سحر الحلول

 

فاطمة الحارثية

قال أحدهم "الفشل ليس مُخيفًا، المُخيف أن تخاف من الفشل".. ترتشف يومك مع فناجين القهوة، تنظر من حولك، يمر الوقت، ترقب، محاولة، جهد، صمت، وأنت تسأل هل أنتظر أم أبادر؟ هل أكون جزءًا من الحل أم العقدة أم التنفيذ؟ أم هل أتدثر بالأنا وأصبح نرجسياً؟ أي مجرد مستفيد طامع بالمزيد؛ أدركت أم غيبته عن وعيك، العمر يمضي ولن تعود الثواني لأجل أحد؛ لا تعترض يا عاشق الكرك والشاي، فكلنا نتنفس بخار بروائح ونكهات مختلفة، وكل قلب يُحدث بما يهوى.

إذن يا قُراء يا كرام.. إننا نُجمع على أهمية إيجاد الحلول لكل مشكلاتنا، بل ويصل عند البعض منِّا إلى درجة وضع شروط لتلك الحلول كأن تكون مبتكرة، أو غريبة أو معقدة، ربما يكون القصد من الشروط ليس التباهي؛ بل هو أقرب إلى إيجاد حلول من أجل حياة سهلة شاملة المنافع لأكبر عدد ممكن من المنتفعين، ولا يخفى عنَّا الكثير من الأسئلة التي تصنعها المواقف والمشكلات، لنقف عند أبوب الحيرة والبحث مثل: من نسأل النصح والمشورة؟ شخص أم مجموعة؟ المنتفع أم المتضرر؟ القريب أم الغريب؟ الحبيب أم الصديق؟ من يُحبنا أم من يصدق معنا القول بالحقيقة المرة؟ الحكيم أم المتشدق؟ العدو أو المبتلى بالمشكلة مثلنا؟ الغني أم الفقير؟ إنِّه بحر اختيار لكنه بعمق الحل، ففي الأخير لا أحد يستطيع أن يطلع على قلوب الآخرين، ولا عقولهم ليُدرك أيُهم أقرب نفعًا.

لنفترض أننا أخترنا المجموعة المناسبة حسب حدودنا الفكرية وكيمياء العقل، سوف تكون الخطوة التالية بكل تلقائية وضع المشكلة على طاولة الحوار والنقاش، هل تعتقد ذلك؟ ربما سوف أخالفك الرأي قليلاً هنا، وبسؤال آخر: هل نحن نقدر الوقت ونعتبره جزءًا من الحل؟، أم أننا ننظر للوضع من حولنا ونتوكأ على ردود الفعل للحلول الجديدة في أدائنا فقط لنستمر؟ إن كنَّا من أهل الوقت فإننا لن نضع المشكلة على الطاولة للحوار والنقاش، بل سنتجاوز المشكلة لأننا نعلم ما هي، ولقد حيرتنا مسبقًا لذلك بحثنا عن المشورة، في رأيك ما الذي يجب أن يكون على طاولة الحوار والنقاش؟

أعتقد من وجهة نظري ما يجب أن يكون على الطاولة حزمة الحلول، كما قلنا في الفرضية إذ تم إيجاد مجموعة، بغض النظر عن كيفية تشكيل وصياغة تلك المجموعة، وجب أن يُقابلها مجموعة أخرى تختبر تلك الحلول، ووجب أن تكون مغايرة الصفات عن المجموعة الأولى، وكلا المجموعتين تعمل في الوقت ذاته، على ترتيب الحلول المطروحة وتصنيفها كحلول طارئة وحلول مُستدامة وحلول داعمة وبديلة؛ لا يجب أن يتم رفض أي حل، والابتكار هنا القدرة على تصنيف تلك الحلول لتوائم الوقت والمكان وكيفية دمج بعضها ببعض.

في هذا العصر، وجب رفض الاستغراق في المشكلة، واستهلاك الطاقة والجهد طولا وعرضا لتكون المحصلة ثوان أو سطرين لحل لا يُغني ولا يفي ولا يدوم، ولا حاجة إلى إقناع الآخر بالمشكلة أو الحل المناسب، لأنَّ كل حل اجتهاد، نظر صاحبه إلى زاوية قد تكون مغايرة أو أبعد من مدى قدراتك وسعتك، بالتالي وجب تقديرها وقبولها وتصنيفها من ضمن حزمة الحلول، قد يناسب حل ما البعض دون عن البعض الآخر، في المقابل عندما يكون لدينا حزمة من الحلول، فبكل تأكيد سوف يعود على الجميع النفع المشترك، ومفتاح الانتفاع من الحلول هو الوقت وليس الحلول فقط.

وبوجود حزمة الحلول وكفاءات التنفيذ وإتقان لعبة الوقت، يمكننا أن نحتوي المشكلات الطارئة، الاستشراف والاستباقية للحد من أية أزمة تلوح في الأفق القريب أو البعيد، الشمولية بحيث الكل يجد فيها أساساً نافعاً ومستداماً ومتوازناً.  

********

سُّمو...

وقد قال حكيم عُمان وقائدها المفدى "وسنحرِصُ خلالَ المرحلةِ القادمةِ، من عمرِ نهضتِنَا المُتجددةِ؛  للانتقالِ بالأداءِ الحكومي، من مستوى الحلولِ الاضطراريةِ، إلى مستوى آخر، أكثرَ ديمومةً، يَتِمُّ فيه إرساءُ مجموعةٍ، من الحلولِ الشاملةِ، التي تضعُ النموَ الاقتصادي، والاستدامةَ الماليةَ، ورفاهيةَ المجتمعِ في أولِ سُلَّمِهَا".