إلى وزارة التربية والتعليم وجهات عدة

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

يتطلع سكان أي بقعة أيًا كانوا لأن ينعموا في موطنهم بالراحة والاستقرار وبالأمن والأمان والعيش الرغيد الهني، وأن يكونوا جميعهم متساوين في الحقوق والواجبات، والقدرة على العيش بعزة وكرامة وحفظ ماء الوجه، ومواكبة التطورات والأحداث والأوضاع المختلفة، ومنها غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السلع والبضائع والبترول والرسوم الحكومية، وقيمة استهلاك الكهرباء والمياه وغير ذلك، ويتطلع كل منهم لأن ينعم في بلده بالراحة والرخاء والاحترام والتقدير وحرية الرأي والتعبير.

ومضت دول عدة مفعلة لهذا الجانب بأن جعلت إنسانها في الدرجة الأولى من الاهتمام والمتابعة والعناية به، وفي مقدمة أولوياتها ودرجات العمل، فوفرت تلك القيادات والإدارات التي تقودهم، كل السبل المريحة التي تجعلهم ينعموا بأوضاع نفسية آمنة ليس فيها تدهور للأسر ولا للأفراد. وبين فترة وأخرى يتعاظم ذاك الاهتمام وذاك الحب لإنسان تلك الأرض، وافتتحت له المدارس والمستشفيات وكل المؤسسات لخدمته. وقد جُعلت بيئات المدارس لتكون في قمة الرقي والراحة والتطور والحداثة والنظافة لمنتسبيها الطلاب، لكن أصبح الطالب لدينا في بعض المدارس الحكومية، حينما يريد الذهاب إلى دورات المياه ينفر ويكره تلك اللحظة، ويمسك نفسه حتى يعود للبيت، والسبب أن دورات المياه تعاني من قلة النظافة.

إن الصيانة الدورية للمدارس يفترض أن تتم في فترة الاجازة، وحل مشكلة دورات المياه في المدارس الحكومية يجب أن يأخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام في كل وقت، فالطالب له حق مثلما المعلم والمدير له حق في أن يجد حمامًا نظيفًا، عندما يريد أن يقضي حاجته، وهذا الموقف يذكرني بحمامات بعض المساجد على الطرق بين المحافظات.

وأتساءل ما دور المسؤول هنا؟ هل عليه البقاء في مكتبه يحتسي القهوة والشاي، ويتصفح جواله واضعًا رجلًا على أخرى، وكأنه في فندق خمس نجوم غير آبهٍ بما يحدث؟!

إن هذه المشاهد أتذكرها عندما كنا طلابًا في ثمانينات القرن الماضي؛ إذ قلَّما وقتها تجد حمامًا نظيفًا، وإن وُجد فإنه عند أول استخدام يتسخ لخلوه من ماء..

فأي بيئة تعليمية نوفرها للطالب؟ وأي تربية على النظافة وجمال المرافق ونظافتها نعلمه؟ بينما حمامات بعض مدارسنا الحكومية يتقزز منها طلابنا!!

أين المتابعة أولًا بأول من المسؤولين؟ ولماذا لا يكون هناك عمال مخصصون لدورات المياه فقط، كما هو ينبغي أن يكون؟! بينما في المقابل حمامات المدارس الخاصة أفضل بكثير من حيث نظافتها.. أين دور وزارة التربية والتعليم في نظافة حمامات المدارس، وجعلها نظيفة على مدار الوقت، ولماذا كل الحمامات أرضية، لماذا لا يكون نصفها حمامات حديثة، والنصف الآخر حمامات عربية؟!

إنني أناشد وزارة التربية والتعليم تدارك هذا الأمر، فطلابنا لهم الحق أن يجدوا بيئة المدارس نظيفة.

إن بطء تحسين جودة الخدمات في المرافق العامة، لا يخدم مسيرة التنمية مطلقًا؛ بل قد يرسم صورة غير صحيحة، ويوجه بأصابع اللوم والاتهام إلى بعض المسؤولين لتقصيرهم في واجباتهم، وهو مؤتمنون عليها!

هناك تساؤل آخر مطروح للجهة المعنية بعمل ازدواجية طريق هيماء ثمريت؛ إذ الذي بلغنا أن جزءًا من هذا الطريق لم يتم استكمال ازدواجيته، أيعقل هذا الذي سمعناه ونسمعه؟! فهل هذا الطريق حتى ينجز بشكل كلي يحتاج بعد إلى سنوات طويلة؟! ثم هل التأخير وعدم الانتهاء منه يعود إلى ضعف الميزانية مثلا؟!

إذا كان هذا الحال في طرقنا ومدارسنا ومستشفياتنا ومساجدنا وتديرهن الحكومة، فلا عجب إذن أن يعجز المواطن البسيط، عن الوفاء بالتزامات عياله وأهله ونفسه وعيشه وسكنه، فالله المستعان.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة