كن محضر خير.. وإلا فلا!

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

تتنوع أشكال الممارسات والأفعال على هذا الكون من عامة البشر وخاصتهم؛ فمنهم من يعيش متصالحا مع نفسه والآخرين ولا يحب الشر لأحد، ومنهم من همُّه كيف يجعل حياة الآخرين جحيما ونكدا وهما ومشاكل؛ لأنَّ حياته هو ضائعة ومجملها هم ومشاكل وليست سوية، وبالتالي يكون هم ذاك الإنسان خراب البيوت وزعزعة استقرار الناس والأسر، والزج بمن يركن إليه ويستمع له إلى الحضيض والهاوية، لأنه هو الحضيض للأسف.

الكثير من الأمور تحدث بشكل مستمر في حياتنا ومجتمعاتنا، ونسمعها كثيرا ودائما، وهي دائمة التكرار والحدوث، وحينما يكون فاقد الشيء لا يعطيه فهذه مصيبة كبيرة، إذ لا يكف شره عن الآخرين إن حرم هو ألا يكون خيرا، ولقد تعلمنا أنه "قل خيرا أو اصمت"، حتى تسلم من أن تكون فتانا أو مخربا أو حاقدا أو حاسدا أو مغتابا أو نماما، وهم للأسف كثيرون، ويحدث ذلك حتى بين الأخ وأخيه وبين الأخت وأختها، وبين الأم وبنتها وبين الأب وابنه، فسبحان الله إنه أمر غريب فعلا.

يتورط الإنسان أحيانا كثيرة حينما يضعه القدر في مواجهة مع ناس أقل منه فهما واستيعابا وذكاءً وفطنة، وقالوا بأن الإنسان ليس "جرابَ سح" لتفتح من أول وهلة أعلاه لتكتشف جودة ما بداخله، فمن خلال التجربة بالمعاشرة والاختلاط، يتضح لك معدن أؤلئك الناس.

حقيقة.. هنالك أمور تحدث قد تجعلك مستغربا ومندهشا، وهو مثلا كيف لشخص ما أن يكون مُنصتا لمن يأتيه بالوشاية، فالمولى عز وجل يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".

لماذا لا نكون مُتسلحين بالعلم والإيمان وبالوازع الديني، الذي يجعلنا لا نضر الآخرين أو نخرب بيوتهم، سواء بيت أخي أو بيت أختي أو بيت صديق أو صاحب أو جار، فتسلحنا بالعلم ومحافظتنا على صلواتنا وقراءتنا للقرآن الكريم، يجعلنا في حصانة وأن لا نسمح للواشي أو للمفتن الخوض بيننا، بأحاديث من شأنها خراب بيوتنا أو زعزعة استقرارها، أو كيف نسمح له بأن يبعث لنا برسائل يدس السم من خلالها بأنماط وأساليب مختلفة.

أقول لهذا الصنف "يا فلان، اتق الله، فإن كنت فاشلا أو ضائعا في حياتك، فلماذا تُريد أن تخرب وتضيع بيت أخيك أو أختك؟ لماذا تراقبين زوجها وعلى كل صغيرة وكبيرة تقولي لأختك الجاهلة، لماذا يفعل زوجك هكذا وفعل هكذا؟ لماذا تتدخلين أو تتدخل في هكذا أمور؟ وأنتِ أيتها الزوجة أو أيها الزوج، لماذا تترك لأختك فرصة التدخل في حياتك وشحنها بالقيل والقال؟

للأسف.. كثيرون هم أعداء النجاح ومُحبو الفشل، وسبحان الله يحدث ذلك حتى بين الأخوين أو الأخوات، أو حتى بين الأم وابنها؛ فهل تصدق أنْ تكون أمًّا ناقمة على ابنتها وحاسدة لها في معيشتها وأولادها وحياتها الزوجية، سبحان الله!!!!

هل تصدق أن هنالك أمًّا تغار من ابنتها وتكرهها لأن البنت أصبحت أفضل منها وأنها مُتحققة وتعيش مع زوجها وأولادهما بسلام؟

هل تصدق أن توجد أخت أيضًا ناقمة على أختها وحاسدة وحاقدة عليها للأسباب التي تقدَّم ذكرها؟ وهل تصدق أن يكون هنالك أيضاً أخ بنفس الطريقة؟

سبحان الله.. ما هذا العالم المليء وحوشًا بشرية، إنه فعلا أمر محزن.

أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن لا يجعلني حاقدا ولا ناقما على أحد، والحمدلله أتمنى الخير لكل الناس بالقدر الذي أتمناه لنفسي، وإن لم أكن محضرَ خير، فلا يمكن أن أكون محضرَ شر لأي إنسان، ولا يمكن أن أكون فتانًا أو مُغتابًا أو نمامًا.

هناك أناس همهم التفريق بين الآخرين، ويسوؤهم أن يروا حياة اثنين مليئة بالحب والاستقرار والسعادة، وأقول للصنف الأول من الناس سواء نساء أو رجالا، هذا الحقد الذي في قلوبكم سيقتلكم ولا يغسله ويذهب به إلا تقربكم إلى الله تعالى وإدامة الصلاة وقراءة القرآن.

إنه والحال كذلك فإنكم ستعيشون تأكلون أنفسكم وتضيقون على أنفسكم، وفي النهاية لن يحدث إلا ما كتب الله تعالى.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة