د. خالد بن حمد الغيلاني
@khaledalgailani
هكذا هي طبيعة الحياة متسارعة في خطوها، قضاياها كثيرة متوقعة وغير متوقعة، تمر على الناس سريعا، نقف عندها كل بقدر اهتمامه وحسب ميوله ورغبته، ودائما عندما يكون عنوان المقال شرق وغرب؛ فهذا يعني أننا أمام قضايا من المهم الحديث عنها، وذلك لأنها تشكل أهمية لدى الكثير من أبناء المجتمع.
الدوام المرن
والذي يعني في أبسط صوره تمكين الموظفين من اختيار وقت عملهم من خلال تحديد أوقات العمل بمرونة أكبر، واتساع في الوقت يستطيع من خلاله الموظف تحديد وقت عمله بالشكل المناسب له.
وهو نظام تلجأ إليه العديد من الدول بقصد التخفيف من حالات الزحام المروري في طرقها، ومساعدة المستفيدين من الخدمة بطول الوقت المتاح فيه تقديمها، ويوفر للموظف وقتا يستطيع الاستفادة منه بشكل شخصي، ويعطيه مساحة مناسبة لتحديد أنسب الساعات لدوامه في قالب مريح، وأكثر إنتاجية.
إذن بشكل عام هو نظام جيد، ومن المؤمل أن يعطي أكله المرجو، ويأتي بثماره ولو بعد حين.
وهنا على المسؤولين واجب كبير من حيث التوفيق بين الموظفين في اختيار الوقت المناسب، وعدم وجود الكثير منهم في وقت على حساب بقية الأوقات؛ ذلك أن المجتمع العماني له خصوصيته وطبيعته، ثم ارتباط الكثير منهم بأبنائه وبظروف ومواعيد مدارس أولادهم؛ الأمر الذي قد يشكل رغبة لدى الكثيرين للعمل في الفترة الأولى من الداوم المرن، وهي مسألة ليست بخافية على أحد.
إنه نظام جيد ومناسب وله ميزات خاصة على مستوى الإنتاج نأمل أن تكون ذات مردود واضح على سرعة إنجاز المعاملات في وقت قياسي وبأسلوب علمي متمكن، ونأمل من جهات الاختصاص متابعة سبل التنفيذ ورصد كل ما من شأنه دوام هذا الدوام المرن بما يُحقق أهداف العمل ومتطلبات الإنجاز.
رعاية الإبداع
الإبداع وكما عرفه المختصون أن تأتي بشيء جديد غير مسبوق، وتدخل فيما تقوم به ما يمكنك من بلوغ غايات إتمامه وإنجازه بدرجات عالية من الاتقان، يكون لها مردودها الإيجابي العالي، وتنال درجات رفيعة من الرضا والقبول.
وفي ظل ما يشهده العالم من حولنا من رغبة وسعي دؤوب لبلوغ مدارج عالية من الكمال العلمي، وتحقيق أهداف الثورات الصناعية المتطورة والتي نحن عند أعتاب الخامسة منها إن لم نكن قد وصلناها بالفعل والمعتمدة على درجات من الذكاء فائق القدرة والجودة.
لقد تنبهت الكثير من الدول ممثلة في مختلف مؤسساتها العلمية والبحثية والتدريبية إلى ضرورة رعاية الإبداع والمبدعين وتقديم كل دعم لازم ورعاية ممكنة؛ تساعد بشكل كبير على الاستثمار الرابح في هؤلاء المبدعين المتمكنين.
وهنا أدعوا الجميع إلى ضرورة زيادة الاهتمام وبشكل أكبر وأكبر بالمبدعين من أبناء عمان وفي شتى المجالات، رعاية فائقة يكون هدفها التمكين الكامل للإبداع والابتكار، وتفعيل الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة من خلال الزيارات المستمرة، واكتساب الخبرات اللازمة، وإقامة المؤتمرات والملتقيات العلمية، وتنفيذ المسابقات المحفزة ورعايتها ورصد الجوائز القيمة والمعززة والمحفزة للإبداع.
لقد أصبح الأمر ضروريا لتكون الرعاية للمبدعين على رأس الأولويات، وتوفر لها الإمكانات، ولنكن على يقين تام بأن بلادنا بها الكثير ممن يفوقون غيرهم في مجالات متعددة من الإبداع؛ فقط بنحن بحاجة ماسة ومُلحة لنكون مبدعين في رعايتهم والاهتمام بهم.
طموح التصوير
خلال الأيام الماضية حطت كأس العالم في مسقط؛ في جولتها في العديد من مدن العالم المختلفة، وهي في طريقها إلى دولة قطر الشقيقة مستضيفة هذا العرس الرياضي العالمي الكبير، ورغم أنني أفهم حرص الكثيرين على التقاط صورة مع هذي الكأس العالمية وهي فرصة قد لا تأتي؛ لكنني أرجو ألا تكون تلك الصورة منتهى الغاية والطموح، ذلك أن الغايات العظيمة تحتاج إلى البذل العظيم، والعمل العظيم، وكما قيل على قدر أهل العزم، ولا بد أن نكون ممن تصغر في أعينهم العظائم لا ممن تكبر في أعينهم الصغائر.
كم كنت أتمنى أن يكون الاستقبال لهذه الكأس غير الذي حدث، كم تخيلت أن يستقبلها عدد من لاعبينا القدامى مع لاعبينا الحاليين مع لاعبينا الذي نعدهم للمستقبل، ثم تطوف الكأس مسقط آملا في أن تحب الكأس مسقط وتتشوق مسقط لاحتضانها يوما، والجماهير تتلقاها بود وترحاب كما يحدث في استقبال الأحداث الكبيرة، ثم تدخل مجمع السلطان قابوس والجماهير العمانية العاشقة في انتظارها، فتقام مباراة أعدت لهذا الحدث، كم كنت أتمنى.
إن مشروع كأس العالم وبلوغها مشروع وطني، فإن فاتنا حلم 2022 يجب ألا نترك 2026، وهذا يتطلب عملا وطنيا خالصا، وحقيقة الأمر أننا إن أردنا تحقيق ذلك فقد أزف الوقت ولا مجال لأي تأخير، فالعمل العمل والبدار البدار، ولا عذر، وعسى ألا يكون طموحنا التصوير مجرد التصوير.
حفظ الله تعالى عماننا الغالية وسلطاننا المعظم وأبناء عمان الكرام المبدعين.