سالم كشوب *
sbkashooop@gmail.com
بتنظيم من جريدة "الرؤية"، وعلى مدار يومين، تنطلق هذا الأربعاء، بفندق كراون بلازا صلالة، فعاليات المنتدى الخليجي للتنمية المستدامة، الذي يحمل في دورته الأولى عنوان "مسار تنموي خليجي واحد"، بمشاركة نُخبة من المتخصصين وأصحاب التجارب الناجحة في مجال التنمية المستدامة؛ وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار. وهنا في هذا المقال، لابد من الإشادة بالفعالية المقامة؛ كونها تتناول موضوعا مهما، ليس فقط في السلطنة، وإنما في محيطنا الخليجي والعربي، وهو التنمية المستدامة الواقع والمأمول منها على المدى القريب والمتوسط، لاسيما ما يجمعنا في خليجنا الغالي من عوامل قوة وتشابه يُمكن الاستفادة منها في محاولة بناء منظومة خليجية موحدة، فيما يتعلق بعمل مسار تنموي خليجي واحد، تتشارك فيه جميع الأطراف ذات العلاقة بالتنمية المستدامة؛ سواء كان قطاعا حكوميا أو خاصا أو مؤسسات مجتمع مدني تقع عليها أدوار مهمة سواء فيما يتعلق بتجويد عمل تلك المؤسسات أو خلق منظومة تضمن فاعلية دورها في مختلف المجالات بالشراكة الإيجابية مع مختلف الشركاء؛ مما يضمن تحقيق نتائج ملموسة إيجابية يمكن قياس الأثر المتحقَّق منها بمؤشرات علمية تضمن الاستفادة من التغذية الراجعة لمختلف جهود ومبادرات الشركاء ذوي العلاقة بالتنمية المستدامة.
ولا شك أنَّ جائحة كورونا أثرت كثيرا على مفاصل الحياة، ليس فقط في دول الخليج، وإنما على مستوى العالم؛ وبالتالي من الأهمية بمكان إعادة النظر في بناء مسار يضمن توفير البيئة المحفزة، لاسيما للقطاع الخاص، فيما يتعلق بمساهمته في التنمية المستدامة التي- للأسف- ارتبطتْ في مُخيَّلة العديد بموضوع سمعة تلك المؤسسات والشركات واقتصادها ودورها على جانب التسويق والدعاية للقطاع الخاص، بدلا من النظر إلى دورها المجتمعي ومسؤوليتها الأكبر من نطاق تحسين سمعتها وتواجدها في المجتمع؛ الأمر الذي يتطلب بناء آلية توفر أفضل الممارسات العلمية في مجال التنمية المستدامة، والتي من المفترض أن لا تركز على الجيل الحالي، وإنما تضمن تلبية احتياجات الأجيال القادمة، وتحمل أبعادا اجتماعية وبيئية وغير مُقتصرة فقط على البُعد الاقتصادي، وكذلك من الأهمية بمكان الاستفادة من التقنيات الحديثة، والأدوار التي من المُفترض أنْ تقوم بها مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات البحث العلمي لمعالجة أوجه القصور، وإيجاد الحلول والمقترحات لتحقيق أقصى استفادة ممكنة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وختاما.. نتمنى كل التوفيق والنجاح للقائمين والمشاركين في هذه الفعالية، التي تتضمن في يومها الأول أوراقَ عمل وتجارب ثرية وحلقة نقاشية حول محورين مهمين؛ هما: الرؤى المستقبلية خليجيًّا، ومتطلبات توحيد الجهود للتنمية المستدامة، وآليات تطوير مؤشرات التنمية خليجيا، بينما سيتضمن اليوم الثاني ورشا تدريبية متخصصة، ونتمنى كذلك أن يكون لتوصيات هذه الدورة الأولى الأثر الإيجابي في إيجاد مسار موحد للتنمية المستدامة في خليجنا الغالي لدى كافة شركاء النجاح في هذا الموضوع المهم.
* عضو جمعية الصحفيين العمانية