلة الطفولة

يمر الكثير من الطلاب في مرحلة الطفولة والمراهقة بمشكلة القلق وتؤثر هذه المشكلة بشكل مباشر على التحصيل الدراسيّ، في مقالنا هذا سنركز على: (قلق مرحلة الطفولة وأثره على التحصيل الدراسي)، أمّا المقال الذي يليه سيكون عن مرحلة المراهقة.

تُعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة للفرد، لذلك اهتم العلماء بهذه المرحلة اهتمامًا كبيرًا لما لها من دور مهم في تكوين شخصيته، وصحة نفسيته. الطفل يواجه الكثير من المشكلات السلوكية والنفسية والدراسية سواء في المنزل أو في المدرسة مما يجعله يقلق بشكل كبير.

الأطفال القلقون دائمًا ما يكونوا متوترين، ويتداخل هذا القلق مع النشاط فالقلق الطبيعي مرغوب فيه؛ لأنه يساعد على طاعة الوالدين ويجعل الطفل حريصًا على الإرضاء، ويسعى لأن يكون أفضل ويقدم أفضل ما لديه. أما ما سنتحدث عنه هو القلق الزائد عن الحد الذي يرتبط بالتحصيل الدراسي ارتباطا مباشرًا، فكلما زاد قلق الأطفال انخفض التحصيل الدراسي للطفل.

مرحلة الطفولة مرحلة حساسة جدًا، وكثير من حالات القلق عند الكبار متعلقة بأحداث حدثت لهم أثناء فترة الطفولة كفقدان الأم، وغياب الحب والرعاية من الأهل وغيرها؛ لذلك كان من المهم بناء علاقة قوية بين الطفل وأمه وأسرته ومدرسته ومجتمعه، إلا أن الأسرة هي أكثر عنصر مسؤول عن الطفل، والقلق الذي يحصل للطفل نتيجة الشعور بالوحدة والانفصال.

القلق عند الأطفال اضطراب شائع في العالم ومنتشر، ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بقلق الانفصال الأكثر شيوعًا حيث يقلق الطفل من الابتعاد عن نطاق أسرته ووالديه وأقاربه، كما يوجد لدى بعض الأطفال قلق من المستقبل بشكل كبير حيث يؤثر على الطمأنينة النفسية. مشكلة القلق عند الأطفال تجعلهم لا يشاركون في الوحدات التعليمية، لذلك لا بد من استخدام الألعاب الحركية في التعليم فاللعب يعتبر العالم الخيالي للطفل فيستطيع التعبير عن فرحه وحزنه من خلال هذا اللعب. واللعب يساعده على التخلص من المشاكل النفسية وأهمها القلق بلعبه مع أصدقائه وتفاعله معهم؛ فيقوي إرادته في التعليم فينعكس إيجابيًا على التحصيل الدراسي للطالب. ويسبب القلق خوف الطفل من الدخول إلى رياض الأطفال والمدارس، ويجب علاج الطفل فورًا لأن القلق يزيد بدون علاج. القلق يكون خوفًا من شيء غير محدد عادة فهو متعدد المخاوف.

ويمكن التعرف على الطفل إذا كان قلقًا أم لا من خلال ملاحظة وجود أفكار مستمرة وخوف شديد من الأهل، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وألم المعدة المتكرر، ويقلق عند النوم خارج المنزل، ويكون غير مستقل شخصيًا ونفسيًا، ويهلع كثيرًا ويغضب بدون سبب واضح، ولديه اضطرابات في النوم وكوابيس.

كما إن الطفل القلق يظهر عليه الخوف من الحديث مع الناس، وعدم رغبته في الخروج عند الاجتماعات، وليس لديه أصدقاء من خارج الأسرة، ويقلق كثيرًا قبل حدوث الأمور ككل، كما أنه يقلق كثيرًا عند التحدث عن الأسرة والمدرسة والأصدقاء، ويخاف من الوقوع في الأخطاء والإحراج، وينخفض احترامه لذاته، وتستحوذ عليه الأفكار المختلفة.

