في النسخة الخامسة من "المجلس الاقتصادي"

خبير اقتصادي: تنويع استخدام مصادر الطاقة يحد من تهديدات أزمة النفط.. ولا بديل عن الموازنة بين الطاقة والبيئة

استخدام النفط في توليد الكهرباء عالميًا لا يتجاوز 5 ملايين برميل يوميًا

السيارات الكهربائية أكبر مُهدد لمستقبل الطلب على النفط

الرؤية- مريم البادية

أكد أنس الحجي خبير اقتصاديات وسياسات الطاقة ومستشار التحرير في منصة "الطاقة" المتخصصة أن تحقيق أمن الطاقة يتطلب استخدام كل مصادر الطاقة، ووسائل الطاقة المتجددة أو مصادر الطاقة الأحفورية والنووية، وذلك من أجل تفادي أزمات الطاقة.

وذكر أن تحقيق أهداف الحياد الكربوني أو جزء منه يتطلب التوازن بين أمن الطاقة وأمن البيئة، معتبرًا أنَّ التضحية بأمن الطاقة ظنًا بأن ذلك يُحقق أمن البيئة أحد أبرز أسباب أزمة الطاقة الحالية في أوروبا، وهو ما يعني نشوء أزمة طاقة وأزمة بيئية. جاء ذلك خلال النسخة الثامنة من "المجلس الاقتصادي" الذي نظمته الجمعية الاقتصادية العُمانية بالتعاون مع كلية الدفاع الوطني؛ لتقديم محاضرة حول "مستقبل النفط بين الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية".

وقال الحجي إنه من الأخطاء الشائعة الزعم أن انتشار الطاقة المتجددة، وتحديدًا الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية سيعمل على تخفيض الطلب على النفط بشكل كبير ويهدد مستقبله، مشيرا إلى أن الحقيقة هي أن أثر الطاقة المتجددة في مستقبل النفط محدود؛ إذ إن الطاقة المتجددة تُستخدم في توليد الكهرباء، ونسبة اعتماد توليد الكهرباء في الدول الصناعية والصين والهند على الطاقة المتجددة لا تذكر، وهذه الدول تستحوذ على أغلب استهلاك النفط في العالم.

وأشار الحجي إلى أن كمية النفط المستخدمة في توليد الكهرباء عالميًا تبلغ نحو 5 ملايين برميل يوميًا فقط، وما يمكن استبداله خلال الـ30 سنة المقبلة بمصادر طاقة أخرى يترواح بين مليون ومليوني برميل فقط، أو ما يقارب 1.7% من الطلب العالمي على النفط فقط.

وأضاف الحجي أن ما يُهدد مستقبل النفط هو انخفاض طلب قطاع المواصلات عليه نتيجة تحسن كبير في كفاءة محركات سيارات البنزين والديزل من جهة، وانتشار السيارات الكهربائية من جهة أخرى، مشيرًا إلى أنَّ سيارات الركاب تحديدًا، تمثل ما بين 38% و44% من الطلب العالمي على النفط أو ما يقارب 43 مليون برميل في الربع الثالث من العام الجاري، ومن ثم فإن أي تحسن في كفاءة محركات السيارات أو انتشار السيارات الكهربائية سيؤثر سلبًا في الطلب على النفط.

واختتم الجحي قائلا: "نلحظ مبالغة كبيرة في تحسن كفاءة محركات السيارات، خاصة مع عدم وجود أي دليل على إمكانية حصول هذا التحسن الكبير، في ظل التحول العالمي من السيارات الصغيرة إلى السيارات العائلية الكبيرة، والتي تعني في النهاية أن أي تحسن فِعْلي في الكفاءة سيتم التعويض عنه بزيادة استهلاك الوقود بسبب التحول إلى السيارات الكبيرة".

من جهته، قال الدكتور خالد بن سعيد العامري رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية إن تنظيم هذه المحاضرة ياتي في ظل العوامل الجيوسياسية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن خاصة النزاع الروسي- الأوكراني، مشيرا إلى أنَّ الجمعية تستهدف نشر الوعي وتعميق الفكر التنموي والاقتصادي بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص وصانعي القرارات، ومن ثم رفع التوصيات والمقترحات إلى الجهات المعنية، وإثراء المجتمع بالمستجدات الاقتصادية في الساحة المحلية والعالمية.

وأكد  العامري- في كلمته خلال المحاضرة- أن العوامل الجيوسياسية دفعت أسعار النفط الخام لتُسجل أعلى مستويات لها منذ أكثر من 7 سنوات، بحكم المخاوف من أن يؤدي غزو روسي محتمل لأوكرانيا إلى عقوبات أمريكية وأوروبية من شأنها أن تعطل الصادرات من أحد أكبر المنتجين في العالم، في ظل زيادة الطلب على الطاقة. وأشار العامري إلى أن منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" مهتمة باستمرار تدفق الإمدادات الكافية إلى أسواق النفط العالمية، رغم الزيادة المضطردة في الإنتاج، مضيفًا أن دول "أوبك" تكافح من أجل الوصول إلى كميات الإمدادات المستهدفة، نتيجة نقص الاستثمارات بشكل أساسي، بحسب ما صرحت به المنظمة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z