في التسعين (10)

 

د. خالد بن حمد بن سالم الغيلاني

khalidalgailni@gmail.com

@Khalidalgailani

عبر حديث واتسابي لإحدى المجموعات المهتمة بالشأن الرياضي، ذكر أحد الإخوة الحضور عبارة لا يزال صداها يتردد في مسامعي منذ أيام؛ كان يقول: الرياضات الفردية سبيلنا نحو الإنجازات العالمية، ولعمري فإنَّ هذه العبارة رغم قصرها لكنها تحتاج إلى شديد الإمعان والتفكير فيها.

وبالتالي فإنَّ التسديدة الأولى في هذا المقال العاشر إلى من يقع على عاتقهم رسم السياسات العامة في المجال الرياضي، وإعداد الخُطط الاستراتيجية لبناء جيل رياضي إن حضر في المحافل الدولية بزّ غيره، وسجل حضوره، ورفع علمنا خفاقا عاليا، وتردد النشيد السلطاني بين أرجاء المكان تشدو به حناجر عُمانية، وترتفع به أنوف أعدت واستعدت، وعملت واجتهدت؛ فكان الإنجاز حاضرا ماثلا.

إن اعتبار الألعاب الفردية وإعداد المجيدين في مختلفها هدفا استراتيجيا أصبح بالغ الأهمية، خاصة في ظل عدد من المشاركات صاحبها عدد من الأرقام والإنجازات؛ نحن بحاجة إلى تبني هذا الهدف وإعداد وسائل تنفيذه، ودعم الجهات المعنية، فإن تم ذلك سيؤتي أكله ثمرا طيبا.

التسديدة الثانية هي وقفة إجلال وإكبار للغواص العُماني عمر بن عبدالله الغيلاني؛ الذي أصبح علامة دولية في مسابقات الغوص، وتوشح بالذهب أينما شارك وحضر، هذا التوشح هو توشح عماني بامتياز، ورفع لعلمنا بالدرجة التي تدعو للفخر والاعتزاز.

ورغم أن تفوق عمر ليس بالغريب فهو من بيئة بحرية، ومن أحفاد رجال طوعوا البحر وأخضعوه، فإن يكن حفيدهم هكذا فهذه هي طبيعة الحال، ومستقر الأمر.

ولقد حان الوقت ليحظى هذا الغواص العماني بما يستحق عرفانا بما أنجز، وإعدادا لما هو قادم، وتحقيقاً لحضور عماني متوج ويتوج بالذهب، وعلى كل ذي اختصاص الالتفات الجاد لهذا الشاب العماني، والعمل على دعمه ومساندته.

والتسديدة الثالثة، وقفة إجلال أخرى لشباب ألعاب القوى الذين حققوا أرقاما جديدة، وميداليات ملونة عديدة، في عدد من المسابقات، إن هذا الإنجاز لهم بطبيعة الحال لم يأت من فراغ؛ وإنما جاء ببذل ورغبة من اللاعب، ومن ثم بجهد من تابعه فنيا وإداريا وماديا ومعنويا، فلكل صاحب جهد شكرا وتقديرا، وهذه بدايات وجب استمرارها، وأرقام وجب تجاوزها، والسعي لأفضل منها.

ولنعلم جميعًا أن البدايات قد تكون سهلة؛ لكن الاستمرار والمحافظة والتقدم في سُلم الإنجاز بحاجة لعمل مستمر ومساندة دائمة ورؤية واضحة.

فكم من منجز تحقق، ثم سرعان ما ذهب صاحبه لعدم الرعاية والمتابعة والاهتمام.

التسديدة الرابعة: يومان وينطلق دوري عمانتل، وتبدأ الأندية في تنافسها الذي نتمنى أن يكون أفضل فنيا وجماهيريا، وبأمانة شديدة فإنَّ نجاح الموسم مرتهن بأمور عديدة؛ فلا مجال لتكرار أخطاء تحدث كل عام، ولا مجال لظهور مثالب في العمل الواقعي أثناء سير المباريات، ولا مجال لكثرة التعديل في مواعيد المباريات، ولا مجال لقلة نقل المباريات نتيجة جداول الدوري المضغوطة، ولا مجال لقلة الحضور الجماهيري، ولا مجال لكثرة الأخطاء التحكيمية.

إن كل ذلك يتطلب قيام الجميع بدوره كما يجب، والحرص على إكمال الأمور كما ينبغي، وألا يترك أي أمر مهما صغر لاحتمالات مختلفة، أو لظروف قد تطرأ.

إن تكرار نفس الإشكالات والملاحظات سنويا؛ دلالة على عدم الاستعداد والتخطيط الجيد، وأن العمل فردي أكثر منه جماعي.

والتسديدة الخامسة؛ للأندية التي لا زال استعدادها متواضعًا، ولا زالت تجاربها لخوض غمار المنافسة تسير ببطء شديد، ولا زال عدد منها لم يسجل العدد الكافي من اللاعبين عبر نظام التسجيل المتبع.

وللأسف الشديد فإن هذا الأمر يتكرر كل عام، ورغم علم الجميع بأثره الفني على جودة المستوى والأداء، ونجاح المسابقة، ومتابعة المباريات؛ لكن يظل الحال كما هو.

وهنا أناشد الجميع للعمل بشكل أكثر نضجا واحترافية، والإعداد للموسم بالشكل الذي يتناسب مع الأهداف المختلفة، ويعزز قدرات اللاعبين، ويمكنهم من الاستفادة الحقيقية، ويساعد الأجهزة الفنية على تنفيذ برامجها بالشكل الذي يساعدها على القيام بأدوارها وتنفيذ برامج عملها.

الرياضة مجال رحب واسع، لا يستطيعه الجميع، ولا يدرك ضرورة العمل الجاد فيه إلا من أحب هذا المجال، واشتغل فيه، وغاص في دهاليزه.