سياحة التخييم

 

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

ركّزت رؤية "عُمان 2040" على بناء اقتصاد عُماني متنوع، وتعد السياحة داعمًا مُهمًا في رفد خزينة الدولة، وتحقيق قيمة مضافة في الناتج المحلي الإجمالي. وخلال الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025) اعتمدت وزارة الاقتصاد جملة من المشاريع الاستراتيجية التي تسهم في تحقيق أهداف هذه الخطة مثل: برنامج مخططات التنمية السياحية الذي يهدف إلى تنمية متوازنة وعادلة تُعزز الميزة النسبية والتنافسية للحواضر وللمحافظات العُمانية.

وسلطنة عُمان بحكم تنوعها الجغرافي بيئة خصبة لاحتضان عدة أنواع من السياحة الحديثة من بينها السياحة البيئية؛ وذلك بتشجيع السياحة الداخلية التي تنشط طوال العام وفقًا لاختلافات المناخ والميزة النسبية لكل منطقة عُمانية. ولكن؛ من أجل صناعة قطاع سياحي مستدام لابد من توفير المقومات الأساسية والترفيهية التي يبحث عنها السائح.

ومن الملاحظ أن الفترة الأخيرة شهدت نموًا في ارتياد السياح والزائرين للأماكن الطبيعية في السلطنة مثل رمال بدية، وجبل شمس، والشريط الساحلي من قريات شمالًا وحتى محافظة ظفار جنوبًا. وفي هذا الخصوص كانت لي تغريدة بتاريخ 3 أكتوبر 2020 تضمنت الآتي "لتشجيع السياحة الداخلية اقترح على وزارة التراث والسياحة تخصيص قطع أراضي في مختلف محافظات السلطنة لهواة التخييم، وتجهيزها بالمستلزمات الأساسية، وتأجيرها برسوم معقولة للراغبين، كما هو معمول به في كثير من الدول السياحية".

وقد حظيت التغريدة بانتشار واسع، وتفاعل كبير، واتفاق حول أهمية تخصيص أماكن سياحية مختارة لهواة التخييم خاصة للعائلات مزودة بالخدمات الأساسية مثل: دورات المياه مع المسابح، ونقاط الماء والكهرباء ومحل صغير لبيع المستلزمات الضرورية وغيرها من الخدمات؛ بحيث يتم تأجير هذه الأماكن  برسوم بسيطة، كما يمكن توفير خيام للإيجار لمن يرغب، وتخصيص أماكن للعربات السياحية مع ترك بعض الأماكن للشباب للتخييم الحر، لمن لا يرغب التخييم في الأماكن المجهزة. فيما تحفظت بعض الردود على مسألة الرسوم والخوف من المبالغة في أسعار دخول الأماكن المشمولة بالخدمات.

بيد أنّ هذه الفكرة من وجهة نظري ستساهم في المحافظة على نظافة المكان، والحدّ من العشوائيات مع إيجاد مكان ملائم للتخييم العائلي هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكن إيجاد مصادر دخل من خلال تبني هذا المشروع من قبل رواد الأعمال أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملين في مجال السياحة. وعليه؛ يمكن مناقشة هذه الفكرة من قبل المختصين، والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا الشأن، والخروج برؤية مناسبة تخدم قطاع السياحة في سلطنة عُمان.