الصحابي ذهبن بن قرضم الشحري

سعيد غفرم

said.gafaram@gmail.com

وفد أهل عُمان على النبي محمد صلى الله وعليه وسلم كغيرهم من وفود العرب لمبايعته وإعلان دخولهم في الإسلام طواعية، وذلك بقدومهم إلى المدينة المنورة، وقد قدم وفد من أرض الشحر (ظفار) على الرسول صلى الله وعليه وسلم، وكان يضم زهير بن قرضم بن العجيل وابنه ذهبان ومجموعة من أفراد قبيلتهم من بني الأمري، وذلك في السنة العاشرة من الهجرة. (1)

الملاحظ، أنه قدم مع زهير ابنه ذهبان  ولا شك أنَّ  مع هؤلاء آخرين  ولكن لم نعثر على أسمائهم بعد، ولا يختلف اثنان على أنَّ قبيلة الأمري هي قبيلة شحرية عمانية  موجودة حالياً في ظفار  وتضم  قبائل الشحرة، وهم  السكان الأصليون لظفار ومن أعرق وأقدم القبائل العربية التي سكنت المنطقة، فمن البديهي أن  يكونوا من ضمن القبائل العربية القديمة التي أعلنت إسلامها. (2)

وقد قال ابن الأثير في كتابه "أسد الغابة في معرفة الصحابة" هو ذهبن بن قرضم بن العجيل بن قثاث بن قمومي بن نقلل بن  العيدي بن الأمري... وفد على النبي صلى الله وعليه وسلم  فكان يكرمه لبعد مسافته لأنه قدم من أرض الشحر، فلما أراد الإنصراف حمله، وكتب له كتاباً، فهو عندهم. (4)

وذكره كتاب "صفة بلاد اليمن عبر العصور" باسم الصحابي ذهبن بن قرضم الشحري. (3)

كما اختلف بين اسم ذهبن بن قرضم وزهير بن قرضم  وجاء هذا اللبس من تقارب رسم الاسم الأول (ذهبن) و(زهير)، ولهذا جزم ابن حجر بصحة (ذهبن)، لأنه وجده هكذا في نسخه المعتمدة من جمهرة ابن الكلبي وفي كتب تراجم الصحابة (الاستيعاب، والإصابة، وأسد الغابة) وقال :هو الذي وفد على رسول الله وكتب له كتابا ورده إلى قومه. (5)

أما ابن سعد في كتابه  الطبقات،  فجعل اسمه (زهير) بدل ذهبن ويوجد في مرباط حاليا ضريح يحمل نفس الاسم والمعروف بضريح زهير، وقد ورد في بعض  المخطوطات القديمة أن ذريته كانت في مرباط وظفار. (6)

وختامًا.. يبدو أن الكثير من الناس لا تفرق بين اسم الشحر أو شحر عمان كاسم قديم  لظفار ومدينة الشحر بحضرموت؛ حيث إن اسم الشحر كان يطلق على ظفار حتى القرن السادس الهجري، أما مدينة الشحر الحالية بحضرموت  فلم تحمل هذا الاسم إلا في القرن السادس الهجري، والتي كانت قبل ذلك تعرف بـ"الأسعاء"، وأنه من المؤسف حقًا أن يُنسب تاريخ إقليم الشحر القديم (ظفار) إلى مدينة الشحر بحضرموت "الأسعاء" التي ظهر اسمها متأخرًا.

ومن المعروف ارتباط بلاد الشحر (ظفار) باللبان منذ القدم ولا يوجد بشحر حضرموت لبان، وقد قال رؤبة بن العجاج الذي ولد في القرن الأول الهجري:

أذهب إلى الشحر ودع عمانا //  إلا تجد تمرا تجد  لبانا. (7)                                                                                            

----------------

المراجع:

(1) - فرانتسوزوف ، سرجيس (2004).تاريخ حضرموت الاجتماعي والسياسي قبل الإسلام وبعده. صنعاء: الأفق للطباعة والنشر ، ط١، ص٩٧.

(2) - آل حفيظ، على محسن (١٩٨٧). من لهجات مهرة وآدابها. أبوظبي: دار الكتب الوطنية، ص٩.

(3) - العمري، حسين عبدالله، الإرياني ، مطهر على، عبدالله، يوسف محمد (١٩٩٠). صفة بلاد اليمن عبر العصور من القرن ٧ قبل الميلاد إلى نهاية القرن ١٩م. لبنان: دار الفكر المعاصر، ط١، ص٣٠.

 (4) – ابن الأثير. أسد الغابة في معرفة الصحابة. تحقيق : معوض، على محمد، عبد الموجود، عادل أحمد، لبنان: دار الكتب العلمية، ج ٢،ص٢١١.

(5) – عبد الواحد الشجاع، عبدالرحمن (٢٠١٩). اليمن في  صدر الإسلام من البعثة المحمدية حتى قيام الدولة الأموية. صنعاء : الإحسان نت، ط٢، ص ص ٢٢٢-٢٢٣.

(6)- الراجحي، حفيظ عيسى (٢٠٢١). ظفار في التاريخ. القاهرة: الاتحاد العربي للطباعة والنشر والترجمة، ط١، ص١٤٠.

(7) الراجحي، حفيظ عيسى. المرجع السابق. ص٣٦.

تعليق عبر الفيس بوك