إشادات متنوعة بدور "جهاز الرقابة" في تنفيذ البرنامج التوعوي "نزاهة"

...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط- الرؤية

انطلاقاً من أهمية التوعية كونها تمثل أحد الركائز الأساسية في تجسيد الشراكة بين المؤسسات والمجتمع في كافة المجالات، من خلال رفع مستوى الوعي العام بالبرامج والأنشطة إلى جانب غرس القيم الإيجابية ونشر الممارسات القويمة، الأمر الذي يعزز من الكفاءة والاستدامة في تحقيق الأهداف.

واستكمالاً للدور التوعوي الرائد لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة في مجال حماية المال العام وتعزيز النزاهة، وبناء جسور الشراكة المجتمعية بما يسهم في رفع كفاءة استخدام المال العام ومكافحة ومنع الفساد، وتحقيقاً لأهداف وأولويات رؤية عمان 2040 ذات الصلة، وانسجاماً مع متطلبات الاتفاقيات الإقليمية والدولية، وموائمةً مع أفضل الممارسات في مجال الإعلام والتوعية، يواصل الجهاز إنتاج البرنامج التوعوي "نزاهة"، حيث يبث البرنامج عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية الحكومية والأهلية خلال شهر رمضان في موسمه السادس، حافلاً بالمعلومات المفيدة التي تثري المعرفة الشخصية والمجتمعية بالأحكام الشرعية المرتبطة بطرق التعامل مع المال العام والوجبات تجاه الوظيفة العامة.

وتناول البرنامج في موسمه السادس وفق ما صرح به في وقتٍ سابق الدكتور حمير بن ناصر بن سعيد المحروقي مدير دائرة التواصل والإعلام بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة جملة من الموضوعات الرئيسة حول مجالات حماية المال العام وأهمية الشراكة المؤسسية والمجتمعية في رفع كفاءة استخدامه، إلى جانب الواجبات الوظيفية والمسائل المتعلقة بها، وذلك من خلال التطرق إلى حرمة المال العام والاختلاس والرشوة، والكسب الحلال، وكفاءة استخدام الموارد المالية، إضافةً إلى حلقات مرتبطة بالواجبات تجاه الوظيفة العامة.

وقالت الدكتورة فايزة بنت أحمد الراعي طبيبة استشارية في الأمراض الجلدية إن البرنامج يناقش مسائل مهمة تتعلق بالمال العام، ويتناول أمثلة واقعية تهم كافة أفراد المجتمع، إلى جانب تقديم الرأي الشرعي لمنع التجاوزات أو الحد منها، وهذا في حد ذاته عمل هادف وسليم ويحتاجه المجتمع، وأقترح أن يشمل البرنامج مستقبلاً مداخلات من رأي الشارع من خلال إجراء مقابلات مع عامة الناس واستقصاء آراءهم ومقترحاتهم حول الموضوعات المطروحة.

وقال أحمد بن سعيد كشوب معد ومقدم برنامج المنتدى الاقتصادي إن تعزيز الرقابة الذاتية لا يبدأ من المؤسسة التي يعمل بها الموظف؛ بل هو غرس يبدأ بالأسرة مروراً بالمؤسسات التعليمية المختلفة والمجتمع، لهذا يأتي البرنامج التوعوي التثقيفي "نزاهة" لتعزيز مفهوم النزاهة والشفافية والمساءلة في ظل المتغيرات العالمية المتصارعة والثورة الرقمية؛ الأمر الذي يحتم علينا جميعاً تكريس مفهوم الرقابة وتعزيزها وتفعيلها.

وقال ماجد بن سعيد الهدابي مشرف تنسيق ومتابعة بوزارة التربية والتعليم إن أهم ما يُميِّز برنامج نزاهة في جميع مواسمه هو تركيزه على تعزيز الرقابة الذاتية لدى النفوس كونها تُعَدُّ من أرقى أنواع الرقابة وأكثرها جدوى، لما تحمله من صلاح الإنسان والمجتمع للحد من الوقوع في التجاوزات ولمنع كافة مظاهر الفساد أو التعدي على المال العام والتقصير في الواجبات الوظيفية؛ مؤكدًا أهمية التركيز دوماً على إحياء الرقابة الذاتية وبناء شخصية متوازنة وربطها بالوازع الديني، الأمر الذي يمنحها الثقة بسلامة توجهاتها وصحة ممارساتها، ويتيح لها التركيز على المسؤوليات، واستخدام الموارد والطاقات للتطوير والتحسين المستمر.

