"THE LINE".. مدينة المستقبل

حمد وهب الملحم العنزي *

"ذا لاين".. مدينة المُستقبل وعنوان المُدن الذكية بالكامل، تقع داخل نيوم شمال غرب المملكة العربية السعودية على البحر الأحمر، وتتميز بتضاريسها المتنوعة التي تضم صحاري حمراء ممتدة وجبالاً تكسوها الثلوج شتاءً بإطلالة على خليج العقبة، 40% من سكان العالم على بُعد 6 ساعات جوًّا، و13% من تجارة العالم تمر عليها من خلال البحر الأحمر.

أبدأ مقالتي بعد اسم الله بكلمة صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس إدارة شركة نيوم: "سيتغلَّب مشروع "ذا لاين" على التحديات التي تواجه البشرية في الحياة الحضرية في وقتنا الحاضر، وسيُسلط الضوء على الطرق البديلة المبتكرة للمعيشة. لا يمكننا تجاهل تحديات المعيشة والأزمات البيئية التي تواجه مدن العالم اليوم، ولكن نيوم تحتل موقع الصدارة في تقديم أحدث الحلول وأكثرها ابتكاراً لتخطّي هذه التحديات. وتقود نيوم فريقاً من ألمع العقول في العمارة والهندسة والبناء لتجسيد فكرة التشييد العمودي واقعاً نعيشه".

تُعتبر بحق مدينة "ذا لاين" نموذجاً فريداً عن المدن التقليدية؛ حيث إنها خالية من الانبعاثات الكربونية؛ كونها خالية من الشوارع والسيارات؛ إذ ستمد المدينةَ بالكامل طاقةٌ متجددة بنسبة 100%، كما ستكون 95% من مساحة نيوم طبيعة محمية لن تُمس. وستُصمم وسائل التنقل والبنية التحتية لخدمة الإنسان وليس العكس كما يحدث في المدن التقليدية. وستبلغ مدينة "ذا لاين" 200كم عرضاً، و170 كم طولاً، و500م ارتفاعاً فوق سطح البحر.

ستحتضن "ذا لاين" 9 ملايين نسمة داخل مدينة ستُبنى بإذن الله على مساحة 34 كم مربع فقط، وبالتالي ستصل آثار البنية التحتية إلى أدنى مستوياتها، لتكون النتيجة مستويات فائقة من الكفاءة غير المسبوقة في توظيف موارد المدينة. كما ستضمن المناخ المثالي على مدار العام للسكان للاستمتاع بالطبيعة المحيطة والوصول إلى جميع المرافق في غضون 5 دقائق مشياً، إضافة إلى منظومة متكاملة للتنقل عبر قطار فائق السرعة، يصل بين أقصى نقطتين داخل "ذا لاين" في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة.

تتميز المدينة بالتالي: وصول مباشر للطبيعة بمنهجية غير مسبوقة، حيث سيتيح تصميمها الفائق التطور وصولاً سريعاً ومباشراً إلى الطبيعة في غضون دقيقتين مشياً عبر مساحاته المفتوحة على مستويات وارتفاعات متعددة، حيث يمكن للجميع الوصول السهل إلى الطبيعة المحيطة والاستمتاع بمناظرها الخلابة وجبالها الشاهقة وسمائها الصافية، في مدينة ستتحرر من قيود الزحف العمراني بفضل انخفاض آثار البنية التحتية فيها.

إضافة إلى الهواء النقي للجميع؛ حيث ستتميز المدينة بخلوها من الانبعاثات الكربونية بفضل تخليها عن طرق تقليدية للبنى التحتية تستهلك الكربون بكثافة، كالسيارات والطرق. وستمد المدينةَ طاقةٌ متجددة بنسبة 100%، بما في ذلك تشغيل الصناعات والقطاعات فيها. وسيكون لتكامل الطبيعة مع المساحات المفتوحة في جميع أنحاء المدينة دور أساسي في جودة ونقاء الهواء.

فضلاً عن الوقت الأطول لقضائه مع الأحبة؛ حيث سيتمكن الجميع من الوصول إلى جميع مرافق المدينة في 5 دقائق مشياً، وستوفر شبكة التنقل العام داخل المدينة بتقنياتها الفائقة رحلة تقطع المسافة بين أقصى نقطتين في المدينة في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة، كما ستعزز تقنيات الذكاء الاصطناعي جميع الخدمات المؤتمَتة وستضمن وسائل الراحة القريبة داخل أرجاء المدينة للسكان سهولة اللقاء بأسرهم وأصدقائهم وأحبتهم واستمتاعهم بقضاء أوقات أطول معهم.

المناخ المثالي على مدار العام ميزة أخرى؛ حيث صُممت مدينة "ذا لاين" بعناية فائقة لتتمتع ببيئة مثالية فيها مساحات كافية لخلق مناخ محلي من أجل ضمان أقصى استفادة من أشعة الشمس ودخول الهواء الطبيعي والظل، وخلق توازن طبيعي في حركة الهواء دخولاً وخروجاً. إضافة إلى ذلك، ستعمل المساحات الخضراء المفتوحة في جميع أنحاء المدينة على تحسين الراحة لجميع السكان والزوار والعاملين فيها.

أضف إلى ذلك: جودة الحياة بمستوى عالمي؛ حيث ستجد النخب اللامعة، إذ يتيح مشروع "ذا لاين" خوض تجارب اجتماعية واقتصادية لا مثيل لها، في مدينة تخلو من التلوث والحوادث المرورية، إلى جانب رعاية صحية وقائية على مستوى عالمي، ستهيئ السكان لحياة أطول وتساهم في استمتاعهم برغد العيش.

 

* كاتب سعودي

تعليق عبر الفيس بوك