ناصر بن سلطان العموري
يمثل الخنجر العُماني أحد الموروثات العُمانية الأصيلة والذي يتميز بنقوشه الجميلة وتصاميمها البديعة التي برع فيها الصاغة العُمانيون منذ الأزل، والتي تتطور شكلها من حقبة إلى أخرى، والخنجر هو الرمز الذي يميز العُماني عن غيره؛ حيث إن العُماني بزيه التقليدي هو أول ما يلفت نظر السائح لعُمان، كما إن للخنجر في حياة العُماني مكانة خاصة، فهو رمز للانتماء والرجولة والشهامة والتقاليد، ولا يكتمل الزي العُماني التقليدي إلا بالخنجر المشدود إلى وسط الرجل بحزام من نوع خاص مزخرف ومطرز بالفضة البراقة.
ومن حق كل عُماني الاعتزاز بلبسه الرسمي الوطني وخاصة لبس الخنجر، لما في ذلك من عز وفخر له، وهذا الاعتزاز والفخر يجب أن يكونا في المناسبات التي أن يتواجد فيها العُماني، وتكون مرتبطة بالأفراح والأتراح والمناسبات الأخرى؛ كالتكريم والتتويج والأحداث المهمة والمناسبات الكبرى، والتي تكون خالدة ومحفورة في ذاكرة الزمن.
وكون الخنجر جزءٌ لا يتجزأ من الزي العُماني الأصيل واستخدمه واضح وملموس ويظهر جليًا في الأعياد الدينية والوطنية والمناسبات الرسمية، كما إنه واجب وعرف تقليدي وليس اختياريًا، لكن لوحظ في الآونة الأخير، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التقليل من مكانة وهيبة الخنجر من خلال لبسه في مناسبات وأماكن وأحداث لا تليق بمقدار وحجم الخنجر العُماني، والشواهد والأمثلة على ذلك كثيرة وعديدة.
وبعد ظهور العديد من المقاطع التي تقلل من مكانة وهيبة الخنجر العُماني الأصيل، فمن المفترض أن يُحدد استخدام الخنجر باستثناء المناسبات الرسمية والاجتماعية والدينية، كما أسلفنا، لا أن يظهر الخنجر متربعًا على شخص في مناسبة مكونة من عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد، ولمناسبة أقل ما يقال عنها أنها عادية ولا ترقى لمستوى الحدث.
وتجد فئة من النَّاس تقوم بلبس الخنجر في بعض المناسبات والتي لا يمكن تسميتها مناسبة؛ لأنها في حقيقة الأمر لا ترقى أن تكون بحجم مناسبة، كمن يفتتح محلًا تجاريًا أو يقوم بغرس شجرة أو افتتاح متنزه صغير، أو أحداث ليست بتلك الأهمية التي تستدعي أن يتقلد الواحد فيها الخنجر العُماني ويظهر للإعلام وكأنه يفتتح مشروعًا حيويًا مهمًا، وكأن الخنجر أصبح يُلبس من أجل الدعاية والإعلان وبغرض التصوير فقط، وذلك بما يتنافى مع الغاية الأسمى من لبس الخنجر العُماني المهيب.
السؤال هنا.. هل هناك تعميم وضوابط صادرة من جهات ذات علاقة بعملية تنظيم لبس الخنجر؟! خصوصًا لنوعية المناسبات الرسمية! أسوة بما هو حاصل من وضع ضوابط للباس الرسمي اللائق عند مراجعة الجهات الحكومية. لا ننكر أن لبس الخنجر حق مشروع للجميع، لكن للخنجر هيبته ومكانته ولا يجوز التقليل منها، وإلا أصبح الموضوع عائمًا ومطاطا يتم استغلاله من كل من هبّ ودب، دون حماية قانونية تُذكر وهذا بطبيعة الحال لا يليق بجزء من شعار الدولة.