دولة الإمارات العربية المتحدة والمرحلة الجديدة

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

فُجِعَتْ الأمة العربية والإسلامية منذ أيام برحيل صاحب السُّمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد سنوات من البذل والعطاء، قضاها في خدمة شعبه وبلده والأمتين، وشعوب الأرض قاطبة، وإننا إذ نشاطر إخواننا وأشقائنا وأهلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، أحزانهم في مصابهم الجلل، ندعو الله جلت قدرته، أن يتغمد فقيدهم وفقيدنا وفقيد الأمة والعالم أجمع، بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تعيش فترة استثنائية ملؤها الحزن والأسى بوفاة قائدها ورئيسها الشيخ خليفة- رحمه الله- الذي سار على نهج المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- لتبدأ مرحلة جديدة يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد- حفظه الله- الذي يحمل مع إخوانه بقية حكام الدولة، تطلعات وخطط استراتيجية جديدة وحديثة، للمضي قدمًا إلى أن تبقى دولة الإمارات العربية المتحدة وأهلها، في مصاف الدول المتقدمة، كما فعل ذلك من قبله والده وأخوه الشيخ خليفة، تغمدهما الله بواسع رحمته وأسكنهما فسيح جناته.

والعلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، قوية ووطيدة منذ القدم، علاقات أهل وأخوة وجيرة ومحبة، حرص العاهلان الكبيران السلطان قابوس بن سعيد وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراهما- على إدامتها منذ زمن طويل، وذلك بتعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين لما فيه مصلحتهما؛ فكان هناك الكثير من آفاق التعاون التجاري والاقتصادي والصناعي والعملي والعلمي بيننا، تتعلق بازدهار البلدين ورخاء مواطنيها، إضافة الى مجالات عديدة مختلفة شهدها البلدان.

وكان الشيخ زايد والشيخ خليفة رحمهما الله تعالى وأسكنهما فسيح جناته، حريصان على أن تكون عُمان حاضرة في ذاكرة التاريخ والإنسان الإماراتي والعماني، على اعتبار أنهم إخوة وأشقاء وجيران وأهل. فقد عمل الشيخ خليفة منذ توليه زمام الأمور في دولة الإمارات العربية المتحدة، على تفعيل ذلك من خلال أطر وتشريعات مختلفة، وكذلك عمل لجعل الإمارات مؤثرة في الساحتين الدولية والعربية خاصة، وتحظى باحترام العالم أجمع، وحاضنة لكل الكفاءات والقدرات التي تعمل جنبًا إلى جنب مع أبناء الدولة، إلى رقيها وتطورها.

فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة عضدًا وسندًا للجميع، وعضوًا فاعلًا في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في صف وعصب واحد، ولحمة وطنية واجتماعية ودولية واحدة، تنطلق من رؤى عديدة، هدفها خدمة الإنسانية جمعاء، ونشر السلم والأمن الدوليين.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت منذ عقود عديدة، تطورًا كبيرًا في جوانب إنسانية وحياتية واقتصادية مختلفة، فأصبحت دولة اقتصادية مؤثرة في العالم أجمع، وهذا لم يكن سيحدث، لولا حكمة قائديها الراحلين، الشيخ زايد والشيخ خليفة، تغمدهما الله تعالى بواسع رحمته وأسكنهما فسيح جناته.

وسلطنة عُمان وهي تمضي في تقدم حثيث يقوده حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لتشيد بما تحقق على دولة الإمارات العربية المتحدة من تقدم وازدهار شمل كافة المجالات، ولا شك أنها فخورة بما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة، من منجزات مختلفة في جوانب متعددة، وجلالة السلطان هيثم المفدى وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يعملان من أجل تطور بلديهما ونماء وازدهار ورقي شعبي البلدين، واستمرار العلاقات بين البلدين متينة وفي تطور وتقدم.

إن ما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من تطور، يتمثل في حداثة العمران وجمال مدنها والبنى التحتية في كل من إمارة أبوظبي العاصمة، وإمارات دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، وما تضمه هذه الإمارات من أماكن سياحية وترفيهية ونزل فندقية وغيرها، يدعو للإعجاب والسعادة.

والمرحلة المقبلة لا شك أنها ستشهد مزيدًا من التطور في الإمارات كلها، بقيادة رئيسها وقائدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي جعل من دبي وجهة سياحية مرموقة يفِد إليها الزوار من كل أصقاع الأرض، وكذلك حكام إمارة الشارقة والإمارات الأخرى في الدولة.

وفق الله صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مهمته وقيادته الحكيمة لبلده، متمنين كل التوفيق لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبًا بما يجلب الخير لهم، ويسبغ عليهم الله تعالى نعمه ظاهرة وباطنة، وحفظنا جميعًا وبلداننا ودول الخليج كافة، من كل سوء وشر ومكروه، وجعلنا دائمًا وأبدًا إخوة وأشقاء وأهلًا في السراء والضراء.

تعليق عبر الفيس بوك