سالم كشوب
حبا الله عُماننا الغالية بإمكانيات اقتصادية وسياحية متنوعة فبإمكان أي مقيم أو زائر لها أن يرى هذا التنوع الفريد في مختلف محافظات السلطنة الإحدى عشرة وبالتالي من الأهمية بمكان إعادة النظر في الميزة النسبية الموجودة في كل محافظة للاستفادة منها في الخطط والبرامج التي سيتم تنفيذها على المدى القريب والمتوسط، مما سيكون له الأثر الإيجابي في نشاط سياحي مستمر على مدار العام بفعاليات متنوعة وكذلك التشجيع والتحفيز الاقتصادي وفق الإمكانيات الموجودة في كل محافظة بحيث يكون هناك تكاملية في الأدوار وعملية تبسيط وتسريع الإجراءات؛ مما يحقق الكثير من الفوائد الإيجابية بالشراكة المثمرة بين القطاعين العام والخاص ووفق مؤشرات أداء يتم مراجعتها بشكل دوري ويستفاد من التغذية الراجعة لمعالجة أي عوائق قد تحول دون الوصول إلى النتائج المراد تحقيقها وفق إطار زمني محدد.
وهنا تقع آمال كبيرة على المحافظين في عمل خطط وبرامج وفق الميزة النسبية والإمكانيات الموجودة في كل محافظة للوصول إلى أعلى مستوى ممكن من الاستفادة من تلك الإمكانيات وفتح المجال أكثر لرواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعمل على تخصيص نسبة من تلك الفرص لهم وتوفير كافة السبل الممكنة لإيجاد البيئة المحفزة والجاذبة. وهنا لا بُد أن يكون للمتخصصين لا سيما في الجانب الاقتصادي في المحافظات، دور مهم وملموس في تقديم الدراسات والمقترحات التي تساعد متخذ القرار على الحصول على مرئيات من أهل الاختصاص لمختلف الخطط والأفكار المقترح تنفيذها، ولا سيما الاستفادة من أهل الاختصاص والخبرة في اللجان المختلفة التي من المفترض أن تلعب دورًا مهمًا؛ سواءً في وضع الخطط أو المقترحات أو رفع التقارير الدورية عن ملاحظاتها ومرئياتها في إطار زمني محدد؛ حيث إن الأنظار وحجم التطلعات كبير في المرحلة القادمة خاصة بعد الصلاحيات الممنوحة للمحافظين والتوجه نحو الابتعاد عن اللامركزية في إطار تنمية وتطوير المحافظات والاستفادة الإيجابية من الفرص الواعدة التي تزخر بها مختلف المحافظات وبشكل قد يكون تكامليا بينها مما يوفر المزيد من فرص الأعمال والوظائف سواء بشكل دائم أو مؤقت ويخلق تنوعا اقتصاديا وسياحيا بالإمكان مع تكاملية الأدوار بشكل فعَّال بين مختلف الأطراف ذات العلاقة أن يرفع من نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج القومي.
ختامًا.. من الأهمية بمكان تحديد أبرز التحديات التي قد تشكل عائقا أمام الاستفادة من الميزة النسبية للمحافظات وإيجاد الحلول المناسبة لها والعمل كذلك على الاستفادة من التغذية الراجعة للبرامج والخطط التي لم يكتب لها النجاح المامول في السابق، إضافة إلى أهمية تفعيل الشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة بالشكل الذي يضمن توفير المعلومات والبيانات والتفاعل مع الفئات المستهدفة من مختلف الخطط والبرامج في الوقت والزمن المناسب، مما سيكون له الأثر الإيجابي في الشراكة بين مختلف الأطراف ذات العلاقة وتكاملية الأدوار بينها للوصول إلى الأهداف المراد تنفيذها في مختلف القطاعات وبالشكل الذي يلبي الطموحات في الاستفادة بشكل أكبر من مختلف الفرص الموجودة وينعكس أثره على المجتمع والاقتصاد الوطني بلغة أرقام ومؤشرات بالإمكان الاعتماد عليها في الخطط والبرامج التي ستنفذ لاحقًا.