الرستاق على موعد مع التاريخ بعد 36 عامًا من انتظار التأهل لنهائي الكأس

الرؤية- أحمد السلماني

تغمر ولاية الرستاق فرحة كروية لم تشهدها من قبل؛ حيث ولأوَّل مرة في تاريخ نادي الرستاق "عنابي الجبل"، يخوض فريق كرة القدم أول نهائي له بمسابقة كأس جلالة السلطان المُعظم لكرة القدم، وذلك عندما يتلقي السيب "الإمبراطور" غدًا الخميس على مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، في يومٍ طال انتظاره 36 عامًا.

"الرؤية" تواصلت مع كوكبة من قدامى نجوم الفريق، الذين سردوا محطات ومنعطفات مهمة في مسيرة النادي، حتى بلوغه هذه المحطة التاريخية.

وتحدث اللاعب السابق خليفة الهنائي عن شعوره بوصول الفريق للنهائي، وقال: "شعوري لا يمكن وصفه وفرحتي بلا حدود وأنا أشاهد الأبناء وهم يواصلون أمجاد الآباء ويصلون للنهائي لأول مرة في تاريخ النادي، وذلك بعدما كان لي الشرف الكبير لأن أكون ضمن أول تشكيل للنادي بعد إشهاره". وأضاف الهنائي: "كانت البدايات صعبة للغاية من حيث عدم توفر الملعب المعشب للتدريب وملعب النادي ترابي وكنَّا نستعين بملعب وحدة شرطة الرستاق، وكنا نذهب إلى صحار لإقامة معسكرات داخلية". وتابع قائلًا: "تمكنّا في فترات من التأهل لدوري الثانية والأولى وعتبي للإدارات التي تعاقبت على النادي ندرة تواصلها مع قدامى اللاعبين لتتاح لهم فرصة خدمة ناديهم". ويعتقد الهنائي أن حظوظ الرستاق وافرة في الظفر باللقب الغالي والتاريخي؛ لأن الفريق يقدم الآن مستويات كبيرة في الدوري والكأس.

وكان لـ"الرؤية" حديث مع لاعب آخر جاء ضمن أول فريق رسمي يمثل الرستاق خارجيًا، وهو جمعة المُر الحمراشدي، والذي تحدث عن مرحلة تاريخية مهمة ومفصلية قادت إلى فكرة تأسيس الفرق الأهلية قبل إشهار النادي، فكانت فرق المحاضر وعيني والهلال والجزيرة والغشب ووبل والنصر والمزاحيط والوشيل والحزم وجما ثم بدأت الفرق في الظهور تباعا ومنها كان إشهار وتأسيس النادي العام 1986. وقال: "كُنّا مجموعة من شباب الرستاق نلعب في ملعب المحاضر القديم وبعضنا يحب اللعب بدون حذاء ويرى نفسه أفضل عطاءً بدونه، نتبارى مع فرق من المصنعة وصحار ومسقط، واليوم وبعد طول انتظار أمد الله في عمري لأرى الأولاد وهم طرفا في نهائي أغلى الكؤوس". وتحدث الحمراشدي عن شغفه بكرة القدم حين قال" لا يكاد يمر يوم ولا أتابع فيه مباراة لكرة القدم، وأكثر ما أتابعه الدوري العماني والسعودي.. وأستطيع القول إن حظوظ نادينا وافرة بالتتويج، حتى ولو لم نحرز اللقب فإن وصولنا للنهائي في حد ذاته إنجاز".

حمدان الضوياني الذي كان ضمن أول تشكيل لفريق الرستاق بعد إشهار النادي، تحدث عن تلك الفترة قائلا "في سن مبكرة بدأت أداعب الكرة، ولا زلت أتذكر عندما تم تجميعنا من قبل الإخوة الأعزاء جمعه العنبوري وخميس الشكيلي من أجل استصلاح ووضع سياج لأرض النادي الجديدة والتي عليها منشآت النادي حاليا وقد كانت سابقا ميدان لرماية الجيش السلطاني العماني، وكنا ندفع من جيوبنا اشتراكا شهريا يبلغ ريالا واحدا". وذكر أن النادي اليوم يضم لاعبين مهرة وقد وفرت لهم إدارة النادي كل المتطلبات، وهم فخر صناعة كرة القدم الرستاقية بعد الوصول الأول التاريخي لنهائي أغلى الكؤوس.

أما قاسم بن زاهر الخنبشي وهو إحدى الشخصيات التي حضرت الاجتماع التأسيسي لإشهار النادي في موقعه القديم عام 1986، فقد تحدث عن تجربته في مجلس إدارة النادي قائلا "شاركت في بعض أنشطة النادي الرياضية والثقافية، كنت عضوا في مجلس الإدارة برئاسة هلال الرمحي وهي الفترة التي شهدت بناء وانتقال مقر النادي إلى موقعه الحالي بمنطقة العراقي كذلك تعشيب ملعب النادي وهي خطوة جبارة في حينها إضافة إلى وضع مخططات الإستثمار واعتمادها من قبل الجهات الرسمية". وأضاف "ما يميزنا في ولاية الرستاق، يأتي من يأتي ويرحل من يرحل من مجالس الإدارات إلا ان العمل والبناء لا يتوقف ومستمر، حيث يتم البناء على ما سبق وهو ما مكّن النادي من التطور ومزاحمة باقي أندية السلطنة في كافة المساقات الثقافية والرياضية والمجتمعية، في كرة القدم مثلا كنا في الدرجات الأولى والثانية وتأهلنا لدوري عمانتل واليوم نحن ننافس به ونادينا طرفا في النهائي بعد 36 عاما من الانتظاروندعو الله التوفيق والعودة بالكأس الغالية، وكل ذلك نتاج حقيقي لعمل كل مجالس الإدارات التي تعاقبت عليه".

تعليق عبر الفيس بوك