سالم كشوب
تستغرب أحياناً من الوعود التي يُطلقها بعض المسؤولين لدى حضورهم بعض المناسبات أو عند استقبالهم بعض المراجعين وهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم لن ينفذوا تلك الوعود التي قطعوها على أنفسهم وعلى إثر تلك الكلمات التي صرحوا بها بنيت الكثير من الأحلام والخطط على أمل أن يتم تطبيق تلك الوعود على أرض الواقع.
وبعد تكرار بعض الزيارات لتنفيذ تلك الوعود يبدأ مسلسل التسويف وإنكار ما تم الحديث عنه وطلب العديد من الإجراءات التعجيزية من أجل إظهار أنَّ الخلل من قبل المراجع أو الجهة التي سعدت بتلك الوعود وبنيت على إثرها أحلاماً وخسرت الكثير من الوقت والجهد وتحملت أعباءً مالية من أجل تجهيز كل ما يتعلق بمشروع وحلم المستقبل الذي للأسف تلاعبت كلمات شخص في قتل ذلك الحلم في لحظة غرور وعدم مسؤولية في تبعات تلك التصريحات والوعود التي بسبب تكرارها فقدت المصداقية والثقة ببعض المؤسسات نتيجة سياسة أفراد يرون أن وعودها مجرد كلمات عابرة وهي بالأساس تمثل المؤسسات والكيانات التي يعبرون عنها بأي تصرف أو تصريح أو إجراء متخذ ويعكسون الواقع الموجود في تلك الجهات.
وبالتالي لابُد من تأهيل القيادات والمسؤولين الموظفين الذين لديهم تعامل مباشر من المراجعين أو مختلف الجهات في لغة الحوار وعدم إطلاق وعود لا يملكون الصلاحية لتنفيذها ويعكسون صورة سلبية عن مؤسساتهم قد تكون بخلاف الواقع بسبب وضع شخص غير جدير في مكان قيادي يتطلب منه المهارة والكفاءة في التعامل مع الأنماط المختلفة من المراجعين والسلاسة وروح التواضع وسرعة البديهة في اتخاذ الإجراءات التي تعزز من ثقة الجمهور الخارجي بمختلف الجهات وترسم صورة إيجابية وتخلق ثقة متبادلة لا تتأثر بأي تصريحات أو كلام متداول لأنهم لامسوا في الواقع حرص تلك الجهة على تقديم مختلف الخدمات بكل مصداقية بعيداً عن لغة التصريحات والوعود التي لن ولم يتم تنفيذها بل مع مرور الوقت ستكون سببا في انعدام الثقة ببعض المؤسسات والجهات نتيجة تصريح أو وعد قطعه موظف أو مسؤول ولا يدرك تبعات تلك الكلمات والتصريحات التي لا تمثله بل تمثل مؤسسة وجهة بأكملها.
ختامًا.. إنَّ نجاح أي جهة ومؤسسة خدمية لا يتمثل فقط في سرعة الإنجاز وتحقيق مختلف الأهداف، وإنمّا في الحفاظ على فئاتها المستهدفة من خلال سياسة تبنى على الشفافية والمصداقية وحسن اختيار الموظف المناسب في المكان المناسب الذي يستيطع التعامل بحنكة وقدرة مع مختلف المواقف وبشكل لا يسيئ إلى سمعة ومكانة الجهة التي يمثلها فكلمة قد تخرج منه قد تكون سببا في نسف وهدم سنوات من الثقة التي كان يعيشها مراجع مع تلك الجهة وينظر لها بكل ثقة ويخلق صورة سلبية تتطلب وقتاً لإعادتها إلى مكانتها الطبيعية.
********
"الثقة كالإنسان، سنوات لتكبر وثوان لتموت" مالكوم إكس.