إسماعيل بن شهاب البلوشي
حديثي عن قسم الطوارئ في المستشفى السلطاني لا يُعد انتقاءً أو استثناءً عمّا يحدث في كل المستشفيات في وطني، وكذلك مواقع العمل والعطاء الأخرى، بكل أنواعها وتخصصاتها، وأن جميعها يقوم بدور عظيم ومقدر يستحق أن يوصف بأنَّه ملحمة من ملاحم التاريخ.
غير أنني أقرأ هذا الجانب المهم من مسيرة الوطن في صورة أخرى تعكس الأهمية البالغة في التعريف عن مواطن العمل الجاد والكبير والتي لا تتضح ولا تظهر بما يتناسب وما تقوم به من ذلك العمل في الصورة الإعلامية المحترفة التي توصل هذه الأعمال إلى العلن؛ ليكون نقل ما تقوم به بعض الجهات سبباً ومكاناً للمنافسة والتباهي، وأن يُترك ويقلل من نقل بعض الأحداث الهامشية التي هي مجرد ملء لأجندة الوقت والتاريخ، وليقال إننا نقوم بأعمال قد لا تكون مسايرة أو بتلك النّدية لبعض الروائع من الأعمال الأخرى، وعلينا أن نُقلل وبأسرع ما يمكن من التركيز على أنواع الخناجر والبشوت والأسماء اللامعة في وسائل الإعلام؛ لنُظهِر للداخل والخارج أننا منتجون، فهناك من يستحقون تسليط الأضواء عليهم مثل الشباب بزي العمل في الصحاري والمصانع وأماكن البذل والعطاء، وأن الصورة الأفضل للظهور الإعلامي هم أولئك الشباب بتلك الملابس التي تختلط ألوانها بالزيوت والغبار والصورة التي تعكس الإنتاج والعمل.
إنَّ ما رأيته من معركة حامية الوطيس تدار من كوادر وطنية ووافدة في قسم الطوارئ في المستشفى السلطاني، فإنني أقسم أنه عمل رائع ومشرّف في خدمة الإنسان في وطني، تلك الكوادر التي تعودت المفاجآت وتعودت الأحداث وتعودت التعامل مع الكثير من شرائح البشر وألوانها الذين يحملون المرض والهموم واليأس، والذين منهم من يُعبّر بالأنين وآخر بالصوت العالي، هم ومن جاءوا معهم؛ ليذوبوا جميعاً بين أيدي مؤهلة لا تكل ولا تمل ولا تتأفف وعلى مراحل مختلفة يصلون إلى أمنيتهم بالصحة والعافية ما أمكن ذلك.
هناك من سيقول إنَّ هذا أمرًا اعتياديًا تقوم به البشرية في كل مكان، وإني أقول- ومن مُجرب ومطلّع- إن من أراد معرفة الحقائق؛ فليذهب إلى أيِّ دولة في العالم، وليبدأ بالتسجيل والتأمين وأنواعه وطريقة الخدمة، بعدها سنكمل سويًا معرفة ما يحدث في وطني الشامخ عُمان وقيمة الإنسان في وطنه.
وأخيرًا، ومع دعوتي للمعنيين في وسائل الإعلام بإظهار صنائع العمل الجميل في وطني، فإني أدعو كل مواطن ومُقيم على هذه الأرض الطيبة أن يقدموا الشكر وأن يعلنوه بكل وضوح أمام كل من يقدم لهم خدمة، وخاصةً ما يتعلق بالصحة؛ لأنَّ الشكر دافع وملزم لعمل الأفضل ولخدمةٍ أفضل ولشعور الإنسان بالرضا مع نفسه أنه يقدم عملًا مقّدرًا ومفيدًا يستحق التضحية والعمل بكل قوة.