ويرى الكاتب والصحفي خلفان بن حمد الزيدي أن التوعية فيما يتعلق بحفظ المال العام، والأمانة في العمل، والبعد عن الشبهات تقي الموظف من الوقوع في مواضع المساءلة والمحاسبة، مشيراً إلى أن إنتاج البرنامج التوعوي والتثقيفي "نزاهة" أسهم بشكل كبير في تحقيق هذه الأهداف.

وأكدت زينب بنت زاهر الناصرية رئيسة قسم الأخبار المحلية بجريدة عمان أوبزيرفر أن برنامج نزاهة يُعد أحد البرامج التي لامست قضايا واقعية تتعلق بجوانب معرفية مهمة في حياة الموظف بشكل خاص والفرد بشكل عام، لذلك وصل إلى شريحة كبيرة من الناس وأصبحت مقاطعه المرئية تتداول بشكل كبير على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ولمزيد من التطوير والتحديث فأقترح أن يتم خلال الحلقات استعراض بعض النماذج للتجاوزات.

وحول دور البرامج التثقيفية والتوعوية في بناء القيم الإيجابية يقول عبدالله بن سيف القاسمي مدير الصحة والسلامة المهنية بإحدى مؤسسات القطاع الخاص: أرى بأن برنامج نزاهة حقق بصورة جيدة الأهداف التي ينبغي أن تبنى عليها مثل هذه البرامج التثقيفية والتوعوية، حيث ينبغي على كل مؤسسة أن تحث وتشجع جميع الموظفين لديها على تطبيق النزاهة في كافة الأنشطة المؤسسية، حيث أنها أحد مرتكزات ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الإنسانية الرفيعة، وقد أمرنا الله تعالى في مواضع مختلفة من كتابه العزيز بتجنب الفساد، كما حفلت السيرة النبوية والأحاديث الشريفة بالقيم ذات الصلة بالنزاهة، وقد سلط البرنامج الضوء على جميع تلك المعاني في عدد من الحلقات والتي ركزت على إيصال رسالة بصورة مباشرة للمتلقي مفادها أنه ينبغي على كل موظف عدم استغلال منصبه لكسب منفعة شخصية له أو لأقاربه أو للغير، وأن الاختلاس محظور شرعاً وقانوناً، كما أنه لا يتم تخصيص المصروفات المالية بطريقة غير قانونية وغير مخصصة لذلك، وأخيرا أرى بأن فكرة البرنامج ضرورية جداً لتثقيف المجتمع انطلاقاً من مبدأ الشراكة والمسؤولية الجماعية تجاه حماية المال العام ورفع كفاءة الأداء المؤسسي.

أما محمد بن صالح الشقصي أخصائي إعلام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار فيوضح بأن حلقات البرنامج تسهم في تحسين أداء الموظفين في بيئة العمل من خلال تعريفهم بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تجاه المؤسسة، مما سينعكس على أداء المؤسسة بشكل عام، كما تعزز من صفات الأمانة والمراقبة الوظيفية لدى الموظف للمحافظة على المال العام، وهي من أسمى القيم الوظيفية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم قبل أن يكون موظفاً أو أحد أفراد المجتمع، إلى جانب مساهمتها في تعزيز الشراكة مع كافة أفراد المجتمع وتوعيتهم بأبرز الممارسات السلبية في بيئة العمل مثل استغلال الوظيفة لخدمة المصالح الشخصية، أو عدم إنجاز الأعمال في وقتها المحدد وتأجيلها.

يشار إلى أن جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة يولي اهتماماً بالغاً نحو  تبني أفضل الممارسات في التواصل مع المجتمع ونشر الوعي والمعرفة، والحرص على تحقيق الشراكة المؤسسية والمجتمعية إيماناً منه بأهميتها في تعزيز النزاهة وحماية المال العام، ومن بين الإصدارات التوعوية للجهاز كتاب "النزاهة وأثرها على الأداء الوظيفي والمؤسسي" لسماحة الشيخ العلاّمة أحمد بن حمد الخليلي–المفتي العام للسلطنة- والذي يقدم العديد من الموضوعات ذات الصلة بالمال العام والوظيفة العامة، لتشكل المنتجات التوعوية للجهاز في مجملها أداة وقائية فاعلة لتحقيق المستوى الأعلى من الكفاءة في استخدام المال العام لخدمة أهداف التنمية المستدامة في كافة المجالات.

تعليق عبر الفيس بوك