العنف ضد المرأة

فاطمه هبيس الكثيرية

أولا: مفهوم العنف، عند الوقوف على معنى العنف نجده كل سلوك مؤذ للآخرين وله العديد من الآثار الجسدية والنفسية واللفظية قد لا يدركها إلا من تعرض للعنف:

  1. فمن الناحية النفسية يسبب الأمراض النفسية العديدة الخوف الشديد والفزع والقلق الدائم وعدم التركيز والشعور بالضياع والحزن والاكتئاب وقد يؤدي إلى الانهيار العصبي أو الاختلال العقلي أحيانا، وصعوبة التواصل مع الآخرين والشعور بالحقد والكراهية تجاه المعتدي، وكذلك قلة الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان.
  2. ومن الناحية الجسدية يؤدي العنف إلى الإصابات المختلفة من تشوهات وحروق عند استخدام مواد حارقة أو نوع من الإعاقة، وقد يؤدي إلى الوفاة عند ممارسة العنف ضد الضحية بشكل مبالغ فيه.

وهناك أضرار شتى بسبب العنف كأن يحاول المعتدى عليه الانتقام من المعتدي والأخطر من ذلك أن يتطور ليصيب المجتمع فيفكر بالانتقام من المجتمع الذي لم يرد على المعتدي، ولم يرفع الظلم عنه وأمور أخرى يصعب حصرها في مقال متواضع كهذا، ولكن ما أود التطرق إليه بشكل أعمق هو العنف ضد المرأة تحديدا على مدى العصور.

العنف ضد المرأة في الجاهلية

من أبشع مظاهر العنف ضد المرأة في الجاهلية، هو وأد البنات؛ حيث يدفن الأب ابنته وهي حية دون رحمة قال تعالى: (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُون).

اعتبر المجتمع الجاهلي المرأة سلعة تورث و تباع وتشترى بلا أدنى اعتبار لقيمتها كإنسان.

حرمت من الميراث فلم يكن لها الحق فيه في ذلك العصر الظالم حتى جاء الإسلام وحرم ذلك.

ولكن للأسف استمر العنف والظلم ضد المرأة كاستمرار الموت يحصد الأرواح بأشكال مختلفة منذ تلك الحقب الزمنية إلى عصرنا الحديث.

العنف ضد المرأة في العصر الحديث

ولا زال مسلسل العنف مستمرا ضد هذا المخلوق الضعيف في هذا العصر بشكل هستيري ومخيف، منها:

  • الاتجار بالنساء؛ حيث يتم الاتجار بالنساء بشكل لا يتخيله عقل بل أصبحت تجارة رائجة ولها مكانة في عالم الجريمة فهناك دول موردة للنساء ودول مستوردة.
  • الاغتصاب؛ حيث إن اغتصاب النساء أثناء الصراعات بين الدول المتناحرة والعصابات في الحروب الأهلية أمر لا مفر منه وحق مكتسب لهؤلاء الظالمين، فقد اغتُصبت في رواندا أثناء الحرب الأهلية في سنة 1994 ما بين ربع إلى نصف مليون امرأة، وكذلك تم اغتصاب ما بين 20000 إلى 50000 امرأة في البوسنة على أيدي الصرب، وذلك في أوائل التسعينات من القرن الماضي.

ولم يكتفِ العالم بهذا العنف ضد المرأة؛ بل زاد هذا العنف إلى حد ذبحها ذبح النعاج (بصرف النظر عن المبررات) ممن يدعي أنه يحبها حبًا جمًا لا لذنب ارتكبته ولكن لأنها رفضت الزواج منه فأي حب هذا؟ إنها كرامة الرجل وجبروته فهو لم يتقبل فكرة الرفض.

وهناك الابن الذي تجرأ على ضرب أمه وإهانتها إرضاء لزوجته متناسيًا قوله تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما».

وهناك أمثلة لا حصر لها من أشكال العنف الممارس ضد المرأة في عصرنا الحديث عصر التكنولوجيا والتطور والتقدم العلمي المذهل وأيضا عصر الحريات وحقوق الإنسان بل وحقوق حماية الحيوان وحماية البيئة.

وحريٌ بنا أن نضع بين يدى القارئ الكريم بعض الأسباب من وجهة نظرنا المتواضعة لهذا العنف، والتى يأتي في مقدمتها ضعف التنشئة الدينية التي جعلت المرأة في منزلة عالية يكفي أن هناك في القرآن سورة تسمى "النساء"، ناهيك عن الكم الزاخر من الأقوال والأفعال لنبي الإنسانية بحق المرأة، ثم يأتى غياب القدوة الصالحة لدى الكثير من الشباب في عصر الانترنت، وأيضا النظرة الدونية من بعض ضعاف النفوس للمرأة.

وختامًا.. أين حقوق المرأة التي كفلها لها الإسلام والقانون الدولي لحقوق المرأة والمنظمات العالمية ويوم المرأة وغيرها؟!

تعليق عبر الفيس بوك