د. خالد بن حمد الغيلاني
@khaledalgailani
ولاية الدقم واحدة من ولايات محافظة الوسطى، لم تكن بالاهتمام الذي هي عليه اليوم ولن تكون مكانتها المستقبلية كما هو واقعها الحالي، ولأنها ولاية ساحلية لها ساحل مُمتد على بحر العرب يصل إلى حوالي 170 كم، فهي بالغة الأهمية في مستقبل الاقتصاد العُماني الواعد.
واليوم وبعد الافتتاح الرسمي لميناء الدقم بدأت الأمور المخطط لها، والرؤى المرسومة لهذه الولاية تتضح ملامحها وتظهر صور التطور والتنمية التي ستكون ركيزة من ركائز تطوير الاقتصاد العماني، وقيمة مضافة في سبيل تحقيق برامج وخطط التنمية الشاملة في رغبة وطنية أكيدة نحو مستقبل واعد ونهضة متجددة.
هذا الميناء الذي يقع على الساحل الجنوبي الشرقي من سلطنة عمان ويطل على بحر العرب والمحيط الهندي، معّد ليكون من أكبر موانئ الشرق الأوسط، وهذا أمر بالغ الأهمية وموجه نحو استثماره بالشكل الأكبر والأمثل ووجوده خارج منطقة مضيق هرمز يمثّل قيمة مضافة لهذا الميناء فهو بعيد عن هذا المضيق والتوترات التي تحدث في المياه الدولية القريبة منه، وبالتالي يضمن الميناء أمناً واستقراراً وقرباً للكثير من السفن العابرة في بحر العرب والمحيط الهندي والمتنقلة بين الدول والقارات.
إنَّ ميناء الدقم والذي نأمل أن يكون الوجهة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحوي ميناءً متعددَ الأغراض، وحوضًا جافًا لإصلاح السفن، وميناء للصيد، ومناطق سياحية وصناعية ولوجستية، وكذلك مقومات أخرى تساعد في أن يكون منطقة جذب. فهناك مدينة تعليمية وأخرى سكنية تحويان كل متطلبات الحياة والتنمية والتطوير، وتعملان على إسناد الميناء ليكون منطقة جذب اقتصادية كبيرة، يعّول عليها في مستقبل الاقتصاد العماني بحرًا، وربطه بداخل السلطنة ودول الخليج عبر شبكة برية من الطرق والقطارات ليمثل حلقة وصل متينة بين دول الخليج تعبر من خلاله إلى دول العالم المختلفة وهو أمر ممكن بل من الضروري الإسراع في إنجازه.
ملاحظة الكثيرين على التغطية الإعلامية التي صاحبت الحدث والمستوى الرفيع جدًا من حضور حفل افتتاحه الرسمي، إلا أنَّ الأمر لم يفت أوانه بعد، وعلى المعنيين إحكام خطة إعلامية ورعاية وتسويقية لهذا الميناء يكون لها أثرها في الخارج أولاً ثم في الداخل. فمميزات الميناء موقعًا وقربًا وأمنًا ولوجستيًا تجعل منه وجهة عالمية، ويمثل بذلك قيمة مضافة يعول عليها الكثير في مستقبل الاقتصاد العماني.
نعم.. تم افتتاح ميناء الدقم، ونعم هو مشروع وطني عملاق، ونعم يتضح من افتتاحه الرغبة الأكيدة نحو تنوع للاقتصاد العماني، ولكن لابُد من العمل الجاد لجذب الاستثمار نحوه ونحو المناطق المحيطة به، ولابُد من تسهيل الإجراءات وتبسيطها أمام المستثمرين، وتقديم حزم من التسهيلات والحوافز لتكون عناصر جذب لهذا الميناء في ظل التنافس الدولي مع العديد من الموانئ التي تنتشر في المنطقة، ولابد كذلك من الاستفادة من هذا الميناء لإنشاء منطقة تجارة حرة وتعزيز تجارة (الترانزيت) العالمية وتفعيل الدور السياحي له.
وبإذن الله تعالى عُمان ماضية بخطى واثقة نحو مستقبل اقتصادي واجتماعي ورفاه نرنو إليه جميعاً ونستبشره قريبًا.
حفظ الله تعالى عُماننا وعزز لها مكانتها ورقيها وحفظ مولانا السلطان المعظم رائدًا لنهضة عُمان المتجددة، وحفظ أبناء عُمان رعاة للحاضر وبناة المستقبل.