في التسعين (6)

د. خالد بن حمد الغيلاني

khalid.algailni@gmail.com

@khaledAlgailani

 

ما أكثر الضربات التي سُدِّدت خلال هذا الأسبوع في التسعين، وما أكثر الأخذ والرد حولها، وهل احتسبت أهدافا أو غير ذلك، ولربما بعضها اخترق الشباك من قوة التسديد، أو لعل الشباك كانت ممزقة ولم يتم التأكد من سلامتها.

فالكرة الأولى كانت عبر اختيار المنتخب الكاميروني أبوظبي لتكون مقرًّا لمعسكره الذي يسبق سفره لقطر كواحد من ممثلي القارة الإفريقية في كأس العالم "قطر 2022"، ورغم الاجتهادات التي بذلها نادي صحار من أجل تسجيل هذا الحضور ولفت أنظار الكثيرين إلى صحار كمدينة نفخر ونعتز بها، وكنادٍ له حضوره، وسعيه المشكور.

فيا تُرى هل كان ذلك المشروع الذي لم يكتمل صحاريا فقط؟ أم كان ينبغي أن يكون وطنياً تشحذ له كل الهمم، وتسخر له كل الإمكانات؟ ولماذا لم يخيَّر المنتخب الضيف بين مسقط وصحار؟ فبطبيعة الحال هناك فرق في توفير الإمكانات والمسافة بين المدينتين، وبأمانة شديدة هل بذلنا جهدا مستحقا حتى يختار أحد المنتخبات مدينة عمانية ليعسكر فيها، فرصة رائعة لو تم استغلالها والعمل لها منذ فترة مبكرة.

والآن.. هل من الممكن أن نعمل بجد واجتهاد كوجهة للجماهير العالمية القادمة من مختلف دول العالم، والحاضرة بالملايين، لتكون بلادنا وجهة لهم ومستقرا خلال فترة المباريات، يذهبون لحضور مباريات منتخباتهم ثم يعودون؟

المسألة بحاجة لعمل، والعمل بحاجة لرغبة، تدفعها همة عالية، وتواصل مع مختلف المعنيين، ولعل وعسى.

أما الكرة الثانية؛ فكانت هذه الخلافات التي تطفو على السطح بين فينة وأخرى في هذا الاتحاد أو ذاك، الاختلاف في الرأي سنة محمودة إذا كان هدفها الإصلاح، وتحقيق المصالح الوطنية، أما لفرض رأي، أو إسقاط آخر فهذا من الأمور التي لا خير فيها ولا رجاء منها، لقد حدد النظام الأساسي لمختلف الاتحادات ضوابط العمل وأسسه، التي لا بد من احترامها وتفعيلها، فلا قرارات فردية تخدم العمل، ولا تحزبات تساعد في التطوير والإنجاز، ولا صمت من الجمعية يصل بنا للهدف المنشود.

لقد أصبح من الضروري جدًّا إما أن تفعّل الجمعيات دورها على الحقيقة أو أن تتدخل الوزارة بحكم أنها مصدر الصرف والتمويل ولها حق المتابعة والمحاسبة، فتضع كل أمر في نصابه وموقعه، إذ إنه لا مجال لنقاشات واستقالات هنا وهناك.

وأهمس بصدق في أذن كل من يسعى لتهدئة هذا أو ذاك؛ فالأمر هنا ليس خلافا شخصيا يتطلب إصلاح ذات البين، وإنما عمل مؤسسي إما أن يكون أو لا يكون.

ولا تقل "لا" بعد أن قلت "نعم".

الكرة الثالثة: علاقة الأندية بالاقتراض من البنوك المحلية، وتنظيم هذا الأمر بشكل فيه المنع الصارم لا السماح وهذه حقيقة الأمر، ذلك أنك كلما سمحت بأمر وشددت في بلوغه، فأنت تمنعه بالسماح به.

عمومًا.. لستُ مع السماح بالقروض للأندية؛ فهي لا تزال مؤسسات أهلية غير ربحية، وبدلا من مسألة القروض فالأولى توجيه هذا الأمر لتعزيز الاستثمارات؛ فلماذا لا يكون هناك مشروع تشرف عليه الجهة المختصة؛ يتعلق بتمويل من البنوك لبناء أراضي الأندية دون فوائد وتأجيرها، ويقسم الدخل بين النادي وجهة التمويل بإشراف مباشر من ذوي الاختصاص؟

لماذا لا يتم إطلاق مبادرة وطنية وإنشاء صندوق لدعم الأندية، له ضوابطه وأسسه وشروطه وآليات العمل والصرف والتمويل وكيفية تحقيق الاستدامة المالية من خلاله، للأندية دور في كثير من الأمور فإن تجاوزته أو تخلت عنه لابد من إعادتها إليه.

الكرة الرابعة: حضرتُ بدعوة كريمة من شيخ كريم ختام بطولة نادي الوحدة الرياضي؛ ولأول مرة أرى جمهورا حاضرا بتلك الكثافة، وذلك الحماس، جمهور لم تتسع له المدرجات ولا أسطح البنايات والمنازل، جمهور شاب رائع. وأثناء المتابعة تساءل أحد الإخوة: أين يذهب هؤلاء الشباب غدا بعد الختام؟ نعم.. أين يذهبون؟

وهنا.. وجب على الجهات المختصة الالتفات لهذا الأمر بالضرورة المهمة؛ فشغل أوقات الفراغ للشباب وتفعيل دور الأندية وضخ المبالغ اللازمة لذلك ضرورة ملحة، تحمي الشباب أولا وتقي المجتمع مهالك السوء.

الكرة الأخيرة: الرياضة وموقعها في رؤيتنا ومؤشرات ذلك الموقع المراد بلوغها، فهل نحن ماضون على الحقيقة في ذلك؟ هل مظاهر بلوغ المؤشرات الوطنية من الرياضة ظاهرة معروفة واضحة لنا؟ هل الوقت في صالحنا لبلوغ الأهداف والغايات؟

كم أتمنى أن تكون الإجابة "نعم" على الحقيقة.

الأكثر قراءة