وقفات مع مخدر القات!

◄ يتوجب على الجميع معاونة الجهات المعنية للضرب بيد من حديد على يد من تسول له نفسه المساس بسلامة المجتمع.

 

سعيد غفرم

Said.gafaram@gmail.com

يُعتبر مُخدر القات من الآفات الخطيرة التي تستهدف مجتمعنا العُماني، خاصة فئة الشباب؛ لأهداف ربحية في المقام الأول، واستدراجهم نحو الإدمان؛ مما يتسبب في انتشار الأمراض النفسية والجسدية والعقلية الناجمة عن تعاطيه، إضافة إلى تفشي الجرائم في المجتمع، وما يُصاحب ذلك من مشكلات أسرية واجتماعية، وزيادة العبء المادي على الجهود الوطنية المبذولة للحد من انتشاره.

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو كثرة الأخبار المتداولة في الصحف المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، بشكل متكرر، حول العثور على كميات كبيرة من مخدر القات في عدة مواقع في محافظة ظفار، وإلقاء القبض على بعض التجار والمروجين لهذا المخدر؛ سواء من المواطنين أو الأجانب؛ مما يستدعي من الجميع أفرادًا وجماعات الوقوف على هذه الهجمات الشرسة للنيل من قيمنا الإسلامية وموروثنا الأصيل الرافض لهذه السلوكيات الضارة بصحة وسلامة المجتمع؛ لذلك تُعتبر التوعية في مختلف الوسائل الإعلامية أمرًا في  غاية الأهمية للوقاية من الوقوع في براثن هذه المخدرات التي أصبحت تنتشر بشكل خطير بين الشباب في الآونة الأخيرة، وكذلك يتوجب على الجميع معاونة الجهات المعنية بمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التي تقدم تضحيات كبيرة في مكافحة هذه الآفات للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بسلامة واستقرار المجتمع في نشر هذه السموم على أراضيه.

فكيف نحمي أنفسنا ومجتمعنا من مخاطره؟

تبقَى الأسرة هي الحصن المنيع الأول لمواجهة مخاطر مخدر القات واستفحاله في المجتمع؛ من خلال دورها الرقابي على الأبناء، خاصة في مرحلة المراهقة، وفي غرس القيم والأخلاق الفاضلة منذ النشأة، ومتابعتهم في تحصيلهم الدراسي وفي اختيار الصحبة الصالحة لأبنائهم.

كما ينبغي على الجهات الحكومية المعنية بالتأهيل والتوظيف السعي لتوفير فرص العمل للشباب؛ بحيث لا يتجهوا إلى الانحراف والمتاجرة بهذه المخدرات لإشباع احتياجاتهم وتلبية متطلبات الحياة الراهنة، وكذلك تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية للوقاية من تعاطي مخدر القات وغيره من المخدرات الأخرى؛ من خلال تكثيف الحملات الإعلامية التوعوية بأضراره في المدارس والجامعات والمساجد وفي الأماكن العامة والمراكز التجارية، وتمكين دور الإخصائي الاجتماعي والنفسي والمصحات العلاجية لعلاج الآثار المترتبة على التعاطي والإدمان لتحقيق التعافي المنشود.

فلنقف جميعاً صفاً واحداً تحت شعار "نحو مجتمع خالٍ من المخدرات".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة