- المشروع البحثي يطبق التكنولوجيا الذكية القائمة على إنترنت الأشياء لتطوير جهاز لرعاية مرضى الزهايمر.
- الجهاز المطوّر يحتوي على مستشعرات متطورة توقف تشغيل الأجهزة الكهربائية في الغرفة وتوفير بيئة آمنة للمرضى.
- تطبيق الهاتف المحمول للجهاز الذكي المصمم باللغتين الإنجليزية والعربية، متوفر في متجر جوجل.
أنجز الباحث العماني أحمد بن محمد القصابي من كلية الشرق الأوسط مع مجموعة من الباحثين تطوير جهاز إلكتروني لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، وهو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه، ويعتبر السبب الأكثر شيوعًا للخَرَف في مرحلة الشيخوخة، وذلك بهدف تقديم حلول غير تقليدية تساعد المريض وعائلته على حسن التعامل مع مثل هذه الحالات، وقال: إن هذا الجهاز المتطور يساعد مرضى الزهايمر على ممارسة حياتهم بطريقة آمنة، كما يساعد مقدمي الرعاية على الاعتناء بالمرضى بطريقة سهلة ومرنة، وأضاف نظرًا لعدم وجود علاج لمرض الزهايمر حتى الآن فمن المتوقع أن تزداد اعداد المرضى به ثلاث مرات أكثر من العدد الحالي والبالغ عددهم على مستوى العالم (44) مليون شخص بحلول عام2050م، لذلك فإن الرعاية المستمرة مطلوبة لمرضى الخرف أو الزهايمر، والذي يسبب تهديدًا كبيرًا لاقتصاد الدول فلابد من الحفاظ على من يعانون من هذا المرض وأيضا مساعدة من يتحملون مسؤولية العناية بهم، فالتقديرات الموجودة تشير إلى أن ما يقارب من (1-4) أفراد من الأسرة الواحدة يعملون كرعاة لكل فرد مصاب بمرض الزهايمر.
ويضيف الباحث الرئيسي: في وقتنا الحالي تلعب تطبيقات التكنولوجيا المساعدة الذكية (AT) التي لديها القدرة على تحسين نمط حياة المرضى والقائمين على رعايتهم دورًا مهمًا، ومن هنا جاءت فكرة الدراسة البحثية لتطوير أجهزة ذكية قائمة على أحدث تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لمساعدة مرضى الزهايمر، فالمشروع عبارة عن تصميم حذاء ذكي مع تطبيق إضافي مخصص لفئة مرضى الزهايمر يعمل من أجل الحصول على منتج مستدام يعتمد على تطبيق الأندرويد للهاتف المحمول القائم على إنترنت الأشياء، وهذا التطبيق سوف يساعد مقدمي الرعاية من خلال تتبع مرضى الزهايمر والتحكم بأنشطتهم ليكونوا أكثر أمانًا في البيئة الداخلية والخارجية.
وعن مكونات المشروع يقول أحمد القصابي: يتكون المشروع من جزأين، فالجزء الأول يتناول تطوير تطبيق قائم على نظام الأندرويد يتتبع حالة المريض في البيئة الخارجية عبر الاتصال الذي يتم باستخدام الرسائل القصيرة، أما الجزء الثاني فهو عبارة عن شريحة إلكترونية متطورة تحتوي على عدة مكونات أهمها الشاحن الذي يتكون من قطعة ميكانيكية تحوّل طاقة الحركة إلى طاقة كهربائية، ورقاقة تنظيم الجهد الإلكترونية، حيث تنظم الرقاقة عملية تدفق الجهد وتتصل بالبطارية التي تعمل على تخزين الطاقة من الشاحن، وتزود وحدة (GSM)، إضافة إلى وجود وحدة متخصصة من وحدة (GPS) تحدد موقع أي شخص أو جسم عن طريق استقبال إشارة مجموعة من الأقمار الصناعية المدارية على سطح الأرض تستخدم وحدة (GPRS) المتخصصة للاتصالات المحلية، وتستخدم بطاقة (SIM) التي تعد العنصر الأساسي للاتصال بأبراج الاتصالات الداخلية في سلطنة عُمان، ومع ذلك فهي تعتمد على مشغلي الشبكات اللاسلكية.
ويشير الباحث إلى أن الجهاز المطوّر يتكون أيضا من تصميم حذاء ذكي بدائرة إلكترونية متصلة بشبكة (GSM) ونظام تحديد المواقع العالمي(GPS) قائم على تقنيات عمليات تسخير الطاقة مع مميزات أخرى كالتتبع والتحكم عن بُعد بواسطة تطبيق الهاتف الذكي، وهو فعّال من حيث التكلفة وقابل للشحن الذاتي، وذلك لارتباطه بتطبيق الهاتف المحمول الذي يعمل بنظام الأندرويد، وهذا الحذاء الذكي يتميز بقدرته على تتبع مرضى الزهايمر داخل المنزل وخارجه وبالتالي يساعد مقدمي الرعاية في العثور عليهم، إضافة إلى أن للجهاز خاصية التحكم في المرافق داخل المنزل مثل الغرفة أو دورة المياه أو المطبخ فهو يحتوي على مستشعرات تقوم بإيقاف تشغيل الأجهزة الكهربائية في الغرفة، وإيقاف الغاز في المطبخ، وإيقاف الماء في الحمام لتوفير بيئة آمنة للمرضى فهو يجعل المريض آمنًا، كما يقلل من استهلاك المياه والكهرباء، وبالتالي إيجاد بيئة مستدامة، إضافة إلى أن الجهاز آلي الشحن، وذاتي البطارية، ومتوفر بسعر مناسب، وكذلك تم نشر تطبيق الهاتف المحمول المصمم باللغتين الإنجليزية والعربية في متجر جوجل.
ويضيف القصابي: نأمل مستقبلا أن يرتبط هذا المشروع بالآفاق الصحية للمجتمع العماني، ويتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للبحث في قطاع الرعاية الصحية بوزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فهذا الجهاز يساهم في إنقاذ حياة مرضى الزهايمر ويعزز من تأمين حياتهم.
وفي الختام يقول الباحث الرئيسي أحمد بن محمد القصابي: أتقدم بالشكر الي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على كريم دعمهم للبحث العلمي في سلطنة عمان، والشكر موصول إلى كلية الشرق الأوسط ممثلة بفريق البحث المكون من الدكتورة سميثا سونيل ناير كوماران ، وعواطف بنت محمد بن أحمد الحرفية، والدكتور سونيل ناير كوماران، والشكر موصول أيضا إلى مستشفى جامعة السلطان قابوس على تعاونهم المثمر والذي أدى لتنفيذ هذه الدراسة البحثية بهذا المستوى خاصة الدكتور حمد السناوي والدكتور أحمد الحراصي.
