راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).. هكذا هو ديدن الحياة كما أرادها الله عز وجل بين مفقود ومولود نعيش اللحظات التي تبهرنا ببريقها وتجذبنا إلى دنيا فانية لا مصلحة للعبد فيها ولا اطمئنان إلا بذكر الله وما أوجده الله له من سعي للرزق وعمارتها بتقوى الله والإحسان إلى بني جنسه من البشر.
نفقد أعزاء على قلوبنا وكلنا وجِل على ذلك المصاب الجلل الذي قدره الله وآمنا نحن بقدره وتدبيره ومع سويعات المساء تأتينا الأخبار لابن عزيز وأخ كريم من إخوتي الذين عايشتهم في مراحل العمر والذي اعتبره أخا لم تلده أمي، وقد أينع قطافه في أبنائه الذين بدت مراحل الشباب تبهج نفسه لرؤيتهم تأتي الأخبار بفاجعة وفاة ابنه البكر في حادث أليم، قدره الله له في لحظات كان الأمل ينغرس فيه بحياة كريمة ممتدة الأفق.
قال تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ).
غراس حياته وبهجة فؤاده يغادر المكان وضحكاته مع أقرانه ووده الذي يحمله نحو أبيه وأمه وأهله يُكلم الأب والأم وأسرته في فجاءة المصيبة وهول الفقد.
إنها أقدار الله التي يؤمن بها المؤمن محتسبًا أمره لله في كل ما يمر به في هذه الحياة من مصائب لينال أجر احتسابه مضاعفا من رب العالمين.
فقد الابن أمر جلل صعب على الأب والأم والأسرة وهو في ريعان شبابه وعنفوان الحياة الفانية وقد لامست برّ هذا الابن لأبيه وأمه وأسرته و
أقرانه، وعايشت من قريب مراحل حياته منذ ولادته وقد ربطتني بوالده وخاله وأسرته أخوة صادقة منذ الصغر ومع مراحل الشباب في مدرسة واحدة، كنا نعمل فيها وفي حياتنا اليومية.لا نقول إلا: أجبر الله مصابهم وغفر لابنهم وأسكنه فسيح جناته بإذن ربه.
هكذا نرحل كما رحل الأولون وتبقى الذكريات عزيزة لكل عزيز رحل عنا مع الدعاء الصادق أن يجمعنا الله جميعًا بعد رحمته في زمرة سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وتحت لوائه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اليوم يفقد أحد إخوتي فلذة كبده ودعاؤنا له أن يجعله الله غراساً له في الجنة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.