3 مليارات دولار مساعدات عسكرية أمريكية.. و2000 طائرة مسيرة وذخائر من بريطانيا

بعد 6 أشهر من الغزو الروسي.. الرئيس الأوكراني يتعهد بـ"تحرير المناطق المحتلة"

كييف- موسكو- رويترز

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء، في خطاب بمناسبة مرور 31 عاما على استقلال بلاده عن الاتحاد السوفيتي، إن أوكرانيا ولدت من جديد مع الغزو الروسي قبل ستة أشهر، وتعهد بطرد القوات الروسية نهائيا.

وبعد تحذيرات على مدى أيام من أن موسكو ربما تستغل ذكرى استقلال أوكرانيا في شن المزيد من الهجمات الصاروخية على مدن رئيسية، فُرض حظر التجول في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بعدما تعرضت لقصف على مدى شهور. ويوافق يوم الاستقلال الأوكراني ذكرى مرور ستة أشهر على إرسال روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا. وألغيت احتفالات الأمس، لكن الكثير من السكان أحيوا ذكرى الاستقلال بارتداء قمصان مطرزة من الزي الوطني. وفي خطاب مؤثر للشعب، قال زيلينسكي إن الهجوم أحيا روح الأمة. وقال "ظهرت أمة جديدة في العالم يوم 24 فبراير الساعة الرابعة صباحا. لم تولد بل ولدت من جديد. أمة لم تبك أو تصرخ أو تخف. أمة لم تهرب. لم تستلم، ولم تنس". وتعهد الزعيم البالغ من العمر 44 عاما، الذي كان يتحدث من أمام النصب التذكاري للاستقلال في كييف مرتديا زيه العسكري، باستعادة المناطق المحتلة في شرق أوكرانيا وكذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014. وقال "لن نجلس على طاولة المفاوضات بدافع الخوف، والبنادق موجهة صوب رؤوسنا. بالنسبة لنا، فإن أفظع أنواع الحديد ليس الصواريخ والطائرات والدبابات، بل الأغلال. ليست الخنادق، بل القيود".

وحضر زيلينسكي وزوجته في وقت لاحق قداسا في كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف مع زعماء دينيين من جميع المعتقدات الرئيسية في أوكرانيا.

ولم تحقق روسيا تقدما يذكر في أوكرانيا في الأشهر الأخيرة بعد طرد قواتها من كييف في الأسابيع الأولى من الحرب. وقال جنود أوكرانيون على خط المواجهة في الشرق إنهم أكثر حماسا من عدوهم.

وقال جندي يدعى يفهان لرويترز "كل شعبنا يهتف لنا. وكذلك البلد بأكمله والدول الأخرى التي تساعدنا أيضا. روحنا القتالية أفضل منهم".

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في اجتماع لوزراء الدفاع في أوزبكستان إن روسيا أبطأت عن عمد ما تسميها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا لتجنب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

وحذر زيلينسكي من احتمال التعرض "لاستفزازات روسية بغيضة". ودعا الجيش الأوكراني الناس إلى أخذ التحذيرات من الغارات الجوية على محمل الجد. وقال إن هجمات جوية وصاروخية جديدة أصابت مبانٍ سكنية.

وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين وأجبرت أكثر من ثلث سكان أوكرانيا البالغ عددهم 41 مليونا على ترك منازلهم ودمرت مدنا وهزت الاقتصاد العالمي. ويعتريها الجمود إلى حد بعيد مع عدم وجود احتمال فوري لمحادثات سلام. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة مساعدات لأوكرانيا بنحو ثلاثة مليارات دولار للأسلحة والعتاد في "أكبر شريحة من المساعدات الأمنية حتى الآن" تقدمها واشنطن لكييف، بينما قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للأوكرانيين إنهم مصدر إلهام للعالم. وأضاف في رسالة مصورة "يمكنكم الاعتماد على دعم حلف شمال الأطلسي. قدر ما يتطلبه الأمر".

وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، بسطت القوات الروسية سيطرتها إلى مناطق الجنوب ومنها سواحل البحر الأسود وبحر آزوف وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي تضم مقاطعتي لوجانسك ودونيتسك.

والتقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف أمس للاحتفال بيوم استقلال البلاد، ووعد بتقديم حزمة أخرى من الدعم العسكري. وقال مكتب جونسون في بيان إن الحزمة البالغة 54 مليون جنيه إسترليني (63.5 مليون دولار) ستتضمن ألفي طائرة مسيرة وذخائر تُمكن الجيش الأوكراني من تتبع القوات الروسية الغازية واستهدافها بشكل أفضل.

وقال جونسون، الذي لم يتبق له سوى أقل من أسبوعين في منصب رئيس الوزراء، على تويتر: "ستواصل المملكة المتحدة الوقوف إلى جانب أصدقائنا الأوكرانيين. أثق في قدرة أوكرانيا على الانتصار في هذه الحرب".

تعليق عبر الفيس بوك