◄ متحدث باسم زيلينسكي: تصرفات روسيا تبدو "جرائم حرب"
◄ جثث المدنيين تتناثر في شوارع بلدات محررة قرب كييف
عواصم- رويترز
اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب "مذبحة" متعمدة في بلدة بوتشا خارج كييف ودعا مجموعة السبع إلى فرض عقوبات جديدة "مدمرة" على موسكو.
ونقلت وزارة الخارجية عن كوليبا قوله "ما زلنا نحتشد ونبحث عن الجثث، لكن العدد وصل بالفعل إلى المئات. الجثث ملقاة في الشوارع. قتلوا مدنيين أثناء بقائهم هناك وعندما كانوا يغادرون هذه القرى والبلدات". ودعا كوليبا المحكمة الجنائية الدولية إلى زيارة بوتشا وبلدات أخرى حول كييف في أقرب وقت ممكن لجمع الأدلة.
ونقلت الوزارة عنه قوله "أحث المحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الدولية على إرسال بعثاتها إلى بوتشا وغيرها من البلدات والقرى المحررة في منطقة كييف، بالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون الأوكرانية، لجمع كل الأدلة على جرائم الحرب الروسية".
وعبر مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون عن غضبهم مما قالوا إنها "أعمال وحشية" ارتكبتها القوات الروسية بالقرب من كييف قبل انسحابها من المنطقة لتركيز هجماتها على مواقع أخرى. وقال رئيس بلدية مدينة بوتشا الواقعة على بعد 37 كيلومترا شمال غربي العاصمة إن 300 من السكان قتلوا خلال احتلال الجيش الروسي الذي دام شهرا. ورأى صحفيون من رويترز ضحايا في مقبرة جماعية وجثثا ما زالت ملقاة في الشوارع. وقالت أوكرانيا إنَّ قواتها استعادت السيطرة على جميع المناطق المحيطة بالعاصمة، لتسيطر بالكامل على المنطقة للمرة الأولى منذ بدأت روسيا غزوها في 24 فبراير. وسحبت روسيا قواتها التي كانت تهدد كييف من الشمال حتى تحشد صفوفها من أجل خوض معارك في شرق أوكرانيا. ولم يصدر تعليق روسي على الادعاء بأن منطقة كييف صارت بأكملها تحت سيطرة أوكرانيا، كما لم تتمكن رويترز من التحقق من ذلك. ونفت روسيا في السابق استهداف المدنيين ورفضت مزاعم بارتكابها جرائم حرب في حملتها التي وصفتها بأنها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
ولم يرد الكرملين ولا وزارة الدفاع الروسية على أسئلة يوم السبت عن الجثث التي عُثر عليها في بوتشا. ولم ترد وزارة الدفاع حتى الآن عندما سُئلت عن ذلك مرة أخرى يوم الأحد.
وقال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية عثرت على جثث نساء تعرضن للاغتصاب وأُضرمت فيها النيران، فضلا عن جثث لمسؤولين محليين وأطفال. وأضاف أريستوفيتش للتلفزيون الأوكراني "يوجد قتلى من الرجال وقد بدت على أجسادهم آثار تعذيب. كانت أياديهم مقيدة بينما قتلوا بطلقات نارية في مؤخرة الرأس".
وقال سيرجي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "يجب أن أكون حذرا جدا في صياغتي للكلمات، لكن الأمر يبدو تماما مثل جرائم الحرب".
وقال مسؤولون أوروبيون كبار إنه يجب التحقيق في أي جرائم حرب محتملة.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على تويتر "صُدمت بأنباء الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الروسية. الاتحاد الأوروبي يساعد أوكرانيا في توثيق جرائم الحرب" مضيفا أن جميع القضايا يجب أن تتابعها محكمة العدل الدولية
وقالت ليز تراس وزيرة الخارجية البريطانية إن هناك "أدلة متزايدة" على أعمال مروعة ارتكبتها القوات الغازية في بلدات مثل إربين وبوتشا. وأضافت أن لندن ستدعم بشكل مطلق أي تحقيق تجريه المحكمة الجنائية الدولية.
وأصابت صواريخ منطقة قرب مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا، وقالت روسيا إنها دمرت مصفاة نفط يستخدمها الجيش الأوكراني.
وفي أوديسا، قال مجلس المدينة إن "مرافق البنية التحتية الحيوية" تعرضت للقصف. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ضربات صاروخية بواسطة جيشها دمرت مصفاة نفط وثلاثة مستودعات وقود بالقرب من أوديسا، مضيفة أن أوكرانيا كانت تستخدم هذه المنشآت لتزويد قواتها بالإمدادات بالقرب من مدينة ميكولايف. وتعد أوديسا ميناءً رئيسيا على البحر الأسود وهي القاعدة الرئيسية للبحرية الأوكرانية. وكانت أوديسا محور تركيز القوات الروسية لأن الاستيلاء عليها سيسمح لموسكو بإقامة ممر بري إلى ترانسدنيستريا، وهي مقاطعة تتحدث الروسية منفصلة عن مولدوفا وتستضيف قوات روسية.
وقال دميترو لونين حاكم منطقة بولتافا إن مصفاة نفط كريمنشوك دُمرت في هجوم صاروخي منفصل يوم السبت. وتقع كريمنشوك على بعد 350 كيلومترا شمال شرقي أوديسا.
وقال شاهدان لرويترز إن انفجارين سُمع دويهما في مدينة بيلجورود الروسية القريبة من الحدود مع أوكرانيا يوم الأحد، بعد أيام من اتهام السلطات الروسية قوات أوكرانيا بقصف مستودع وقود هناك.
إلى ذلك، قال حاكم منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا إن القصف استمر طوال الليل والنهار واصفا الوضع في المنطقة بأنه "عصيب". وقال الجيش الأوكراني إنه يعتقد أن روسيا سحبت قواتها من منطقتي كييف وتشرنيهيف لنقلها إلى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا لشن هجوم جديد بهدف احتلال كل من منطقتي دونيتسك ولوجانسك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لشبكة تلفزيون فوكس نيوز إن روسيا لم تبذل أي جهد للتمييز في ضرباتها الجوية بين الأهداف المدنية والعسكرية في أوكرانيا.