د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
تعد مدارس السياحة والفنادق والتي تُدرّس بعد المرحلة الإعدادية إحدى الشهادات التي تعادل الدبلوم العام حيث تتيح لمنتسبيها الانضمام للمهن المتنوعة في قطاعي السياحة والفنادق و تعمل على تأهيل خريجيها للانخراط في سوق العمل وذلك من خلال برامج دراسية يتم تدريسها خلال 3 سنوات في أقسام الإرشاد السياحي والدراسات السياحية والدراسات الفندقية وكذلك مجال شركات السفر المختلفة.
تذكر بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن عدد العاملين بقطاع السياحة بسلطنة عُمان يبلغ حوالي 130 ألف عامل ويمثل المواطنون العمانيون نسبة 15% وهي نسبة خجولة جدًا بقطاع يفترض أن تكون العمالة الوطنية عموده الفقري!
يحتل المواطنون العمانيون بعض الوظائف الإدارية والفنية في قطاع الفنادق، إلا أن الوظائف والمهن الخدمية تعاني من ندرة أعداد المواطنين العاملين فيها، ذلك لأن معظم خريجي كليات وأقسام السياحة يحصلون على مؤهل الدبلوم العالي والبكالوريوس ليس بإمكانهم الحصول على وظيفة قيادية فنية أو إدارية مباشرة؛ حيث يحكم القطاع نظام التدرج المهني أو الوظيفي، وهو من الصعوبة الوصول إليه مباشرة بعد التخرج، وهو نظام عالمي، فعلى سبيل المثال، يتطلب الحصول على وظيفة مدير استقبال في أي فندق أن يمر الشخص بعدة مراحل تتطلب عدة سنوات من الخبرة والتدريب. لذلك ستعمل مدارس الدبلوم العام السياحي على منح الشخص الفرصة للتدرج في السلم الوظيفي لتلك المهن من خلال نيل أساسيات العمل السياحي والفندقي أولا.
وتنتشر تلك المدارس في معظم دول العالم، فما علينا إلا اقتباس إحدى تلك البرامج وتطبيقها في سلطنة عمان بكل سلاسة ومن خلال الانتماء الأكاديمي لإحدى تلك المدارس العالمية.
وقد أثبتت الدراسات نجاح تلك التجربة؛ حيث سيحتوي البرنامج الدراسي على مواد دراسية مبسطة في التدبير الفندقي وإنتاج وخدمة الطعام وأصول التعامل مع النزلاء وأعمال شركات السياحة ومدخل محاسبة التكاليف وفنون التواصل مع النزلاء والضيوف والإدارة الفندقية ومدخل لبعض اللغات الحية مثل الفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية.
ستعمل تلك المدرسة على إعداد القوى البشرية المطلوبة لإحلال العمالة الوافدة في العديد من الوظائف وصقل مهارات خريجي تلك المدارس ومن ثم التدرج السلس في كافة المهن بقطاع السياحة ثم سيتاح للمنتسب بعد سنوات قليلة من العمل وكسب الخبرة أن يلتحق بإحدى المؤسسات الأكاديمية لنيل دبلوم عالي تخصصي أثناء العمل وإكمال برنامجه الدراسي لنيل شهادة البكالوريوس حسب التخصص الذي قد تحتاجه تلك المنشأة أو المجال السياحي المناسب له.
وخلال تلك الفترة ستتأهل لدينا شريحة كبيرة من العاملين المواطنين ذوي مهارات وخبرة ستنافس وبكل ثقة ومهارة العمالة الوافدة في سوق العمل السياحي.
وقد أشارت الاستراتيجية الوطنية للسياحة إلى أن هناك تطلعات لاحتواء مئات الآلاف من المواطنين في القطاع في ظل تنامي عدد الغرف الفندقية وتوسع شبكة محطات الناقل الوطني الذي بالتأكيد سيعمل جنباً إلى جنب مع تلك الاستراتيجية لرفد القطاع بالسياح من مختلف دول العالم.
وتستند فلسفة التعليم الفني السياحي على إعداد القوى البشرية الوطنية المؤهلة الماهرة وعقول مفكرة ومنتجة تعمل على خدمة المجتمع ومواكبة وتنافسية قطاع السياحة العماني بالمنطقة والعالم.