في التسعين (8)

د. خالد الغيلاني

في المقالات السابقة، كثُرت التسديدات، وكنت أخالها تهدأ بين حين وآخر، لا سيما ونحن على مشارف بداية موسم جديد، ولكنها تزداد، بل وتكون شديدة بحاجة لحارس مُتمرس يصدها، أو أن يخدمه الحظ فتأتي تسديدة طائشة، أو يلعب القائمان والعارضة دورا في صدها أو الحد من شدتها.

والكرة الأولى مُسددة لمن يهمه واقع الفرق الأهلية المنتشرة في مختلف الولايات، والتي تعتبر منتمية للأندية، داعمة لبرامجها وأنشطتها، هذه الفرق التي من المفترض أنها شريان حيوي نابض يُغذي الأندية، ويساعدها في تحقيق أهدافها الرياضية خصوصا، والمجتمعية على وجه العموم. لكن في حقيقة الأمر هناك عدد لا يستهان به من الفرق الأهلية ترى نفسها منظومة مستقلة تمامًا، لها محبوها، ومشجعوها المنتمون إليها، ولها مصادر دخلها وداعموها بشكل يجعل المسألة محل نظر؛ وليس هنا النظر في التفاعل والدعم والحضور اللامحدود للفريق الأهلي؛ وإنما في السلبية الواضحة تجاه التعامل مع النادي الذي كان يجب أن ينظر إليه أنَّه الأصل والمستحق للدعم والمساندة.

إنَّ هذا التعصُّب للفرق الأهلية، بطبيعة الحال يُؤثر على الأندية وحضورها المجتمعي، وتفعيل برامجها، والمشاركة في المسابقات المختلفة، لابد من تنظيم العلاقة بين الأندية وفرقها الأهلية وإعادة توجيه مسار هذه العلاقة بما يُؤطر تراتبيتها وطبيعتها وسبل تطورها وتفعيلها، وإعطاء كل ذي مسؤولية مسؤوليته.

التسديدة الثانية: مباراة السوبر التي يُفتتح بها الموسم الكروي، وما يتم تداوله بعدم وجود جوائز مالية لها كبطولة سنوية، وحسب علمي في بطولات سوبر سابقة كانت هناك جوائز مالية تمنح للفريقين بطل السوبر ووصيفه؛ فإن كان هذا الأمر صحيحا فمع كونه تراجعا للخلف في وقت ننتظر فيه السير قدما نحو الأمام؛ فإنه أمر غير مقبول ذلك أنَّ المسألة ليست وجود جوائز من منظور مادي، بقدر ما هي دلالة على حسن التخطيط واستدامة العمل القائم على رؤى واضحة وأهداف حقيقية، كما أنَّها دلالة على تسويق حقيقي يقوم على مرتكزات واضحة ومحددة وبعيدة المدى.

ليس من المناسب أبدا أنْ لا يتم استغلال مثل هذه المنافسات ورفع قيمة الجوائز المحددة لها، فهناك هوة تتسع بين مصاريف المسابقات المختلفة وبين العائد منها أو من تسويقها، وهذا يسبب عجوزات تدفع بالكثيرين لعدم المشاركة أو المشاركة غير الفاعلة، والجميع يدرك أثر ذلك على جودة اللاعبين، وضعف الحضور في المشاركات الإقليمية والقارية والدولية.

التسديدة الثالثة: للخبر المتداول برفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم 2026 إلى 48 منتخبا؛ مما يفتح المجال لزيادة المقاعد وفرصة أكبر للمنتخبات لبلوغ النهائيات، طبعا لمن أعد لذلك عدته، وخططه، وبرامجه، وليتنا نبدأ سريعًا جدًا لنكون من أولئك الذين ينالون مقعدا في التنافس العالمي.

وعسى أن نكون في الرياضة حيث ينبغي أن نكون.