الأمثال الدينية في التراث الكويتي

 

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

 

بحفظ أدبنا الشعبي وتقاليدنا، ومعارفنا

الشعبية وتوثيقها، فإننا نصون التراث، وبذلك

تترسخ مبادئ الهوية الوطنية، وتتنامى في الروح

والوجدان، فنحفظ الهوية.

د. عبدالعزيز المسلم.

***********

عن معهد الشارقة للتراث صدر كتاب جديد للكاتب الكويتي طلال الرميضي بعنوان: الأمثال الدينية في التراث الكويتي، ومعنى الكتاب وموضوعاته واضحة من العنوان، والمفارقة هذه ليست أول مرة أكتب عن هذه النوعية من الكتب، فقد كتبت من قبل مقالين عن الأمثال الشعبية الكويتية للباحث الكويتي سعد بن مشلح، حيث يبين هذا الاهتمام من الباحثين بأهمية معاني الأمثال خلال الحياة ويومياتها، وهي أمور نعايشها خلال الحياة اليومية.

في أي حديث بين أي شخصين صعب ألا يتم طرح أو تداول مثل عامي أو آية قرآنية أو حديث شريف أو حتى بيت شعر فصيح أم شعبي، لذا أتت أهمية توثيق مثل هذه الأمور التي قد لايكون لتوثيقها أهمية بالوقت الحاضر نظرا لتداولها إنما الأهمية بالتوثيق هي للأجيال المقبلة، فالأمثال لها حياة كالبشر قد تكون بيننا متداولة اليوم لكنها بعد سنين تنسى وقد تضمحل ذكراها، هذه طبيعة الحياة المتعودة، لذا من الأهمية بمكان توثيق هذه الأمثال عبر أناس مؤهلين يفرزون الأمثال ويدونونها بأمانة لتكون مرجعا أمينا للمستقبل.

بدأ الكتاب بنذة واضحة عن حركة تاريخ تدوين الأمثال الشعبية الكويتية، وبعدها نبذة عن الأمثال الدينية في التراث الكويتي، عقب ذلك بدأت التفاصيل بتدوين وتأريخ ثلاثين بابا بدأت في باب القرآن الكريم، واختتمت بباب قدرة الله عز وجل، وبدأ واضحا للقارئ الجهد الكبير المبذول لإخراج هذه الوثيقة التاريخية الهامة، وجعلها مرجعا موثوقا يرجع إليه الباحثون والمهتمون بالأمثال الشعبية.

ومن الأمثلة المقتبسة من الكتاب ففي باب المساجد ذكر المؤلف المثل القائل: "البيت بيتك المسجد أدفا لك"، ذكره البشر في الصفحة 479-1، ويقول النوري في الصفحة 83 إنه يقال إن رجلا استضاف رجلا في بيته وبعد أن أطعمه وسقاه علم أنه يريد المبيت عنده، لكن المضيف خشي من الضيف، فقال له إن المسجد أدفأ لك من بيتي فنم فيه، ويقال المثل لمن يرحب بالضيوف، ولكنه لايؤطئ لهم فراشه (1)

وفي باب الجن والشياطين المثل القائل: جني وعطبة  (2) سجله النوري في الصفحة 101 بقوله إن العطبة هي قطعة من القطن أحرقت بالنار، تقول: أجد ريح عطبة، ويقال إن الجن عندما تتلبس الإنسان أو الحيوان  يقرب أحدهم العطبة من أنف المصاب، فيعطس فيذهب الجني عنه، وكأن الجن لاترتاح للعطبة وهذه الخرافة لا أساس لها من الصحة.

يضرب غالبا لمن يبتعد عما يكره فيقال، فلان لايحب هذا، فإنه كالجني وعطبة، ويضرب المثل في التناقض والاختلاف. هذا الكتاب وثيقة مهمة وجهد مشكور أتمنى أن يتوفر في المراكز البحثية ومعاهد وكليات العلوم الشرعية والأدبية والإنسانية، ولا غنى لأي باحث يهتم بالموروث عن هذا الكتاب المهم، وهنا أشدد على أهمية كتب التراث ودعم الدراسات التي من شأنها حفظ الموروث، فمن لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له.