اللقاءات السلطانية (1)

تواضع جم وبشاشة مطلقة

 

 

د. خالد بن حمد الغيلاني

Khalid.algailni@gmail.com

@khaledalgailani

نهج عُماني مُستمر، وسمت حضاري قلَّ نظيره، وحضور للسبلة العمانية بكل تعابيرها ومعانيها، تلك هي اللقاءات السلطانية لمولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله تعالى ورعاه-، بمشايخ المحافظات والتي تتوالى لقاء يتلوه لقاء؛ ومن المهم جدا تسليط الضوء بشيء من التحليل حول هذه اللقاءات، وهذا ما أسأل الله تعالى التوفيق فيه خلال عدد من المقالات، مع التأكيد أنه مهما قيل حول هذه اللقاءات السلطانية، سنبقى قاصرين عن بلوغ المراد السلطاني منها، والعمق الاستراتيجي فيما تمَّ طرحه وتداوله والتوجيه به من خلالها.

وأول الحديث أنَّ هذه اللقاءات عادة عمانية تعوّدها سلاطين البلاد، ومسلك فريد ساروا عليه، وهو مظهر أخاذ من مظاهر الحكم العماني، فيه ما فيه من القيم الأصيلة، والتَّواصل المباشر بين سلطان البلاد ورجالات الدولة، ممن يكون لهم حسن الرأي والمشورة.

والمتابع للقاءات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- أول ما يشّده ذلك التواضع الجم من لدن جلالته، وتلك السمة العمانية الواضحة، وهما مسلكان هامان في مثل هذه اللقاءات؛ خاصة مع باكورة لقاءات جلالته السامية، ذلك أن التواضع والترحاب، سبيل نحو أريحية المتحدث، في المضي قدماً بحديثه وطرحه بحضور كامل وطمأنينة راسخة، ورغبة أكيدة في استطراد حديثه الوطني في لقائه الأول بسلطان البلاد، قائد نهضة عمان المتجددة.

هذا التواضع وتلك البساطة، تذهب بنا نحو بلوغ الغايات الوطنية، وتحديد ملامح المرحلة المقبلة في ظل رؤية عمانية وطنية تتوفر لها كل عوامل النجاح والفلاح.

ثم ما يزيد هذه اللقاءات ألقًا وبهاءً، ويضفي عليها رونقًا وجلالًا، ذلك الملمح الهيثمي الرائع الذي يشدّك شدا للنظر في وجه جلالته، فترى الثقة مع الجلال، والسُّمو مع الشموخ، والهيبة مع الطيبة، والحضور التام مع الإنصات الخالص، هذه الثقة التي تنبئ عن مستقبل مشرق واعد لأبناء هذا الوطن، وذلك الجلال الذي تحوطه عناية الله عز وجل، ثم دعوات شعب أبي وفي.

وذاك السُّمو العماني المستمد من حضارة ضاربة في جذور التاريخ، وإنسان عماني قهر الصعاب، وتجاوز التحديات بحسن ظنه بالله جلَّ وعلا، ثم بعزمه وبذله، وثباته ونقاء سريرته.

 

والشموخ المرتسم على جباه عُمانية حرة، ما لها إلا سنام المجد موقعًا، وذرى العلياء منزلا، شموخ عانق الهيبة الواضحة في خنجر عماني أصيل تمنطق به الرجال، وسيف صقيل طالما جندل الأبطال، وعصا عُمانية في يد شُم الأنوف والجبال.

ومع ذلك كله تجد الطيبة والسلام، عند قوم أعزهم الله تعالى بالإسلام، فعمَّ طيبهم وحسن تعاملهم وكريم أخلاقهم الحضر والبيد، حتى غدوا مضرب المثل في السلم والسلام.

ثم يجد المتابع لهذه اللقاءات السلطانية البشر والبشاشة التي يلقى بها جلالة السلطان المعظم وجه كل متحدث، والإنصات التام لكل كلمة تقال، أو مقترح يقترح، أو رغبة في تنفيذ مشروع في حاضرة عمانية أو سهل أو جبل أو قعر واد أو قرية وادعة.

كل من حضر هذه اللقاءات ذكر شعوره بالرضا والفرح والسعادة؛ فقد وجد الوقت اللازم لحديثه، وسعد بالبشاشة المطلقة من لدن عاهل البلاد تجاه مُقترحاته وتساؤلاته، والرد الشافي الكافي من لدن جلالته، فعاد لأبناء مجتمعه ينقل البشارات، تعلوه المسرات، تحدوه الثقة التامة بأن عمان وأهلها في مكانة سامقة، ومنزل كريم عند مولانا السلطان، فلا خوف ولا فزع من المستقبل، بل الخير والسعادة.

وبإذن الله تعالى سيكون حديثنا متتابعا عن الرؤى والمشاريع والتوجيهات التي حملتها هذه اللقاءات والتي فيها الخير الكثير لأبناء هذا الوطن الغالي.

حفظ الله تعالى عُماننا عزيزة كريمة مصانة، وحفظ مولانا السلطان يأمر فيُطاع، ويوجه فيجاب، وحفظ أبناء عمان في خير وسعادة وهناء ورشاد.