د. حمير بن ناصر المحروقي
ما للمدامعِ في الخدين كالديم // يا شيوخَ العزِ والأخلاقِ والكرمِ
أضحت ديارُ حمانا جَّدُ باكية // وقد تمازجَ فيها مدمعي بدمي
يا سادتي أدمٌ ترثيكم هلعاً // ودمعُها قد سقى الخدين كالعنم
أرثيكمُ ومداد الحبرِ من قلمي // قد ثارَ جُرحًا ونزفًا غيرَ ملتئم
***
يا ناصرَ الخير يا نورًا به سطعت // أيامنُا وزهت بالعزِ والشيمِ
رحلتَ قبلهمُ والقلبُ منفطرٌ // يا سيدي يا أبي يا وطأةَ الألمِ
صدحتَ بالحقِ لا تخشى عواقبه // لله دركَ بين النُطقِ والقلمِ
سابقتَ للمجدِ والأركانُ راسخةٌ // نقَشت تاريخنا بالعزمِ والهممِ
***
وأنت عبد الله كنتَ تابِعه // نحو الجِنان إلى الرِضوان والنعمِ
تبكي البنادقُ شيخاً سيداً علمًا // في الخَطب ماردَّ سرجَ الصبرِ باللَجم
سيما السكينةِ تكسو حُسن مطلعه // وحين تلقاهُ في بِشرٍ وفي سَلم
***
يا أحمد السُعد يا من كنتَ آخرهمْ // فقداً علانا بجرحٍ غيرِ ملتئم
في جُمعة الخير قد غادرت روضَتنا // والثغرُ مبتسمٌ والقلبُ في ألمِ
شيخُ التواضِع بل كنتَ سيَّدهُ // إذ لاحَ نجمك في الآفاقِ كالعلمِ
***
كنتم دروعاً لنا في كل نازلةٍ // في عزةِ الله كنتم خير مُعْتَصمِ
سرتم مواكبَ للإيمانِ دائمةً // وكلُ باغٍ رُمي بالذُل في حمِم
وللمكارِم أنتم نِعمَ حاتمها // سحابُ جودكمُ ينهل كالديمِ
ورثتم همَّة الأجدادِ من قدمٍ // ومَنْ يرثْ سيرةَ الأجداد يغتنمِ
يا مسجداً بأعالي الرحبةِ ائتلقت // مَنْ ظَلَّ يروي لنا التاريخَ في أدمِ
***
يا ساجداً لإلهِ العرشِ مجتهدًا // تبارك السعيُ بين الحلِ والحَرمِ
نعاهد اللهَ والأوطانَ قاطبةً // نقفو خُطاكم بعزمٍ غيرِ منفصمِ
جناتُ عدْنٍ لكم يا ربِ مسكنكُم // في جيرةِ المصطفى في خيرِ منتَظَم
واسكُب عليهم إلهي رحمةً شملتْ // أنت الغفورُ الحليمُ الواسعُ الكرمِ
ثم الصلاةُ على المختارِ سيدِنا // محمدٍ كاملِ الأخلاقِ والشيمِ