علاج القلق عند الأطفال لزيادة التحصيل الدراسي

وللتخلص من مشكلة القلق عند الأطفال يجب أولًا على الأم أن تعرف أسباب هذا القلق عند طفلها، وأن تعامله بأسلوب جميل بدون انتقاد واستهزاء واستفزاز، ويجب عدم قهر الطفل فهو من أكثر الأساليب المدمرة له. ويمكن تجزئة العمل له والأمور ككل وتسهيلها وعدم تعقيدها، ومساعدته على حل المشكلات بمختلف أنواعها بالصبر والتركيز والاستماع الجيد.

ويمكن استخدام عدة أنواع من اللعب كاللعب البدني الذي يطور الأشكال الحركية، واللعب الفني الذي يطور الرسم والباليه، واللعب التمثيلي الذي يستطيع من خلالها الطفل تمثيل مسرحيات مستوحاة من الدرس المطلوب تعلمه، إضافة إلى اللعب المعقد الذي يعتمد على البناء والتركيب. والألعاب لها أثر كبير في تحسين التحصيل الدراسي للطفل والحد من القلق، وكذلك احتواء منهج ذي خبرة متكاملة، والمنهج التعليمي البعيد عن السكون هو الذي يؤدي إلى تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض ويجعلهم راغبين في استمرار العملية التعليمية والتعلمية.

وإذا طُبقت الكثير من الاستراتيجيات والأساليب وكان ذلك غير مفيد، فيمكن للأسرة مراجعة الطبيب النفسي المتخصص للأطفال والمراهقين. ولا بُد من اختبارات قياس مستوى القلق عند الأطفال لعمل الإجراءات المناسبة.

وفي الإرشاد المعرفي السلوكي يّستخدم التعزيز لطرد القلق والمخاوف، والتحصين بالتدريج، والتغذية الراجعة لتقليل القلق، كما يمكن استخدام نظرية التعلم الاجتماعي كالسيكو دراما. وما يميز هذا العلاج هو التركيز على العمليات المعرفية ووسائط تغيير السلوك كأفكار العقل وهواجس الذات. والعلاج المعرفي السلوكي يؤكد على إمكانية تكييف السلوك وتغييره بتفاعل مشاعر الفرد والسلوك. ويعتمد هذا النوع من العلاج على النمط السلوكي للفرد.

وتُعد فنية الاسترخاء من الفنون المفيدة لعلاج القلق، وأيضًا تأكيدات الذات ذات الطابع الإيجابي، والتحكم في المعرفة. وأسلوب النمذجة وحل المشكلات وأسلوب التعزيز والتعرض الواقعي كما ذكر ستراس. أما كيندال وآخرين ذكروا أن هناك مهارات معينة يجب تعلمها للتغلب على القلق مثل مهارة الاسترخاء والتعامل ومكافأة الذات والإفصاح الذاتي ولعب الدور. وهناك أيضًا فنيات سلوكية ببرامج معرفية سلوكية. ويجب أثناء العلاج معرفة رد فعل الجسم أثناء القلق، وتقييم الذات الحديث وتطوير مهارات التعامل وحل المشكلات ومكافأة الذات.

ومن الجلسات التعرض التدريجي؛ سواء كان ذلك في الخيال أم الواقع، وهذا يكون للمواقف التي تؤثر على الطفل بشكل مباشر. ولا بد من وجود علاقة قوية علاجية بين الطفل والمعالج. كما يوجد أسلوب تدريب الوالدين والتحكم الطارئ.

إلى جانب ذلك، يمكن علاج القلق عند الأطفال من خلال الدمج المعرفي السلوكي بتعليم الطفل كيفية التعامل مع القلق الذي بدوره ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يحوي ثماني جلسات تدريبية كتعزيز الذات والإفصاح الذاتي وغيرها، أما القسم الثاني يحتوي على ثمان جلسات كالتعرض للمواقف المسببة للقلق وفنيات التعرض.

ومن الضرورة تدريب الأطفال على المهارات الاجتماعية المختلفة؛ لأن ذلك يساعدهم في التخلص من القلق بالممارسة السلوكية والنمذجة. ومن هذه المهارات التدرب على الابتسامة الدائمة والضحك، والتفاعل في الأنشطة الاجتماعية، والتحدث بثقة والتعزيز اللفظي، وإلقاء التحية على الآخرين، وفي النهاية تكون مراجعة المفاهيم والمهارات المقدمة.

تعليق عبر الفيس بوك