السباق بين المسؤولين.. من سيكسب ومن سيُخفق؟

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

قلت في تغريدة استلهمتها من لقاء حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بشيوخ ولايات محافظة جنوب الشرقية وقبل ذلك شيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى: "من سيكون له قصب السبق في تنفيذ الأوامر السامية لتمكين اللامركزية الإدارية والمالية للمحافظين، حتى يشعر المواطن أن هناك حراكاً فعلياً وليس شكلياً، كيف سيكون التنافس بين صناع القرار لتنفيذ الأوامر السامية ومن سيكون الأسبق في إعطاء الصلاحيات التامة للمسؤولين في المحافظات دون الرجوع إلى مسقط".

موضوع اللامركزية في اتخاذ القرار أصبح أمرًا ملحًا، وتطرق جلالة السلطان لهذا الأمر نابع من قناعته بأن "المركزية" من الأمور المعطلة لأية مشروع أو قرار حكومي، وقد يطول اتخاذ أي قرار أو تنفيذ مشروع ما بسبب انتهاج المسؤول نهج المركزية، وقد آن الأوان للتخلي عن أية ممارسات تعطل مصالح المواطنين وضرورة توجيه البوصلة نحو ما يعزز من قدرات الحكومة في الانتقال إلى مرحلة أكثر مرونة في التعاطي والتعامل مع المعاملات التي يكون الطرف فيها المواطن في القطاع العام أو القطاع الخاص.

النقاط التي ذكرها صاحب الجلالة- أعزه الله- كلها تصب في مصلحة المواطن وعلى المسؤول أن يعي جيدا أن هذه النقاط عبارة عن أوامر سامية يتطلب تنفيذها حتى يتحقق الهدف المنشود؛ فبلادنا ماضية في تنفيذ خططها وبرامجها في مختلف المجالات. وحتمًا أن هناك نموذج جديد للعمل المؤسسي بقيادة جلالة السلطان- حفظه الله ورعاه- ينسجم مع متطلبات رؤية "عُمان 2040".

وحوار صاحب الجلالة المباشر مع المواطنين سيعزز من قيمة وجودة العمل وسيفتح مجالًا للتنافس بين المسؤولين لترجمة الأوامر السامية، فكما قال جلالته إن الحكومة ستوفر الحوافز اللازمة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة وبناء حاضر زاهر ومشرق لعمان الغالية.

مواضيع مهمة تطرق إليها صاحب الجلالة، وعلينا كصحفيين وكتاب ومُراقبين، متابعة هذه الأوامر السامية والتحقق مما يتم تنفيذه من المشاريع التي تطرق إليها جلالته -حفظه الله-، وهذا هو دور الإعلام.

إن المرحلة المقبلة من العمل المؤسسي يجب أن تكون متميزة وأن تكون منسجمة مع تطلعات رؤية عمان 2040، هذه الرؤية التي رسمت بعناية وأشرف عليها صاحب الجلالة شخصيًا لتنقل عمان إلى واحدة من أفضل دول العالم.

ويجب على الحكومة والقطاع الخاص أن تتكاتف جهودهما والعمل جنبًا إلى جنب، وأن نضع جميعًا في الحسبان أن عمان تستحق منِّا العمل من أجل رقي خططها وسياساتها التنموية.

وختامًا.. إن التوجه الجديد نحو اللامركزية يعكس الحرص السامي على ترجمة أهداف رؤية عمان 2040، وغاياتها الطموحة، إلى جانب تحقيق الخطط الاستراتيجية في القطاعات الاقتصادية الواعدة، والتي من شأنها أن تقود التنمية في المحافظات نحو النمو المنشود، وأن تتحوّل المحافطات للتنافس فيما بينها لكسب الرهان وأنها قادرة على أن تكون بيئة خصبة للتنمية من خلال إقامة المشاريع المختلفة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن.