د. خالد بن علي الخوالدي
Khalid1330@hotmail.com
يُقال إنَّ صناعة الفرح مُكلفة لكنها سلعة تستحق العناء؛ فقيمة رسم الابتسامة على وجه طفل لا تُقدَّر بثمن ولا تعادلها كنوز الدنيا، وقد دفع شباب من هذا الوطن من صحتهم ووقتهم لرسم هذه الابتسامة؛ من خلال مناشط وفعاليات متنوعة على مدار إجازة عيد الأضحى المبارك.
إجازة هذا العيد رغم قِصَرها إلا أنَّها كانت ميدانًا مفتوحًا للعمل والجهد والمثابرة على تقديم وجبات دسمة من الفنون العُمانية والشعبية في مختلف أرجاء السلطنة عامة، وفي محافظة شمال الباطنة خاصة، وتعريف جيل "الآيباد" بهذه الفنون الأصيلة التي لم يتعودوا عليها، ولا يعرفون عنها، وتنوَّعت الفعاليات لتشمل ما يُطرب له الأطفال من ألعاب ومسابقات وهدايا، كما أن محبِّي المسرح الكوميدي كان لهم نصيب، وتوزعت الفعاليات والأنشطة لتزرع الابتسامة للصغير والكبير، والمرأة والرجل، في ولايات: السويق والخابورة وصحم وصحار ولوى وشناص.
ما تمَّ تنفيذه خلال إجازة عيد الأضحى المبارك من فعاليات ترفيهية هي بجهود شبابية مُقدَّرة وتُرفع لهم العمامة عاليًا؛ لما قاموا به من عمل لتشكيل قاعدة ترفيهية مستقبلية لمحافظة شمال الباطنة. ولا شك أنَّ هذه الجهود سوف تستمر وتتطور، وسيكون لها أثر كبير في المستقبل لخلق سياحة ترفيهية وطنية تجعل المواطن والمقيم في غِنى عن الخروج خارج الدولة لترفيه أطفالهم.
لا أحد يستهين بهذه الجهود أو يقلل منها، أو يستهين بما تمَّ تقديمه، بل إنَّ هذا العمل في نظري سوف يُشكل نواة حقيقية ربما لمهرجان ضخم يجمع ولايات المحافظة لتكون شمال الباطنة الحاضنة لسياحة الترفيه وصنع الجمال؛ فـ"بداية الألف ميل تبدأ بخطوة"، ومع التشجيع والتحفيز والتفكير في استثمار طاقات الشباب لتحقيق صناعة الفرح وجعل المحافظة ذات المقومات الرائعة في المقدمة لتشكيل نواة مهرجان كبير بل مهرجانات متعددة ومتنوعة ومتخصصة، وسوف يكون للمحافظة السَّبق في صناعة سياحية تاريخية وتراثية وتعليمية وترفيهية...وغيرها من أنواع السياحة التي لها أثر كبير في صناعة الفرح وتنشيط الحركة التجارية والعقارية والاقتصادية والاستثمارية.
لقد تفاعلت مُؤسسات مُختلفة لصناعة هذا الفرح، فلم يقتصر العمل على المؤسسات الحكومية، بل كانت مؤسسات المجتمع المدني فاعلة ومؤثرة إلى جانب الأندية والفرق الأهلية، ورغم قِصَر فترة الإعداد، إلا أنَّ التميز كان واضحًا والجهد أثمر خلق أجواء من الفرح والسعادة، وكانت الفعاليات حديث الشارع، مستبشرين بأنَّ القادم أجمل، والمستقبل مُبشر لجعل محافظة شمال الباطنة جاذبة سياحيًّا وترفيهيًّا، وعلامة فارقة في صناعة الفرح.
ودمتم ودامتْ عُمان بخير...!