ولاية سناو.. تاريخٌ تليد وحاضرٌ مشرق سعيد

 

راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

ها هي ولاية سناو لبست حلل الفخر والبهاء بما حظيت به من تكريم مستحق في رفعها إدارياً إلى مستوى ولاية من وطن يحمل البشر والخير للجميع، وقائد كريم ينشر الفرح في كل شبر من عُمان الغالية بما تحقق من منجزات ومشاريع وبنية خدمية متكاملة الأركان.

ولاية سناو وكغيرها من ولايات السلطنة الماجدة استبشر أهلها بذلك التكريم استبشارا كبيرًا فانطلقت مواكب الفرح إلى قلوبهم وهم يلهجون شكرًا لله المنعم ولجلالة السلطان القائد الباني- حفظه الله- وقد تحققت أمالهم وأمنياتهم بأن تكون سناو ولاية في هذا العهد الزاهر.

فهي ذات تاريخٍ تليد وحاضر مشرق سعيد وقد حظيت منذ بدايات العهد الزاهر المبارك بمنجزات الخير التي عمت عُمان قاطبة سهولها وجبالها وبحارها وجزرها ومدنها وقراها وهي ترفل في فضائل النعم والخدمات التي تلبي حاجة المواطن والمقيم والزائر.

تشتهر ولاية سناو بحركتها التجارية النشطة وبأسواقها وموقعها الوسطي بين عدد من محافظات السلطنة كما تشتهر بمساحتها الواسعة ومقوماتها السياحية الواعدة وبحاراتها وحصونها وتاريخها وعلمائها الأجلاء عبر تاريخ الولاية قديما وحديثًا إلى اليوم ولله الحمد.

ولعل أبرز ما يمكننا ذكره عن هذه الولاية العريقة من تاريخها القديم والذي ذكره الباحث خالد بن محمد الراشدي هو:

  • ولاية سناو ولاية قديمة جدا شهدت الهجرات العربية القديمة وقطنتها قبائل كثيرة؛ حيث كانت ولاية حتى عام ١٩٤٤ م.
  • يشمخ في عليائها حصن يسمى حصن العقير يُرجع بعض المؤرخين تاريخ بناءه إلى أيام القائد مالك بن فهم؛ حيث شهدت رسالة النبي الأعظم -عليه الصلاة والسلام- وانضوت تحت لوائه.
  • شهدت مرور جيوش الخلافة الراشدة إلى أرض المهرة في أيام الخليفة أبي بكر الصديق.
  • كما شهدت هجرة الملكين سليمان وسعيد ابني الجلندى إلى شرق أفريقيا من بطش جيش الحجاج والدولة الأموية.
  • كانت قاعدة حربية ودفاعية في أيام الإمام المهنا بن جيفر اليحمدي وقصة وسيم المهري.
  • أسوق ولاية سناو منذ القدم كانت شهيرة؛ حيث وجدت جرة خزف ساساني فيها عملات معدنية لعدة قرون مضت ولعدد كبير من الدول والحكومات وهذا في حد ذاته لغز يحتاج إلى دراسات معمقة لكشفه.
  • كانت مدينة مستقرة لم تنالها أيدي القرامطة وغيرهم؛ حيث لم يسجل التاريخ أي حدث يذكر عنها.
  • كما حظيت باهتمام اليعاربة؛ حيث شقت بها الأفلاج وشيدت المباني ورمم الحصن، وجامعه المقابل له وغيرها من الإنجازات.
  • حظيت ولاية سناو أيام فترة حكم اليعاربة بتعيين ولاة من العلماء؛ بعضهم من اليعاربة والبعض الآخر من قبائل أخرى مثل: ابن شوال المحيلوي وغيره.
  • حظيت ولاية سناو منذ حكم دولة البوسعيد بالكثير من الإنجازات. وكانوا يعهدون عليها أبرز القادة وعمال الدولة لإدارتها، وممن نزلها منهم السيد حمد ابن الامام سعيد بن أحمد؛ حيث كان يأتي لتفقد حصنها وبعده أصبح تحت إدارة عمه السلطان سلطان ابن الامام أحمد، وبعد ذلك نزل فيه السلطان سالم بن ثويني وجاء في نفس الفترة السيد فيصل بن حمود بن عزان، كما نزل فيه الإمام عزان بن قيس، فقد جاء زائراً ومتفقداً للحصن، بعدها نزل فيه السلطان تركي بن سعيد. واليوم تحمل ولاية سناو شرف تكريمها من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله-
  • ثارت ولاية سناو مع جيش السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي وأخيه سالم بن سلطان ومعها أخواتها ولايات الداخلية نزوى ومنح وأدم وإزكي وسمائل على حكم الشيخ الوالي الجبري ومساعده مطلق المطيري، وانتهت سيطرتهم عليها وعادت إلى حكم البوسعيدين الكرام.
  • حظيت ولاية سناو على مر العصور بنهضة علمية ومدارس عريقة خرجت علماء وقضاة وقادة كبار على مر العصور عرفتهم عُمان قاطبةً إلى يومنا الحاضر.

أما اليوم ومع تواصل مسيرة النهضة، حظيت ولاية سناو بمنجزات تحققت على ثراها كما تحققت في جميع ولايات السلطنة من خدمات أساسية: كشبكات الكهرباء والماء والهاتف والطرق ووجود مستشفى سناو والشرطة والمؤسسات الخدمية الأخرى، كما انطلقت المشاريع والحركة التجارية النشطة في هذه الولاية من خلال وجود سوق سناو التجاري وسوق الخميس وسوق الخضروات والفواكه بالإضافة إلى المحلات والمراكز التجارية الكبيرة ووجود أكبر منطقة صناعية في المحافظة.

كما يوجد في ولاية سناو عدد من المراكز والمكتبات الثقافية والعلمية لعل من أشهرها مركز سناو الثقافي الأهلي ومضامير كبيرة وفق مواصفات محلية وخليجية مجهزة لسباقات الهجن والخيل ومن أشهرها ميدان الأبيض لسباقات الهجن.

وتشتهر ولاية سناو اليوم بوجود عدد من الحارات القديمة والمسجد الجامع القديم ومآثر تاريخية أخرى لا زالت باقية إلى يومنا كما توجد بمختلف قراها عدد من الأفلاج التي تروي بساتين الولاية.

ولاية سناو تمتد إلى مسافة 130 كم ناحية الجنوب وهي ذات مساحة وتعداد سكاني كبير، وتوجد فيها أكثر من 80 قرية وتجمعًا حضريًا.

اليوم.. تستشرف ولاية سناو بتاريخها التليد وحاضرها المشرق السعيد تستشرف مستقبلا أكثر إنجازا ومنجزات ستتحقق بإذن الله على ثراها؛ فهي تتوق لأن تكون درة المحافظة في حراكها التجاري؛ حيث تأمل أن تحظى بعدد من مشاريع التجميل والطرق الخدمية والحدائق والمشاريع الكبرى الحكومية والخاصة؛ كمستشفى النماء والمنطقة الصناعية اللوجستية وغيرها من بشائر النهضة المتجدد ورؤية "عُمان 2040" المتنوعة الأفق لعهد جديد سيحقق مزيدًا من الخير والنماء لوطن معطاء كريم.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وألبسهم تاج الهناء والرخاء والإزدهار؛ فولاية سناو تجدد العهد بماضيها وحاضرها ومستقبلها بأن تكون ولايةً سباقةً للخير والوفاء لهذا الوطن وقائده المفدى.