الغرق.. في لحظات إهمال

‏راشد بن حميد الراشدي *

أنفس بريئة تنشد الفرح في يوم عيد، وأطفال أو كبار أهملتهم أسرهم وقِلة فهمهم لمخاطر الأودية والبحار، وكذلك البرك المائية التي جَذَبتهم بصفائها بعد جريان الأودية، فحدث ما لم يُتوقع من المآسي والأحزان.

مخاطر كبيرة تَحِيق بمن يذهب لتلك الأماكن بلا احتراز ولا وعي، ذهبت بسبب تلك الغفلة  أرواحٌ بريئة لم تُدرك حجم تلك المخاطر. واستهتار بنصائح رجال الدفاع المدني والجهات المسؤولة الأخرى، وعدم تطبيق لما يُوجه للجمهور من نصائح، حتى حدث ما لا يحمد عقباه.

أمطارُ الخير هطلتْ على عُمان، مُحمَّلة ببشر الغيث للأرض، وأجواء الطبيعة تنشد الجمال برائحة المطر وانخفاض درجات الحرارة، مع إجازة العيد؛ حيث انطلق الجميع للاستمتاع بتلك الأجواء الرائعة الجميلة في رحلات جماعية أو فردية إلى الأودية والسهول والشطآن والعيون، ولكن يجب أن يتوخَّى الجميع الحيطة والحذر، كل من موقعه الذي ذهب إليه؛ سواء أمام وادٍ أو برك مائية أو عند نقاط الالتماس الكهربائي للأماكن المكشوفة التي تحيط بها المياه كبرادات الماء المنتشرة أو أعمدة المصابيح الكهربائية في الطرقات، وكذلك عند ارتياد السواحل والبحر للاستمتاع بجوها الجميل.

إنَّها أقدارُ الله، ولكن يجب على كل منَّا تحمُّل مسؤولية الحذر على عائلته وأهله، وتوعيتهم ومراقبة الأطفال منهم، وعدم تعريضهم لمثل هذه المخاطر، كما حدث خلال الأيام الماضية.

إنَّها حالات غرق في لحظات إهمال؛ حيث يجب:

1- تكثيف جهود التوعية في هذا الجانب.

2- وجود مراقبين أو رجال الدفاع المدني في الأماكن السياحية بصورة دائمة خاصة بمحافظة ظفار في موسم الخريف.

3- مُعاقبة المخالفين ليكونوا عِبرة لمن تُسوِّل له نفسه الاستهتار بأرواح الناس.

4- مسؤولية الأسرة والمجتمع كبيرة في هذا الجانب، خاصة مع الأطفال؛ لأنهم غير مدركين للمخاطر.

5- الابتعاد عن الأماكن الخطرة عند هطول الأمطار أو عند هيجان البحر على الشواطئ، خاصة الحالة الخاصة ببحر العرب وهيجانه في هذا الوقت من العام.

سلَّم الله الجميع من كل سوء، وحفظكم وأهليكم من كل شر وخطر؛ فالعمانيون والوافدون والزائرون لعُمان على قدر المسؤولية دائمًا، وهذا ما نأمله ونتمناه منهم في كل حين، ولا نحب أن نسمع عن حالات غرق أخرى.. سلَّمكم الله، وقُوا أهليكم وأسركم مخاطر الغرق وغيرها بوعيكم ورعايتكم لهم؛ فهم أمانة في أعناقنا جميعًا.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها من كل مكروه، وسلمكم وأهليكم من جميع المخاطر، ومتعكم بنعم الله وغيث السماء.

 

* إعلامي - عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية