بولي توينبي والضرائب و"الجارديان".. في جملة واحدة!

بدر الشعيلي

@bader_sk

بُولي توينبي كاتبة وصحفية لدى صحيفة "الجارديان" البريطانية منذ العام 1998م، اعتادت في مقالاتها الكتابة عن المشكلات التي تُعاني منها دولتها وهي بريطانيا، وقد أصدرت كتابها الأخير "The lost decade 2010-2020" بالتعاون مع ديفيد والكر، والذي تضمَّن مسحًا لأبرز الاضطرابات التي حدثتْ في المجتمع البريطاني خلال الفترة التي درسها الكتاب، والتي تعد الفترة الأكثر اضطرابًا في تاريخ بريطانيا، وناقش الكاتبان فيه العديد من القضايا، كمعدلات الجريمة، وأزمة العقارات..وغيرهما.

بولي توينبي تكتب في مقال لها على صحيفة "الجارديان" البريطانية بعنوان: "لماذا لا يزال لدى المملكة المتحدة مثل هذا الموقف المخزي تجاه الضرائب والفوائد؟"؛ مناقشةً الضرائب الهائلة التي استاء منها الكثير من المواطنين البريطانيين، ومظهرة تعاطفًا كبيرا وواضحا مع الأسر الفقيرة، مشيرة إلى أنَّ الوضع البريطاني في هذه الضرائب لا ينبغي أن يستمر طويلا.

"ماذا حصل لهذا البلد؟!".. هكذا صدَّرت بولي مقالها بسؤال استنكاري طرحته على القراء، لتكمل قائلة إنَّ المد المتصاعد من الأسر الفقيرة في ازدياد دائم بسبب الحرمان الذي تمارسه الأنظمة الظالمة في بريطانيا، وعوَّلت بالسبب على نظام الضرائب المرهق الذي يزيد الفقير فقرا، والغني غنى.

وقد كان المقال حاملًا لصورة مُواطنين متظاهرين كتبوا على لوائحهم بالإنجليزية "أزمة غلاء المعيشة هي الفقر الذي سببته الدولة"، وقد أشارت الكاتبة إلى أن عناوين المقالات التي تنضم تحت عنوان (The  Guardian’s heat or eat diaries) هي في المرتبة الأولى تحاول كشف الغطاء عن الحياة القاسية التي تعيشها الأسر تحت مستويات الفقر.

ونزولا على رأي بولي، أعتقد بشكل شخصي أنَّ نظام الضرائب لا تتحمله الشعوب؛ لأنه باختصار يزيد من نسبة الفقر في الدول، ويجعل المال يدور بين الأغنياء فقط، وهذا ما أشارت إليه توينبي عندما ذكرت بأن إحدى الدراسات توصلت إلى أن الاختلال بين الفوائد التي تطلبها الدولة وحاجة الشعب إلى عدمها، أدى لدفع 1.1 مليون طفل إلى الفقر. لذلك؛ فإن الضرائب تحتاج إلى مزيد من النظر في منافعها المادية التي تجلبها الدولة، وبين رميها للشعوب في مزيد من الفقر.

وقد صدقت بولي توينبي عندما ادعت أننا "نحتاج للرجوع إلى الوراء"، وتقصد أننا محتاجون لأن نتأمل الماضي وندرسه لأن الوضع لا يحتمل بالنسبة للأسر الفقيرة التي يزداد عددها يومًا بعد آخر، وفي هذا نظرة استشرافية للمستقبل؛ لأن الشعوب إذا وضعت تحت نير وشدة الفقر، خرجت إلى الشوارع مطالبة بحقوقها، وقد تسعى لتخريب ممتلكات الدولة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة