ألمانيا تستقبل سلطان السلام

راشد بن حميد الراشدي  *

عندما يحط الطائر الميمون رحاله بإحدى أهم الدول الأوروبية، مُحملاً برسائل السلام والوئام واحترام الغير، وبناء جسور من العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون في كثير من المجالات، مع أكبر الدول الصناعية المتميزة والمتخصصة في معظم الصناعات الكبرى، لتحقيق الاستفادة المتبادلة للبلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية منذ عشرات بل مئات السنين، تجد أنَّ الخَطْب كبير، وأن الزيارة ذات أهمية كُبرى، خاصة وأنها أول زيارة رسمية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.

الزيارة تحملُ معانيَ كثيرة لخيريْ البلدين والعالم، في ظل ظروف صعبة يمر بها العالم جراء حروب وأزمات مالية وصحية وضعف في اقتصاديات عدد كبير من البلدان، وكذلك في ظل أطر التعاون التي تنشدها سلطنة عُمان مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، لعقد عدد من اللقاءات وتوقيع عدد من التفاهمات والاتفاقيات في مجالات عدة، سوف يستفيد منها البلدان الصديقان، خاصةً وأن عمان تتمتع بموقع إستراتيجي وغنى بمواردها الطبيعية واستقرارها السياسي وسمعتها بين دول العالم .

مُباحثات جلالة السلطان المعظم سوف تحملُ البشرى بإذن الله، واستشراف أهمية هذه الزيارة من خلال متابعة المحللين العالميين لها تُعبر عن أهميتها؛ فعُمان ذات مُرتكز سياسي واقتصادي كبير، لعبت ولا تزال دورا محوريا مهمًّا في المنطقة من أجل سلام العالم أجمع.

سيد عُمان وقائد مسيرتها المتجددة يعي تماما كل هذه الأدوار ومكانة عُمان اليوم بين دول العالم في فكر مستنير مُتقد الهمم، يحمل تاريخ دولة عصرية ضاربة في قدم التاريخ بأمجادها وبطولاتها التي يتحدَّث عنها القاصي والداني، وأن عُمان هي محور معظم مباحثات السلام في المنطقة، وأن أدوارها الريادية الهادئة هي من شكلت ميزان السلام والتوازن الدولي في العديد من الصراعات التي نشبت أو كادت تنشب بين بعض الدول، والتي كانت ستجني من ورائها المنطقة الدمار والخراب.

اليوم.. نسأل الله التوفيق لسلطان البلاد المفدى وهو يَحطُّ رحاله في جمهورية ألمانيا الاتحادية بدعوة من مستشارها، وعُمان يكسوها الفخر والاعتزاز بمثل هذه الزيارات السامية، والتي بإذن الله ستحقق الخير للوطن في شتى مجالات ومناحي التعاون والاستثمار مع جمهورية المانيا الاتحادية الصديقة.